نقلت “المركزية” عن مصادر رفيعة مواكبة لعملية تشكيل الحكومة رؤيتها ان عدم صعود الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا للاجتماع برئيس الجمهورية ميشال عون للاطلاع منه على نتيجة المشاورات التي اجراها لتسهيل الولادة الحكومية لا يعكس حقيقة الصورة التفاؤلية التي تتناقلها الاندية السياسية عن امكان رؤية الحكومة العتيدة النور ما بين عيدي الميلاد ورأس السنة، وتحديدا قبل مطلع العام الجديد، وأن تأخير اجتماع الرئيسين الذي كان يفترض انعقاده فور عودة الحريري من سفره انما يدل الى ان العقبة الاخيرة امام تظهير صورة الحكومة الجديدة والمتمثلة بتوزير احد نواب “اللقاء التشاوري” السني لا تزال قائمة ومن غير حل وإلا لكانت مراسيم التشكيل قد صدرت اليوم قبل غد لأن الجميع يستعجل اعلان الحكومة.
وليس بعيدا، ينقل زوار بعبدا عن رئيس الجمهورية نفيه لما يحكى عن عقبات او عراقيل خارجية هي تحول دون اخراج عملية التأليف من عنق الزجاجة. لا بل ان رئيس الجمهورية، وفق ما نقلت “المركزية”، يرى اجواء توحي بالتقارب اكثر من اي يوم مضى خصوصا على مستوى العلاقة ما بين المملكة العربية السعودية وسوريا التي زارها الأحد الرئيس السوداني عمر البشير والتي لم يكن ليزورها في حال وجود ممانعة سعودية – مصرية لهذه الخطوة التي من شأنها ان تؤشر لغد افضل على خط العلاقة ما بين الدول المشار اليها، وتحديدا الرياض ودمشق المعنيتين او المؤثرتين في مسار الامور على الساحة اللبنانية.
في اي حال وبعيدا من الغوص في سبل الافادة الاقتصادية والتجارية من امكان سياسة فتح الحدود ما بين الدول العربية التي عادت تبرز الى الواجهة والتي لا يمكن استبعادها من البنود التي قد يكون الرئيس البشير طرحها خلال زيارته لدمشق، ينقل الزوار ان الرئيس عون الذي يتابع كل هذه الامور بتفاصيلها يسعى لولادة الحكومة قبل نهاية السنة، ويؤكد ضرورة تنازل الجميع ولقائهم في النقطة الوسط للانتقال من موضوع الحكومة الى معالجة الملفات السياسية والاقتصادية التي تثقل كاهل اللبنانيين.