كتبت جنى جبور في صحيفة “الجمهورية”:
كثيراً ما نلاحظ خروج بعض الافرازات من عيوننا من دون معرفة السبب الكامِن وراء ذلك. ولكن، هل فكرتم ولو لمرّة واحدة أنها قد تكون بمثابة إنذار بوجود أمراض جدّية في أجسامكم؟
لا تشبه إفرازات العين أياً من الافرازات في الجسم، وتتكوّن نتيجة تفاعلات جهاز المناعة أو جهاز الدفاع داخل العين، عندما يكون هناك نوع من الالتهاب او نتيجة ردة فعل جهاز المناعة داخل العين على اي جسم يدخل اليها، سواء كان خارجياً او داخلياً. فمتى تصبح هذه الافرازات خطيرة؟
في هذا السياق، حاورت «الجمهورية» الاختصاصي في أمراض وجراحة العين الدكتور وليد حرب، الذي أوضح أنه «يوجد 3 أنواع مختلفة من الافرازات
3 أنواع مختلفة
- النوع الاول يصيب أعلى الجفن او أسفله، ويتكوّن نتيجة الالتهابات الجرثومية التي تصيب الجفن. فتظهر الافرازات نتيجة دفاع جهاز المناعة المخصّص للجفن، او نتيجة حساسية او نوع من ردة الفعل على مكوّن خارجي، كالغبار مثلاً. وهنا أيضاً، تنقسم الافرازات بين الآنية والمزمنة التي تكون نتيجة الالتهابات المزمنة أو الحساسية.
- النوع الثاني يرتكز على إفرازات غشاء العين الداخلي، ويتكوّن نتيجة التعرض للالتهاب جرّاء أنواع جراثيم عدّة أو بسبب الحساسية، كحساسية الربيع او العدسات اللاصقة وغيرها… كذلك، يمكن أن يشكّل هذا النوع من الافرازات، تقرّحات في قرنية العين، ليُسبّب لاحقاً الالتهابات فيها، وهذه الحالة يجب معالجتها سريعاً لمنع المضاعفات على مستوى القرنية.
- النوع الثالث يمثّل الافرازات الداخلية التي نلاحظها في طبقة العين الامامية او الخلفية، وتكون على مستوى شبكية العين، وتتواجد نتيجة الالتهابات الداخلية التي تسبّبها جرثومة معينة او نتيجة امراض داخلية كأمراض الروماتيزم التي تصيب جسم الانسان. وتجدر الاشارة الى أنّ هذه الافرازات قد تدلّ على الكثير من الامراض التي يمكن ان تصيب جهاز المناعة في جسم الانسان او الجهاز الدموي، او الى مشاكل في الامعاء او حتّى الى الاصابة بالسل، ومن الممكن ان تظهر بعض عوارض هذه الامراض من خلال العين».
فقدان كلي للبصر
تتعدد أشكال الافرازات التي تصيب العين، فمنها ما يظهر على شكل خيوط داخل العين او على الجفن، أو يكون بمثابة دمع سميك تفرزه العين، او على شكل حبيبات أو نقط داخل العين (في الطبقة الامامية او الخلفية) تتطور لتصبح تليفات لاحقاً. وبحسب د. حرب «على المريض استشارة الطبيب عندما تتخطى مدة الالتهابات الـ48 ساعة، وفي كل مرة يواجه الشخص فيها ضعف نظر نتيجة الرواسب او الافرازات داخل العين، يجب ان تكون هذه الحالة طارئة بالنسبة له، وعليه ان يتوجّه للكشف على عينه عند الاختصاصي، لاسيما في النوع الثالث من الافرازات الذي يسبب ضعفا سريعا في النظر. ويهمّني ان أوضح أنه لا يُقصَد بالحالة الطارئة أنها تهدد حياة المريض، ولكنها تهدد نظره، لأنه يوجد نوع من الالتهابات الداخلية يسبّب ارتفاعاً مفاجئاً في ضغط العين وتَآكل الشبكية بسرعة، ما يؤدي الى الفقدان الكلي للبصر، من هنا أهمية العلاج المبكر».
عند الأطفال
تكون إفرازات العين بالنسبة للمسنّين وفئة الشباب أقل خطورة مقارنة بالأطفال، ويوضح د. حرب: «عند الاطفال يكون الوضع أخطر، لأنّ مكوّنات جفن الطفل طرية، وبالتالي تكون معرّضة أكثر، لأنّ أيّ نوع من الالتهاب يمكن ان يتحول الى إفرازات او التهابات مزمنة، لذلك نشدّد على ضرورة حصول الاطفال على العلاج بأسرع وقت ممكن. في المقابل، نُحدّد العلاج حسب أسباب الافرازات، فإذا كانت نتيجة الالتهابات نقوم بتحديد نوع الجرثومة المسؤولة ونعالجها، فمثلاً اذا كانت نتيجة الحساسية نعالج سبب الحساسية، بينما اذا كانت نتيجة أمراض داخل جسم الانسان، عندها نعالج المرض الرئيس الذي سَبّب المشكلة. وتختلف وسائل العلاج بين القطرات داخل العين او أدوية الشرب، أمّا إذا تحولت هذه الافرازات الى تليفات أمام الشبكية، فنضطرّ حينها للجوء الى العمل الجراحي بُغية قطعها».