كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
على رغم نتائج حمية «Ketogenic» الواعدة في عالم الرشاقة وتأكيد العديد من المشاهير على فاعليتها في هذا المجال، مثل نجمة تلفزيون الواقع كورتني كارداشيان، إلّا أنّ العديد من الأشخاص قد يفشلون في تحقيق هدفهم المرجوّ. فما الأسباب المُحتمَلة؟
لا بدّ من الإشارة أولاً إلى أنّ حمية «Keto» تدعو إلى التركيز على الدهون والبروتينات في مقابل الابتعاد عن الكربوهيدرات. ولا شكّ في أنّ خفض النشويات يُغني عن استهلاك نسبة عالية من السعرات الحرارية. كما أنّ لجوء الجسم إلى الدهون المخزّنة فيه لتوليد الطاقة يؤدي حتماً إلى خسارة الوزن سريعاً.
لكن إستناداً إلى إختصاصية التغذية، سونيا أنجلون، من كاليفورنيا، هناك أسباب كثيرة تعوق انخفاض الرقم على الميزان عند اتباع حمية «Keto»، أبرزها:
المبالغة في الكالوري
صحيح أنّ هذه الحمية تشجّع على تناول اللحوم، والأجبان، والزبدة… لكن هذا لا يعني أنه يمكن استهلاكها بكميات غير محدودة. في الواقع، إنّ تزويد الجسم بكالوريهات أكثر من تلك التي يحتاجها قد يعوق الجهود المبذولة لخسارة الوزن بغضّ النظر عن نوع الطعام. للتمكّن إذاً من التخلّص من الكيلوغرامات الإضافية، ليس المطلوب فقط تقليص الكربوهيدرات إلى أقلّ من 50 غ يومياً ورفع الدهون، إنما أيضاً السيطرة على مجموع السعرات الحرارية.
… أو عدم استهلاكها بكمية كافية
يمكن لنظام «Keto» أن يخفّض الشهيّة لفترة معيّنة عند بدء الالتزام به. فالكيتونات تستطيع إبعاد الجوع بدايةً، غير أنّ هذا التأثير يزول مع الوقت. قد ينتج من ذلك عدم استهلاك سعرات حرارية كافية، فيدخل الجسم مرحلة التجويع، وببطئ الأيض، وتتعرقل الجهود المبذولة لخسارة الوزن. فقدان الشهيّة يجب أن يزول في غضون أسابيع قليلة، ولكن في حال مرور فترة على اتّباع «Keto» والاستمرار في عدم الشعور بالجوع، فقد حان الوقت للبحث عن حمية أخرى أو استشارة خبير التغذية لإجراء التعديلات اللازمة.
التوقف عن الرياضة
عند بدء حمية «Keto»، يميل الشخص إلى الشعور بالعصبية، والمزاجية، والتعب بما أنّ الدماغ لا يحصل على المصدر الأساسي للوقود من الغلوكوز، أي الكربوهيدرات. هذه المشاعر تقف عائقاً أمام ممارسة الرياضة، الأمر الذي يمنع خسارة الوزن التي تعتمد على الحركة والغذاء الصحّي معاً. لمعاودة الانخراط في التمارين، لا بدّ من التقيّد بحمية «Keto» صارمة خلال الأيام الخالية من الرياضة، ومنح الجسم جرعة ضئيلة إضافية من الكربوهيدرات في الأيام التي تتخلّلها الحركة لتعزيز الطاقة.
قلّة الألياف
بما أنّ هذا النظام الغذائي يركّز على نمط الحياة المنخفض جداً بالكربوهيدرات، فإنّ الجسم قد لا يحصل على كمية الألياف المُعتادة. هذه المواد أساسية للمساعدة على تنظيم إشارات الجوع والشبع، ولاستمداد طاقة مستدامة، والحفاظ على استقرار مستويات الغلوكوز في الدم. أمّا الغذاء القليل بالألياف قلا يؤمّن الرضا اللازم، الأمر الذي قد يدفع إلى الإفراط في الأكل لاحقاً. فضلاً عن أنّ ذلك سيؤدي إلى خفض تنوّع البكتيريا الجيّدة في الأمعاء، وبالتالي المساهمة في زيادة الوزن.
الاستمرار في تناول كثير من الكربوهيدرات
الالتزام بنسبة المغذيات التي يحدّدها الـ»Keto» ضروري جداً. عموماً، المطلوب أن تتألف السعرات الحرارية من 70 إلى 80 في المئة من الدهون، و10 إلى 20 في المئة من البروتينات، و5 إلى 10 في المئة من الكربوهيدرات والتي تعادل 20 إلى 50 غ في اليوم. لكن ما يحصل أنّ العديد من الأشخاص لا يعلمون كم تبلغ جرعة الكربوهيدرات في الأطعمة الشائعة، لذلك من المهمّ تعقّبها يومياً. في حال تناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات في حمية «Keto»، فلن يتمكّن الجسم من حرق الدهون كوقود بدل الكربوهيدرات، وبالتالي ستذهب الجهود المبذولة لخسارة الوزن سُدىً.
الإفراط في البروتينات
عندما يقوم الجسم بهضم البروتينات، يتمّ تحويل نسبة ضئيلة إلى غلوكوز، ما يعوق قدرة الجسم على حرق الدهون بدل الكربوهيدرات لاستمداد الطاقة. بدل استخدام حمية «Keto» من أجل استهلاك الكمية المرغوبة من الستايك والبروتينات الأخرى، يجب التركيز أولاً على تناول الدهون الصحّية (الأفوكا، وزيت الزيتون، وزبدة المكسرات). لذلك لا بدّ من تقليل جرعة البروتينات قليلاً والحرص على تناول أيِّ مصدر من الدهون الجيّدة على كل وجبة.
غياب الالتزام الجيّد بالحمية
صحيح أنه يصعب فعلاً الالتزام بحمية «Keto»، ولكن عند الاستمرار في التقيّد بها لأيام معدودة ومن ثمّ الاستغناء عنها لبضعة أيام، فمن المرجّح عدم التوصل إلى النتائج المرجوّة. لتفادي هذا الأمر والمساعدة على الالتزام بالـ»Keto» لوقت أطول، يُنصح بالبدء ببطء من خلال تقييد الكربوهيدرات تدريجاً حتى بلوغ 20 إلى 50 غ في اليوم.
انخفاض جرعة الفيتامينات B
تتوافر هذه العناصر في الحبوب الكاملة، والعدس، والأرزّ وهي تساعد على نموّ خلايا الدم الحمراء. أمّا التعرّض لنقص فيها فيولّد الشعور بالتعب الذي قد يضع حدّاً للنشاط وخسارة الوزن. لحسن الحظ، يمكن الاستمرار في تزويد الجسم بجرعة جيّدة من الفيتامينات B المتوافرة في المأكولات الصديقة للـ»Keto» كاللحوم، والبيض، ومنتجات الحليب، والخضار الورقية الداكنة اللون مثل البروكلي والسبانخ. كذلك قد يصف الطبيب جرعة معيّن