Site icon IMLebanon

مجدي علاوي “الكاهن المقاوم”… شمعة لن تنطفئ! (رولان خاطر)

تحقيق رولان خاطر

هو الفقير الذي افترش البحر يوم زادت الأيام في جورها. هو الذي بكى أياماً وليالي في أوقاتٍ جفّ الخبز في معجنه. مجدي علاوي الذي حمل المسيح في قلبه منذ الصغر، هو شعلة أمل لكثير من عائلات وشباب استعمرها اليأس والحزن والخوف من الغد.

البدايات!

بدأ اسم الكاهن مجدي علاوي يلمع عندما أصبح ملجأ لكثير من الشباب المدمنين على المخدرات. من خلال جمعية “سعادة السما” بدأ يداوي الكاهن مرضاه بدواء واحد واستثنائي اسمه “يسوع المسيح”. مشى بعكس التيار، استقبلهم، وحضنهم، يوم نبذهم المجتمع وعاقبهم. عندما كانوا يتألمون، كانوا يقفون أمام القربان ويبكون. يسوع الشافي الوحيد كان لهم. العديد من هؤلاء الشباب عادوا وانخرطوا في المجتمع. منهم من أصبح كاهناً اليوم، ومن كوّن عائلة وأوجد عملاً. “ما يحققه يسوع يعجز الكثيرون أن يحققوه”، يقول الأب مجدي علاوي لـIMLebanon.

“الكاهن المقاوم”!

قرر “الكاهن المقاوم” ان يعالج أسباب لجوء الشباب الى الادمان. التشرد، الجوع، الفقر، البطالة، الأميّة. فبدأت تكبر الجمعية، فتم إنشاء “بيوت للمشردين”، في برج حمود وغيرها من المناطق والتي تحوي العديد من الشيوخ والأطفال المشردين، وانطلقت برامج محو الأميّة فيها.

جمعيته تضم مختلف الأعمار من عمر يوم حتى عمر 16 سنة وما فوق. 100 ألف طفل ينامون اليوم على طرقات لبنان، يقول علاوي، محرومون من الأكل والدفء والتعليم. والمسؤولون في لبنان لا يتحركون، من هنا، يجب أن يكون هناك خطة طوارئ من قبل الدولة والمعنيين، لأن هناك نحو 62 ألف طفل لبناني يعانون التشرد، بينما هناك 34 ألف طفل لاجئ سوري، ونحو 4 آلاف طفل لاجئ فلسطيني، وبالتالي نسبة التشرد الأكبر هي من الأطفال اللبنانيين.

واشار الى انه اقترح عددا من الخطط، كمأوى للمشردين، كاستخدام بعض الأبنية التي تعود ملكيتها للدولة وهي غير مستخدمة، فيحولونها مقرا للأطفال المشردين، ويحولونها الى مدارس محو أميّة وتعليم. فالمشردون والفقراء موجودون في كل بيئة من بيئات لبنان.

سرّ العماد!

يقول الأب علاوي: “هدفي أن أعرّف كل الأشخاص على يسوع. أنا لا اعطي سرّ العماد لمن هو قاصر، إنما واجبي أن أحضرهم ويكونوا جاهزين”. كل شخص له الحرية اذا أراد أن يتعرف على الدين المسيحي ولا أجبر أحداً”.

حرب وتعتيم اعلامي!

الحرب على الأب علاوي من كل حدب وصوب، ليس فقط من بعض السياسيين، إنما من بعض رجال الكنيسة ايضاً. ويقول “الكاهن المقاوم” في هذا الإطار: “أنا اخضع لطاعة الكنيسة، ولا خلاف مع بكركي أبداً”.  وكشف أنه على تنسيق وتواصل مع الفاتيكان ومع قداسة البابا شخصياً الذي يبارك عمله، والذي أرسل له رسالة عبر السفارة البابوية، أبلغه فيها موافقته على مشروع قدمه، ونحن على خطوات قليلة من أن يبصر هذا المشروع النور”.

أما في ما خصّ مصادر التمويل، فيقول الأب علاوي إنها من “بيي السماوي”. فنحن نقوم بوضع حاجاتنا على “الفايسبوك” بشكل اسبوعي، وهي تتأمّن بشكل طبيعي من “الناس الطيبة”. هذا بالاضافة الى تبرعات من بعض الشخصيات مسيحية واسلامية، وتبرعات من المغتربين في أستراليا، أميركا، استوكهولم، وكندا، اضافة الى فرنسا والعديد من الدول.

يشرح الأب علاوي انه في ظل غلاء اقساط المدارس قدمنا مساعدات مدرسية للكثير من العائلات بلغت 415 ألف دولار. والعديد من النشاطات الأخرى لم تحضر وسائل الاعلام لتغطيتها بحجج كثيرة. ولكن دعوتي للقيمين على وسائل الاعلام: “الاعلام هو وسيلة لإظهار الحقائق، وليس فقط للتركيز على الأمور السيئة، وبث الانفجارات والكوارث وخدمات السياسيين، وحرب شتائم السياسيين، ركزوا على الجمعيات الخيرية وما تقوم به، “كونوا ايجابيين”.

في الميلاد!

لم يترك الأب علاوي عيد الميلاد يمرّ كغيره من الأيام على الأطفال الفقراء، فنظّم نشاطاً ميلادياً في “الفوروم دو بيروت”، ضمّ 3500 طفل مسيحي. أكلوا، ولعبوا، وشاهدوا مسرحية للأطفال، وتلقوا حذاء وبنطلون وقميص العيد كهدايا، وكل هذا بمبلغ 3500 ليرة لبنانية فقط. في وقت، غابت كل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية عن تغطية هذا النشاط. انه لأمر مؤسف كما يقول”.

وبالاضافة الى الزاوية التي أقامتها جمعية “سعادة السما” في مجمّع Le Mall ضبيه لبيع المنتوجات اللبنانية والبلدية والتي يعود ريعها للجمعية، عمد الاب علاوي الى زيارة الأطراف اللبنانية، كالبقاع، وزحلة، وعكار، وزغرتا، والكورة، وشكا، والبترون، اضافة الى الحازمية وعين الرمانة وفرن الشباك، وجبيل والمحيط. حيث زار دور الايتام ومآوي العجزة والمسنين والسجون، ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، ومؤسسات اجتماعية.

“قرية الانسان”!

تقع “قرية الإنسان” كما يسميها الأب علاوي في المعيصرة في نهر ابراهيم. وهو يعمل على شراء أرض هناك تبلغ مساحتها نحو 40 ألف متر، لإقامة مشروع يضم المستشفى المجاني، المدرسة المجانية والمهنية المجانية، كما ستضم كل مراكز “سعادة السما”.

الأب علاوي، السُنّي الأصل، يتبع ابرشية زحلة للروم الملكيين الكاثوليك. يؤكد لـIMLebanon أن رسالته لن تقف هنا، وهدفه تعريف الناس على يسوع. ويقول: “إن قتلوني أو أحرقوني أو مهما فعلوا، سأقف عندها امام يسوع، عندما تأتي الساعة، سيسألني، وسيعرف، عملت على تحقيق ما طلبه منّي، لأنه عندما رأيت عطشاناً أشربته، وعندما رأيت عريانا كسيته، وعندما رأيت جائعاً فأطعمته”. وتوجه الى المسؤولين بالقول: “الله صار طفلا وانسحق من أجل كرامة الانسان، لذا من أراد منكم أن يكون كبيراً فليكن خادماً للناس”. ويضيف: “سامحوني اذا أخطأت الى احد، وأؤكد للجميع، طاعة كنيستي أولوية”.

إقرأ ايضاً: الأب مجدي علاوي يتوجه إلى رئيس الجمهورية و”حزب الله” عبر IMLebanon (رولان خاطر)