نحو 700 معلم وموظف في أربع مدارس تابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، في صيدا، لم يقبضوا رواتب شهر تشرين الثاني الماضي حتى الآن، فيما أقرّ المجلس الإداري للجمعية بعجزها عن «التنبّؤ بموعد الدفع». وفي كتاب للمجلس وجّهه الى المعلمين والموظفين، رداً على كتاب رفعه هؤلاء للسؤال عن رواتبهم، عزا التأخير الى أن «هناك تنامياً كبيراً في الاستحقاقات المالية الشهرية في مقابل تباطؤ شديد في تسديد الأقساط، ما أدى إلى نقص في السيولة وانعكاس ذلك على انتظام تسديد الرواتب».
والمدارس الأربع هي : «مدرسة حسام الدين الحريري»، «ثانوية المقاصد»، «مدرسة الدوحة» (مدارس غير مجانية) و«مدرسة عائشة أم المؤمنين» (مدرسة خاصة شبه مجانية).
التأخير في تسديد الرواتب أثار حفيظة عدد من المعلمين والموظفين، خصوصاً أنّه، بحسب بعضهم، «لا يحصل للمرة الأولى. فمنذ نيسان الماضي، لا نتقاضى رواتبنا قبل اليوم العاشر من كل شهر بحجة نقص السيولة، في حين أن لدى الجمعية الكثير من الاستثمارات والعقارات، وتنفذ حالياً عدداً من المشاريع لتأهيل أو توسيع بعض مبانيها». ولأنه «ما في باب ضو» بشأن موعد الدفع، دعا بعض الموظفين إلى الحوار مع لجنة الأهل للبحث في حل المشكلة، خصوصاً أن بعض الأهالي المتخلفين عن الدفع من المتمولين، فيما ينتظر أن يعقد المعلمون اجتماعاً، اليوم، لمناقشة الخطوات اللاحقة.
وكان المعلمون ارتضوا في اتفاق أبرموه مع الجمعية، في شباط 2017، بأن لا يتقاضوا سلسلة الرتب والرواتب منذ 21 آب حتى 31 كانون الأول 2017، أي 4 أشهر و10 أيام، في انتظار إيجاد حلول لـ «العجز» المالي الذي تعاني منه الجمعية.
في اتصال مع «الأخبار»، عزت مصادر في المجلس الإداري عدم دفع الرواتب إلى نقص السيولة كما جاء في كتاب الجمعية، نافية أن تكون الجمعية مدينة أو في حالة إفلاس. وأكّدت أن الاستثمارات والعقارات لا تغطي عجز المدارس، فـ«مدرسة عائشة أم المؤمنين» وحدها تخسر أكثر من مليار ليرة، باعتبار أنها مدرسة شبه مجانية ولا تتقاضى مِنَحها من الدولة التي تبلغ نحو 3 مليارات ونصف مليار ليرة. ولفتت الى أنّ مجموع الأقساط التي لم تدفع عن العام الدراسي الماضي 2017 ـــ 2018 بلغ ملياراً و200 مليون ليرة، في حين لم يُدفع مليار و800 مليون ليرة من القسط الأول لهذا العام. وقد أرسلت الجمعية إنذارات للمتخلفين عن الدفع عن العام الماضي، وليس عن هذا العام كما أشاع البعض، وتعهد المنذَرون لدى كاتب العدل بدفع الأقساط، لكنهم لم يدفعوا شيئاً.
ماذا عن التوسعة وتأهيل مباني الجمعية؟ تؤكد المصادر أن هذه الأعمال ليست على نفقة الجمعية، مشيرة الى أنّ «عدداً من المتموّلين والخيّرين» يتبرعون بتكاليفها.