نقلت “المركزية” عن مصادر في “حزب الله” تأكيدها أن “الحكومة على بُعد امتار قليلة من ولادتها، وقد تصدر مراسيمها في اليومين المقبلين، وان العقبات الكُبرى ذُللت”، لافتةً الى ان “دورنا كحزب في تسريع التشكيل يندرج تحت عنوانين: مساندة لـ”اللقاء التشاوري” ودعم حقه بالتمثيل في الحكومة انطلاقا من نتائج الانتخابات النيابية من دون ان نضغط لتحقيق مطلبه، وضرورة مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية بحكومة جامعة”.
وأشارت الى ان “مهمة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ليست تفاوضية، باعتبار ان المشاورات باتت في مراحلها الاخيرة، وانما بالحصول من اعضاء “اللقاء التشاوري” على اسماء الوزراء الذين يقبلون بتوزير احدهم كممثل عنهم في الحكومة، وهذا ان دل الى شيء فإلى ان الحكومة في خواتيمها”.
وأوضحت ان “الحكومة التي كانت منذ اشهر قابعة في سيبيريا لكثرة الجليد الذي كان يلفّها باتت حرارتها مرتفعة جدا، وهي قاب قوسين او ادنى من صدور مراسيمها”، مشيرةً الى ان “الانفراج الحكومي ظهر في شكل واضح وعلني الاثنين من خلال مضمون بيان “اللقاء التشاوري” المُقتضب الذي خلا من تعبير “نريد وزيرا من النواب الستة”، ما شكّل بداية تقدّم نحو الحل المُنتظر”.
واشادت بـ”موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي وافق على ان يكون الوزير السنّي الممثّل لـ”اللقاء التشاوري” من حصته، فهذا الوزير سيكون غنى له، وهو بذلك اراد ان تكون الحكومة عيدية للبنانيين بعد اكثر من ستة اشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري”.
وعزت المصادر تسارع وتيرة المشاورات واللقاءات الى “تجاوز البلد عتبة الانهيار الاقتصادي والمالي، لذلك بات من واجب الاطراف المعنية بالتشكيل تقديم تنازلات لأن “حلّها” تولد الحكومة”.
وعمّا اذا كان اللقاء الذي عُقد اخيرا بين رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ومسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا نهاية الاسبوع الفائت شكّل “المدماك الاساسي” لولادة الحل الحكومي للعقدة السنيّة، اوضحت المصادر ان “هذا اللقاء كان حلقة من سلسلة حلول للأزمة الحكومية”.
وفي حين ذهبت بعض التحليلات الى “فرز” المعنيين بالتشكيل بين رابح وخاسر من صيغة الحل لعقدة سنّة الثامن من آذار، جزمت مصادر “حزب الله” بأن “البلد هو الرابح الاكبر من تشكيل الحكومة بغض النظر عن شكل ومضمون مخارج العُقد، وهي ستُبصر النور وفق قاعدة “لا غالب ولا مغلوب””.
وردا على سؤال عمّا اذا كانت التطورات الحكومية المتسارعة في لبنان مرتبطة بالتطورات الاقليمية، لاسيما مشاورات السلام التي بدأت في اليمن وبداية بلورة حل للازمة الحكومية في العراق، لم تنفِ مصادر الحزب ولم تؤكد ذلك، الا انها اشارت الى “تحليلات كثيرة في هذا المجال”.
ونبّهت مصادر “حزب الله” الى “ضرورة ان نكون حذرين في التفاؤل”.