IMLebanon

فترة ترقّب وصمت عنوانها “تحديد تحالفات المرحلة المقبلة”

فيما تُعد محاولة تحديد العوامل الحقيقية التي أدت الى سقوط المبادرة الرئاسية الحكومية نهاية الاسبوع الماضي، مهمّة شاقة أشبه بالتبصير والتنجيم الذي قد يصحّ او لا، نظرا الى كثرة المسبّبات المحتملة التي تبدأ بالداخل حيث الصراع على الثلث المعطل وعلى الحقائب الدسمة التي ستحظى بدعم “حرزان” من مؤتمر “سيدر” وحسابات الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولا تنتهي في الاقليم حيث الكباش بين المحاور مستمر ولم يفض الى انتصار اي منها بعد، تتوقف مصادر سياسية متابعة عبر “المركزية” عند تداعيات هذا التهاوي، ولعلّ أبرزها تصدّع العلاقات بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”.

الطرفان حاولا إخفاء التوتر الذي طغى على أجواء ميرنا الشالوحي – الضاحية حيث تبادلت أوساطهما الاتهامات بتعثر وساطة التأليف، فدعيا في الساعات الماضية الى تهدئة اعلامية بينهما، الا ان هذه الخطوة لم تحجب حقيقة ان العلاقة لم تعد على ما يُرام.

أما الكلام المقتضب و”المُبهم” الذي اطلقه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الثلثاء من بكركي والذي قال فيه “نعيش أزمة تأليف الحكومة، صلوا لكي تحل الصعوبات، يبدو أن البعض يخلق تقاليد جديدة في تأليف الحكومة لم نألفها سابقا ونحتاج لبعض الوقت لإيجاد الحلول لها”، فبدا بدوره موجّها الى الحزب. فبحسب المصادر، إجراء جردة سريعة للقوى السياسية المعنية بالتشكيل ولمواقفها يقود الى الاستنتاج بأن الرئيس كان يقصد “حزب الله”.

على اي حال، تشير المصادر الى ان الايام او الاسابيع القليلة المقبلة، بما ستشهده من مواقف واتصالات، ستؤشر في شكل أوضح الى المسار الذي ستسلكه علاقة طرفي “تفاهم مار مخايل”. لكن قبل تبلور هذه الصورة، لن تكون حكومة. ووفق المصادر، تقف البلاد وليس الحكومة فحسب، اليوم، امام محطة مفصلية.

فهل قرر الرئيس عون فكّ ارتباطه السياسي الذي بدأ عام 2006 بحزب الله؟ وهل قرر العودة الى مربّع التسوية الرئاسية، اي الى تحالفه مع تيار المستقبل والقوات اللبنانية، لاعتبارات محلية من جهة، مرتبطة باستشعاره محاولات حزب الله توجيه العهد وفق تطلعاته هو، والتحكم بقراراته (ولذلك يرفض اعطاء الفريق الرئاسي الثلث في الحكومة ويريد ابقاءه من حصّته)، وبنصائح اقليمية ودولية من جهة ثانية؟ ام انه سيُبقي والتيار الوطني على تحالفهما مع الضاحية وسيعملان على صيانته وترميم الثقة المفقودة بينهما لتثبيتها وتعزيزها، مجددا؟

لا جواب عن هذه التساؤلات حتى اللحظة، تضيف المصادر، لكن القوى المحلية الكبرى يبدو أدركت كلّها، في ضوء تطورات الايام الماضية حكوميا، ان المسألة لم تعد مسألة حصص وحقائب وأحجام فقط، بل باتت متعلقة بتحديد التحالفات والعلاقات التي ستحكم المرحلة المقبلة.

من هنا، قرر الرئيس المكلف سعد الحريري الاعتصام بحبل الصمت، معلنا السبت الماضي عبر “تويتر” ان “لا بدّ أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون”، في وقت لا تبدو القوات اللبنانية بعيدة من توجّه الحريري نحو الانكفاء من المشهد وانتظار اتضاح ما ستؤول اليه العلاقات بين التيار الوطني الحر وحزب الله.

عسى الا تطول المرحلة الضبابية نظرا الى حاجة البلاد والعباد الماسّة الى حكومة تبعد عنها شبح الازمات الاقتصادية والتحديات الامنية الذي يحوم حولها، تختم المصادر.