Site icon IMLebanon

عون “غاضب” والحريري “صامت”!

واستنفد التعطيل أقنعته فانتقل من لعبة التواري خلف «الحدائق الخلفية» إلى خط المواجهة الأمامية. حول هذه الخلاصة، تمحورت كل التحليلات والمعطيات والوقائع في قراءة مستجدات المشهد الحكومي بعد ما آلت إليه الأمور خلال نهاية الأسبوع من عرقلة متعمّدة للمساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لملاقاة آمال اللبنانيين بـ«عيدية» مجيدة توقف نزيف التأليف وتضع حداً لاستنزاف مصالح البلد والناس.

وإذا كان الرئيس المكلّف قد آثر «الصمت ليسمع الآخرون» حسبما جاء في تغريدته المعبّرة رداً على إجهاض «الميلاد الحكومي»، فإنّ رئيس الجمهورية «أكثر من مستاء بل هو غاضب مما حصل» حسبما نقلت مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» لـ«المستقبل»، لافتةً الانتباه إلى «الرسالة البالغة الدلالة التي وجهها إلى من يهمه الأمر» مساء السبت خلال حفل بعبدا الميلادي وقال فيها: «الحياة علّمتني أنّ ما من شر إلّا وينتهي كما أنه ما من خير لا ينتهي، كذلك فإن ما من وضع صعب إلاّ وينتهي وما من وضع سهل لا ينتهي».

وأوضحت مصادر «التيار» أنّ رئيس الجمهورية «لا يزال مصراً على ولادة الحكومة العتيدة قبل نهاية السنة وإلا فسيكون له موقف بحجم المشكلة وسط تزايد الشكوك في وجود نية لإفشال عهده، وهذا ما لن يرضى به أبداً»، مشيرةً في ما خصّ عقدة نواب سنّة 8 آذار، إلى أنّ عون تلقى باستياء شديد مقاربة ما يُسمى «اللقاء التشاوري» لمبادرة توزير جواد عدرا وخصوصاً لجهة اشتراط أن يكون عدرا ممثلاً «حصرياً» له، الأمر الذي ردت عليه مصادر «التيار» بالتشديد على كون «رئيس الجمهورية لا يقبل أن يكون “باش كاتب” عند أحد لا عند هذا اللقاء ولا عند غيره»، وأردفت متسائلةً: هل يُعقل أن يختار الرئيس وزيراً من ضمن حصته وممنوع «يقلو مرحبا»؟

وتوازياً، طفت على سطح مستجدات العقد الحكومية مواجهة محتدمة عبر مختلف منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي بين مصادر «التيار الوطني الحر» ومصادر «الثنائي الشيعي»، على خلفية ما وصفته مصادر مواكبة بـ«عقدة شيعية» قوامها رفض «حزب الله» حقيبة «المهجرين» ورفض رئيس مجلس النواب نبيه بري حقيبة «الإعلام»، وهو ما استدعى سلسلة من المواقف والردود المباشرة حول المسبّب الرئيسي لعرقلة التأليف، بعدما تكشف من أنّ عقدة نواب سنة 8 آذار لم تكن سوى «حديقة خلفية» لقرار مُتخذ بعرقلة التأليف.

وفي هذا السياق، برز ما نقله موقع «التيار الوطني الحر» الإلكتروني عن مصدر متابع لتفاصيل تطورات الساعات الأخيرة لناحية إضاءته على «الانقلاب على الاتفاق»، الذي حصل بخصوص توزير عدرا الذي «رفض كما التيار الوطني ممارسة لعبة الكذب والتحايل واعتماد لغة مزدوجة وملتبسة تجاه الرأي العام» إزاء مسألة توزيره. أما في مسألة توزيع الحقائب، فكشف المصدر أنّ «التيار سهّل هذه المسألة على الرئيس المكلّف ولم يفتعل أي مشكلة لكنّ الآخرين رفضوا حقائب وأصروا على أخذ حقائب تعود للتيار من دون أن يقدموا بدائل»، وأضاف: «يبدو أنّ الآخرين غير مكترثين لموضوع الأعياد والناس لدرجة أنّ البعض منهم يراهن على مظاهرات شعبية ضد العهد القوي مما يوحي بوجود نوايا وإرادة بشلّ العهد، لكنّ التيار سيواجه هذا الأمر ولن يقبل بإسقاط العهد».

وما لم يقله المصدر المتابع عبر موقع «التيار»، عبّرت عنه مصادر «التيار الوطني» صراحةً عبر قناة «الجديد» بسؤالها تعليقاً على التطورات الحكومية: «إذا كان حزب الله يرفض أن يحصل “التيار” على الثلث الضامن فليعترف علناً (…) رئيس الجمهورية ميشال عون مستاء جداً مما آلت إليه الأمور إذ يبدو ببساطة ثمة قرار بمنع تشكيل الحكومة»، مشيرةً في ما خصّ توزير عدرا إلى أنه «كان الاحتمال الوسطي الوحيد والرئيس عون غير راضٍ عن الأسماء الثلاثة الأخرى». بينما في المقابل نقلت «الجديد» عن مسؤول في «حزب الله» تأكيده «دعم الحزب لتمسك “اللقاء التشاوري” بالأسماء الثلاثة المتبقية رغم رفض عون»، مع تشديد هذا المسؤول في الوقت نفسه على رفض الحزب وبري لأي تبديل في حقائب «الثنائية الشيعية».

«حزب الله».. وباسيل

في الغضون، وإثر تغريدة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل التي قال فيها بالعامية: «كان بدّن يانا نكذّب ونحنا ما منكذّب، ويمكن بدّن يانا نستسلم ونحنا ما رح نوقّف لحتّى تتألف الحكومة متل ما لازم وتربح أماني اللبنانيين بهالعياد»، استرعى الانتباه تصعيد مباشر من مصادر «حزب الله» ضد باسيل شخصياً عبر شاشة «أم تي في»، وإن عادت العلاقات الإعلامية في الحزب إلى إصدار بيان يتنصل فيه من مسؤوليته عن أي كلام صادر عن «مصادر في حزب الله أو مصادر قريبة منه»، سيّما وأنّ مصادر الحزب كانت قد شنت هجوماً عنيفاً على باسيل محملةً إياه «مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة» واتهمته بأنه «هو من اصطنع عقدة توزيع المقاعد للإطاحة بسليم جريصاتي»، كما رأت مصادر «حزب الله» أنّ «باسيل مصرّ على نيل 11 وزيراً والتفّ على المبادرة الرئاسية» بخصوص ما اعتبرته «تهريبة» توزير عدرا.