أكدت مصادر حكومية مطلعة على مفاوضات التشكيل أن ثمة تفاؤلاً حذراً بإمكان ولادة الحكومة قريباً وسط معطيات تشير إلى أن “حزب الله” تراجع خطوة إلى الوراء حكومياً ما قد يسمح بولادة عسيرة للحكومة الجديدة.
ولفتت المصادر إلى أن “حزب الله” تراجع ظاهراً عبر التسريبات المتعلقة بإمكان قبول النواب السُنة الستة بتسمية مرشح عنهم من خارجهم للتوزير من حصة رئيس الجمهورية، ما يعني خسارة معركة إصرارهم على التمثل بوزير منهم حصراً، إضافة إلى خسارة رئيس الجمهورية سعيه للحصول على الثلث المعطل في الحكومة، ما يعني عمليا خروج رئيس الحكومة المكلف منتصرا بعدم تقديمه تنازلا في هذا الملف، فلم يتنازل من حصته كما سعى “حزب الله”، ولم يقبل بالتوقيع على مراسيم لحكومة تضم أيا من أسماء النواب الستة.
وأشارت المصادر إلى أن تراجع “حزب الله” ليس نهائياً بعد، على قاعدة “لا تقول فول تا يصير بالمكيول” كما كان يكرر الرئيس نبيه بري. وتربط المصادر هذا التراجع التكتي بتطورات المنطقة بدءاً بمعالم التسوية التي بدأت في الحديدة اليمنية ويبدو أنها قد تتمدد جزئياً إلى لبنان عبر سوريا والعملية العسكرية التركية المرتقبة بمباركة أميركية.
لكن هذه المصادر تحذر من أن الخطة “ب” قد تكون بعرقلة عمل الحكومة المقبلة بدءاً من البيان الوزاري حيث سيحاول “حزب الله” فرص شروطه القاسية فيه وصولا إلى إعلان النائب نواف الموسوي بأن هذه الحكومة قد لا تستمر إلى نهاية العهد كما كان متوقعاً لها، ما يعني أن الحزب يقر بأنه خسر معركة لكنه لم يخسر الحرب، وهو لذلك يهدد بإمكان الإطاحة بالحكومة الجديدة في أي لحظة للعودة إلى المربع الحالي وفق ما تقتضيه مصالح إيران الإقليمية إضافة إلى مصالح الحزب الداخلية في كل ما يتعلق بإعادة النظر باتفاق الطائف برمته.
وتخلص المصادر إلى التحذير من أن مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة قد تكون أصعب داخلياً على كل المستويات بفعل المواجهات المنتظرة داخلها وقرار “حزب الله” بتعطيلها من الداخل وفقاً للتطورات الإقليمية.