Site icon IMLebanon

مجلس الأمن: أنفاق “حزب الله” إنتهاك لـ1701.. ولبنان يخشى من عدوان

ناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة أمس، وبدعوة من الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل، موضوع الأنفاق، التي قالت إسرائيل إنّها اكتشفتها قرب الخط الأزرق، في حين استبق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجلسة، داعياً مجلس الأمن إلى اتخاذ اجراءات ضد «حزب الله» واعتباره تنظيماً إرهابياً.

في السياق، أعربت مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة أمل مدللي، عن خشيتها من أن تكون الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، حول 4 أنفاق قالت إسرائيل إنها اكتشفتها قرب الخط الأزرق، «مقدّمة لعدوان إسرائيلي آخر على البلاد».

وقالت مدللي خلال الجلسة التي انعقدت في المقرّ الدائم للأمم المتحدة في نيويورك: «لقد شهد لبنان أربع غزوات إسرائيلية مدمّرة في السنوات الأربعين الماضية، أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين، وإصابة آخرين بجروح بالغة، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وسنوات من المشقة للشعب».

وأضافت: «بينما كان اللبنانيون منشغلين في التحضير للاحتفال بأعياد الميلاد، أصبحوا اليوم قلقين ومهتمين وخائفين من المستقبل. عندما يرون هذا المجلس الموقر يجتمع لمناقشة موضوع خاص بلبنان».

واعتبرت أنّ ما تقدّم «يثير ذكريات العدوان الإسرائيلي والاستمرار في احتلال الأراضي اللبنانية. ويتساءلون (اللبنانيون) ما إن كان كل هذا مقدّمة لعدوان آخر».

وأكّدت المندوبة اللبنانية على التزام بلادها بالقرار 1701، مشيرة إلى أنّ «هذا الالتزام يصبّ في مصلحة بلدي وشعبي. ولهذا السبب أيضاً عبّر الرئيس اللبناني ميشال عون، عن اهتمام بلاده بالحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان».

وتابعت: «إسرائيل نعتبرها مسؤولة عن إثارة الصراع من خلال انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، وهذه هي القضية الحقيقية: نحن نواجه انتهاكات مستمرة لسيادتنا عن طريق البر والجو والبحر، في انتهاك كامل لأحكام القرار 1701».

ونفت مدللي، أن يكون لبنان ارتكب أي انتهاكات، مشددة على أنّ «الجانب الإسرائيلي تصل انتهاكاته للقرار 1701 إلى 1800 انتهاك سنوياً، وفي الأشهر الأربعة الأخيرة بلغت 150 انتهاكاً شهرياً في المتوسط».

«إنتهاك لـ1701»

وخلال الجلسة، إعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، أمس، أنّ «أنفاق ميليشيات «حزب الله» على حدود لبنان مع إسرائيل تُعد انتهاكاً للقرار الدولي 1701».

وقال المسؤول الدولي، إنّ قوات «اليونيفيل» ستواصل جهودها لإحلال السلام في الجنوب اللبناني.

واعتبر نائب المندوب الأميركي في الأمم المتحدة، أنّ «حزب الله» «يشكّل تهديداً لإسرائيل ولأمن المنطقة»، مطالباً الحكومة اللبنانية بالتصدّي للأنفاق التي تحفرها الميليشيات على الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

وقال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة أثناء مداخلته في الجلسة، إنّ باريس تدعم السلطات اللبنانية في تنفيذ القرار 1701، مطالباً إياها بوقف أي تجاوزات للخط الأزرق.

وأشاد مندوب الكويت لدى مجلس الأمن منصور العتيبي بـ»التفاعل المتميّز للحكومة اللبنانية مع أزمة الأنفاق منذ ظهورها»، لافتاً إلى أنّ لبنان «يعيش لعقود وسط استفزازات وتهديدات إسرائيلية».

وأضاف العتيبي: «نؤكّد على حق لبنان المشروع في استعادة مزارع شبعا وكفر شوبا وإنهاء احتلالهما، ونحث الطرفين اللبناني والإسرائيلي على مواصلة التنسيق والتعاون».

وأكّد مندوب الكويت حق لبنان في المقاومة لتحرير أرضه التي تحتلها اسرائيل، داعياً الى التفريق بين الارهاب والمقاومة. كما أشاد بجهود الجيش اللبناني في تأمين حدود بلاده، مضيفاً: «نجدّد دعم لبنان في سياسة النأي بالنفس».

وأعرب مندوب السويد عن شعوره بالقلق إزاء اكتشاف الأنفاق، واعتبره انتهاكاً للقرار 1701 من الجانب اللبناني. ودعا الجانبين الى ضبط النفس وتجنّب أي أمر يدفع الى التصعيد في المنطقة.

«الخارجية» اللبنانية

وأمس، اعربت وزارة الخارجية اللبنانية عن قلقها إزاء بيان «اليونيفيل» الصادر قبل يومين، وشدّدت على موقف لبنان الواضح بالإلتزام الكامل بالقرار 1701 ورفضها لجميع الخروقات له من أي نوع كانت.

وأكّدت الخارجية على طلب الحكومة اللبنانية الى الجيش اللبناني للقيام بكل الإجراءات اللازمة للسهر على حسن تطبيقه، وذلك بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل»، خصوصاً في ظل التوتر الذي ساد الحدود في الأيام الماضية، ووجوب تكثيف نشاطه ومتابعة الوضع لمنع تفاقم الأمور على الحدود الجنوبية.

في المقابل، اعلنت الخارجية، أنّ لبنان طالب مجلس الأمن بإلزام إسرائيل وقف جميع خروقاتها للسيادة اللبنانية، والتي تزيد على ١٨٠٠ خرق سنوياً جواً وبحراً وبراً، أي بمعدل 5 خروقات يومياً.

واشارت الخارجية في بيان، الى أنّه و«فيما لم يكتشف لبنان والأمم المتحدة منذ صدور القرار ١٧٠١ أي أعمال هندسية تُجرى على الجانب اللبناني، تُسجّل كل يوم خروقات خطيرة جداً على أمن اللبنانيين المدنيين وعلى سيادة الدولة اللبنانية، تتمثل بتحليق الطيران الحربي الاسرائيلي مدججاً بأطنان من الصواريخ التقليدية والغير تقليدية والذخائر الحربية، وذلك على ارتفاعات منخفضة احياناً تؤدي إلى إحداث حالات رعب وبلبلة بين السكان الآمنين وتؤدي إلى اضرار في الممتلكات وخسائر في الاقتصاد اللبناني، ناهيك عن زرع إسرائيل لأجهزة تجسس داخل لبنان ومن ثم تفجيرها عن بُعد عند اكتشافها، كذلك خرق نظام الاتصالات وحرمة اللبنانيين والدخول على هواتفهم الخاصة برسائل تهديدية، وغيرها الكثير من الخروقات الأخرى التي تمسّ خصوصية اللبنانيين وكرامتهم».

وشددت الخارجية على أنّ «لبنان يؤكّد حرصه وعمله على إستتباب الأمن والإستقرار على حدوده الجنوبية، وسعيه الدائم مع المجتمع الدولي و«اليونيفيل» للحفاظ على هذا الوضع من دون أي مس بسيادة أراضيه».

نتنياهو

وسبق الجلسة أيضاً، دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، مجلس الأمن الى تصنيف «حزب الله» اللبناني بجميع أجنحته كـ»تنظيم إرهابي».

وقال: «حزب الله يرتكب جريمتي حرب بآن واحد: إنه يستهدف المواطنين الإسرائيليين وفي نفس الوقت عناصره يختبئون وراء ظهور المواطنين اللبنانيين».

وأضاف: «حزب الله يستخدم كل بيت ثالث في جنوب لبنان لأغراض هجومية والأمم المتحدة تعلم ذلك.على المجتمع الدولي أن يحمّل «حزب الله» وإيران ولبنان المسؤولية، وأدعو جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن أن تصنّف «حزب الله» في جميع أجنحته كتنظيم إرهابي وأن تفرض عليه عقوبات وأن تدعم حقنا بالدفاع عن انفسنا».

وقال نتنياهو، إنه لا معنى للقوة الاقتصادية من دون وجود قوة عسكرية تحميها، وانّه لا مكان للضعفاء في هذه المنطقة.

وأضاف، أنّ «من لا يعتمد على قوته العسكرية فسيتم ذبحه في هذه المنطقة».

وقال: «هنالك قاعدة بسيطة تنص على أنّ الضعيف لن ينجو والقوي سينجو، مع القوي تكثر التحالفات ومع القوي يصنعون السلام، فمن دون القوة العسكرية سيذبحونك، باقتصاد أو من دون اقتصاد، سيدمرون دولتنا بصواريخهم وسيحتلون أرضنا وبالتالي فنحن بحاجة إلى صواريخ اعتراضية، إف 35، غواصات والمزيد والمزيد، وهذا يكلّف الكثير من المال، ولذلك فنحن بحاجة لاقتصاد قوي».

وأضاف: «نجرّد «حزب الله» من صواريخه الدقيقة بوسائل مختلفة، حيث خطط الحزب لامتلاك آلاف الصواريخ الدقيقة، بينما على الأرض، وفق أحسن تقدير، لديه العشرات منها فقط، كشفنا في أوروبا النقاب على عدة عمليات إرهابية كانت إيران على وشك تنفيذها وأحبطنا 40 عملية إرهابية كبيرة في جميع القارات».

وتابع نتنياهو قائلا: «آمل في ان مجلس الأمن سيقف إلى جانب الحقيقة والسلام والأمن. آمل في أنّه سيتخذ خطوات صائبة وأخلاقية، وإسرائيل ستقوم بكل ما يلزم من أجل الدفاع عن مواطنيها وعن حدودها».

واشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الى انّه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هاتفياً يوم السبت الماضي، إدانة «حزب الله» في اجتماع مجلس الأمن الدولي وعدم إتخاذ موقف المحايد او دعم التنظيم اللبناني.

وذكر نتنياهو، إنّ الجيش اللبناني لم يكن يعلم عن الأنفاق، ولكن يتعيّن عليه اليوم أن يقوم بتدميرها من الجانب اللبناني.

كما دعا نتنياهو قوات (اليونيفيل) الى القيام بدورها في المنطقة الحدودية وفي جنوب لبنان.

«اليونيفيل»

بدوره، أكّد الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» اندريا تيننتي «وجود أنفاق وعددها أربعة، بعد أن أجرينا كشفاً إثر إعلامنا بالأمر من قِبل إسرائيل في ايلول الماضي»، مشيراً الى أنّ «فريقاً لـ «اليونيفيل» للتحقيق المستقل، أكّد على أنّ هناك نفقين خرقا الخط الازرق من لبنان باتّجاه الاراضي الاسرائيلية».

وقال تيننتي في لقاء صحافي عقده في إستراحة صور السياحية، إنّ فريق «اليونيفيل» مستمر في التحقيقات للكشف على بقية الأنفاق ومعرفة إذا كان هناك خرق للقرار 1701»، مؤكّداً «أنّ الوضع على الحدود هادئ ومستقر».

وأشار الى «أنّ الحكومة اللبنانية تلتزم بالقرار 1701، وأنّ الفريق التقني المستقل في «اليونيفيل» لا يزال يقوم بعمله للوصول الى الحقائق».

وأوضح «أنّ النفقين المكتشفين هما من جهة في محيط كفركلا ومن جهة ثانية مستوطنة المطلة. ولكن لا أستطيع أن أحدّد أكثر لأنّ هناك تحقيقات جارية، ونحن نعمل بالتنسيق مع السلطات اللبنانية».

وردّاًَ على سؤال قال تيننتي: «من الصعب تحديد عمر هذه الأنفاق، وما إذا كانت جديدة أم قديمة. هناك نفقان خرقا القرار 1701، ولا نستطيع تحديد صفة هذا الخرق، كمثل الخروق الاسرائيلية الجوّية التي تحصل».

أضاف: «رغم الأحداث التي تقع على الحدود، فإنّ الوضع مستقر وهادئ، وإنّ الجانبين اللبناني والاسرائيلي حريصان على الاستقرار».

وتابع: «إنّ «اليونيفيل» تقوم بمهامها الموكلة اليها من قبل مجلس الامن الدولي، لا سيما تنفيذ القرار 1701، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية والجيش اللبناني، وهي مراقبة الخط الازرق لمنع الأعمال العدائية ووقفها. كما أنّ «اليونيفيل» لا تستطيع العمل خارج نطاق مهامها الموكلة اليها والمنوطة بها، أي القرار 1701، ونحن ننتظر ما سيرشح عن الأمم المتحدة في خصوص ذلك».