IMLebanon

.. نحو “مراسيم” الميلاد!

كتبت صحيفة “المستقبل”:

باعتبارها تشكّل «الفرصة الأخيرة للخروج من دوامة الشروط السياسية»، تضافرت الجهود الرئاسية والسياسية على أرضية التأليف تزخيماً لفرص إنجاح مبادرة بعبدا الهادفة إلى تذليل عقدة «نواب 8 آذار السنّة الستّة» بعدما حالت على مدى نحو شهرين دون ولادة التشكيلة الائتلافية الجاهزة التي أنجزها الرئيس المكلّف نهاية تشرين الأول الفائت، فتسارعت وتيرة المشاورات البينية والمتقاطعة على خط «بعبدا – بيت الوسط» لتبلغ خلال الساعات الأخيرة محطة اللاعودة عن الاندفاعة الرئاسية نحو إخراج الحكومة المُرتقبة من عنق زجاجة التعطيل وتحفيز مخاض ولادتها وصولاً إلى إصدار «مراسيم» ميلادها عشية الميلاد.

وعلى هذا الأساس، صبّت مجمل الأجواء المتواترة من «قصر بعبدا» و«بيت الوسط» و«عين التينة» في خانة تثبيت جوّ التفاؤل بنهاية أزمة التأليف نهاية الأسبوع الجاري، إذ وبينما دعّمت كتلة «المستقبل» الرهان على التأليف «قبيل الأعياد المباركة»، وبات حديث رئيس مجلس النواب نبيه بري يتركّز أمام الإعلاميين حول موعد انعقاد جلسات الثقة البرلمانية بالحكومة الجديدة، تولّت مصادر بعبدا بدورها تعميم أجواء إعلامية أمس تؤكد «إنجاز المبادرة التي أطلقها الرئيس ميشال عون بالتشاور مع رئيس الحكومة المكلّف بنسبة 90%» ليبقى استكمال «الروتوش» النهائي على ما تبقى من مرتكزاتها خلال اليومين المقبلين.

وإثر إعلان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنّ المهمة «تكلّلت بالنجاح» بعد اجتماعه بتكليف من رئيس الجمهورية مع أعضاء لقاء نواب سنّة 8 آذار، انتقل ابراهيم إلى «بيت الوسط» حيث اجتمع بالرئيس المكلّف، قبل أن يزور القصر الجمهوري ويضع عون في حصيلة ما توصلّ إليه من نتائج متعلقة بالمبادرة الرئاسية. وأوضحت مصادر بعبدا لـ«المستقبل» أنّه في ضوء النتائج المحققة «يمكن القول بأنّ الأمور وصلت إلى خواتيمها وباتت ولادة الحكومة قريبة»، كاشفةً أنه بموجب هذه المبادرة فإنّ التشكيلة الإئتلافية الثلاثينية المرتقبة ستتكوّن من «3 عشرات» بمعنى عدم حصول أي طرف فيها على الثلث المعطّل، في حين سيخصصّ رئيس الجمهورية، مقابل تراجع النواب الستّة السنّة عن مطلب توزير أحدهم في الحكومة، المقعد الوزاري السنّي من حصته الرئاسية لتوزير شخصية سنّية يختارها هو من ضمن لائحة من 3 أسماء سيتم رفعها إليه عبر اللواء ابراهيم ليختار الأنسب من بينها بشكل يراعي «التمثيل المناطقي للوزراء».