نُظمت النسخة السابعة من مباراة مرافعات السفير لويس دولامار في مبنى «بيت المحامي»، أمام حشد من النواب والديبلوماسيين والقضاة والمحامين وأعضاء من الجالية الفرنسية في لبنان وطلاب مدرسة الليسيه اليزيه.
دافع كل من أنطوني فغالي المحامي المتدرج في نقابة المحامين في بيروت وغوتييه بولان المتدرج في نقابة المحامين في الهو دو سين (نانتير-فرنسا) عن «حرية الصحافة وحقّ المجرم في إعادة الإدماج الاجتماعي تباعاً»، وحصدا جائزة مباراة السفير لويس دو لامار التي جرت في «بيت المحامي» برعاية السفير الفرنسي برونو فوشيه ونقيب محامي بيروت أندره الشدياق.
واختار الفائز اللبناني أنطوني فغالي، المرافعة عن قضية حرية الصحافة عبر وصم عملية تعذيب واغتيال سليم اللوزي، رئيس تحرير جريدة «الحوادث» الأسبوعية عام 1980.
وقال فغالي: «بجسارته وشجاعته، تجرّأ سليم اللوزي على إدانة التدخلات الخارجية والمؤامرات التي غذّت الحقد والحرب في لبنان»، مستنكراً «إفلات المجرمين من العقاب بعد 38 عاماً على موته».
وأضاف: «بعد مرور 70 عاماً على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ما انفكّت الاعتقالات العشوائية والإذلال والتعذيب والتهديدات بالموت والقتل مستمرّة».
أما الفائز الفرنسي غوتييه بولان بجائزة دولامار، فدافع عن حق المغني برتران كانتا في إعادة إدماجه الاجتماعي بعد إمضائه عقوبة 8 سنوات في السجن، فرضت عليه عام 2003 في دولة ليتوانيا، لقتله شريكته الممثلة نادين ترينتينيان.
ومنحت لجنة التحكيم المتباريَتين نيفين مرعش من نقابة المحامين في طرابلس ومارغو دوران-بوانكلو جوائز خاصة، للأولى عن مرافعتها عن حق المرأة في إعطاء جنسيتها لأولادها وزوجها، والثانية عن دفاعها المؤثر عن حرية الميول الجنسية.
وتناولت المحامية الفرنسية مارغو قضية ألان تورينج، عالم الرياضيات البريطاني والرائد في المعلوماتية الذي تمكن من تفكيك شفرة آلة الرموز المستخدمة من النظام النازي في اتصالاته خلال الحرب العالمية الثانية.
وتجدر الاشارة الى أنّ الجائزة الاولى التي مُنحت لفغالي هي دعوة مقدمة من السفارة الفرنسية للمشاركة في حفل نهائيات المباراة الدولية للمرافعات من أجل حقوق الإنسان التي ستجرى في متحف السلام في مدينة كاين-النورمندي، الى زيارة لنقابة محامي باريس في أواخر شهر كانون الثاني 2019، أما الجائزة الثانية المستحدَثة من لجنة التحكيم والتي مُنحت لمرعش فهي مقدمة من عضو لجنة التحكيم رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين في العالم الدكتور فؤاد زمكحل، وتغطي دعوة لزيارة فرنسا وحضور مرافعات دولية حقوقية في متحف السلام.
ومنح الفائزون الفرنسيون معدات إلكترونية ومكتبية تقدمة خوري هوم وكتب قانون باللغة الفرنسية عن دار صادر للنشر.
أشاد راعيا الحدث، الشدياق وفوشيه، بانعقاد هذه المباراة التي تعزّز حقوق الإنسان، مذكّرين بقيَم الحرية والكرامة التي دافع عنها الديبلوماسي لويس دو لامار.
وأكد الشدياق «تندرج المباراة في إطار يرمي إلى تأييد مبدأ سيادة القانون على القوة والقيَم المناهضة للحقد».
من جهته، أعرب فوشيه عن اعتزازه برعاية هذه المباراة ودعمها «لأنها أعظم تكريم لذكرى لويس دو لامار»، معتبراً أنّ «التزام نقابات المحامين الفرنسية إزاء هذا الحدث يُظهر التعاون الوثيق بين فرنسا ولبنان في مجال الحقوق، هذا التعاون القائم على القيَم المشترَكة».
وأسف حيال «الهجمات المنظمة في الكثير من البلدان على المجتمع المدني، لا سيما وصم الصحافيين أو قمعهم وعمليات اعتقال المعارضين السياسيين»، مؤكداً «التزام فرنسا العمل لتحقيق حريات التعبير والمعتقد، وكذلك المساواة بين الرجال والنساء».