وسط ترقّب لما ستؤول اليه العلاقات التركية – الاميركية في ضوء قرع أنقرة طبول الحرب في شرقي الفرات، اعلن مسؤول أميركي أن وزارة الخارجية أخطرت الكونغرس بصفقة محتملة لبيع أنظمة باتريوت للدفاع الجوي والصاروخي إلى تركيا. وأن قيمة الصفقة تبلغ 3.5 مليار دولار.
هذه الخطوة تدل بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية” الى حرص مشترك من العاصمتين، على ابقاء المناخات ايجابية بينهما والى رفض إعادة عقارب الساعة الى الوراء. والحال، بحسب المصادر، ان ثمة اتصالات تنسيقية تدور بشكل مكثّف بين واشنطن وأنقرة، تحضيرا للعملية التي ينوي الجيش التركي تنفيذها ضد فصائل كردية مدعومة من الولايات المتحدة.
ووفق المصادر، التراجع عن تنفيذ هذه العملية لم يعد خيارا واردا بعد ان أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أنها حاصلة. أما ما يؤخّرها اليوم، فهو تأمين أفضل تعاون بين تركيا والولايات المتحدة لحصر خسائرها والاتفاق على حجمها وشكلها، وضمان عدم حدوث اي احتكاك بين عناصر الجيشين على الارض. ومتى بات كل شيء جاهزا، ستنفّذ العملية.
وفي السياق، ترجح المصادر الا يكون التحرك التركي موسعا وطويل الامد بل قد يأتي على شكل غارات جوية مباغتة محدودة. فالجيش التركي حدد 150 نقطة تابعة لوحدات حماية الشعب تشمل مخافر ونقاط تفتيش وأبراج مراقبة وملاجئ. وتلفت المصادر الى أن تركيا ستستخدم استراتيجية مغايرة عن تلك التي لجأت اليها في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، وتشير الى ان الضربة يرجّح ان تكون خاطفة و”فجرا” على صورة تلك التي نفّذتها أنقرة في القصف على سنجار وقره جاق.
وكان الرئيس اردوغان ونظيره الاميركي دونالد ترامب بحثا التطورات المرتقبة في 14 كانون الأول الجاري خلال اتصال هاتفي اجراه الاول بالثاني، بدأت على اثره آلية التنسيق بين البلدين، وهي تركّز في شكل خاص على استخدام المجال الجوي، لتفادي اي اصطدام بين الجيشين.
وبحسب المصادر، سيبقى الخط الساخن بين الدولتين شغالا بقوة في قابل الايام، وهدفه حفظ ماء وجه أنقرة لناحية تنفيذها العملية التي تراها أولوية لصدّ التهديد الكردي على حدودها من جهة، ولمنع اصابة الفصائل الكردية بهزائم عسكرية وبشرية واستراتيجية كبرى، نظرا الى كونها حليفة للولايات المتحدة، من جهة ثانية.
غير ان المصادر ترى ان الاكراد قد يكونون مجددا الضحية بحيث يتخلى عنهم الاميركيون مرة أخرى، لصالح مصالحهم الاستراتيجية الخاصة الكبرى…
على اي حال، أكد الكرملين أنه سيمضي في صفقة لبيع أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة (إس-400) لتركيا رغم موافقة وزارة الخارجية الأميركية على بيع نظام منافس لأنقرة. ولفت المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الى أنه يجب النظر إلى الصفقتين كصفقتين منفصلتين وإن موسكو بالفعل تستكمل بنود صفقة إمداد تركيا بمنظومة إس-400 مشدداً على أن روسيا تثق في أن أنقرة لن تكشف أسرار نظام إس-400 لشركائها في حلف شمال الأطلسي.