اعتبر النائب السابق فارس سعيد أن مشكلة الطاقم السياسي في لبنان تندرج في تعاطيه مع الأزمات المحدقة ببلده، فهو يتعامل مع الأمور التي تهم لبنان من الخارج الى الداخل، من خلال الربط بين مشاكله الداخلية والتطورات في المنطقة وهو ما يجعلها معقدة.
وقال سعيد في حديث لصحيفة ”السياسة” الكويتية إن “الخطأ الذي ارتكب في هذا الصدد، هو ربط مصير تشكيل الحكومة في لبنان بتشكيل الحكومة في العراق، وهو ما أدى الى إطالة أمد الأزمة”، مضيفا أنه “من الواضح أن حزب الله لديه بنك أهداف مؤلف من ثلاث نقاط يريد أن يلزم الدولة به، فإذا قبلت بشروطه تشكل الحكومة وإلا فلا حكومة”.
وأوضح أن أول هذه الأهداف “المساهمة بإعادة تأهيل الرئيس السوري بشار الأسد، ودعوته لحضور القمة الإقتصادية التي ستعقد في بيروت في شهر فبراير المقبل، وهذا يؤدي حتماً إلى تطبيع العلاقة مع سورية بشكل طبيعي، أما الهدف الثاني فهو “اعتبار سلاح حزب الله مقدساً، والإقلاع عن البحث به بشكل نهائي، وعدم الحديث عن الستراتيجية الدفاعية لا اليوم ولا بعد مئة سنة”.
وأضاف ان الهدف الثالث هو “انحياز لبنان الكامل الى إيران في مواجهة العقوبات الأميركية عليها”، معتبرا أن “كل كلام عن الفشل في تشكيل الحكومة، تارة بإلقاء التهمة على الوزير جبران باسيل وطوراً على جواد عدرا، هو فقط لإلهاء الناس لا أكثر، وأن حزب الله” هو الآمر الناهي بالنسبة لتشكيل الحكومة، فهو الذي يقرر ويدبر ويعرقل، وإذا لم يحقق هذه الأهداف فلا حكومة. وبمعنى أوضح، حزب الله يريد ضمانات، وقد أتى برئيس جمهورية مضمون بالنسبة إليه، وأتى بقانون انتخابات أمّن له مجلس نيابي مضمون، والآن يريد حكومة مضمونة. ولذلك سيستمر بالضغط على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ليكون الوزير الذي يمثل اللقاء التشاوري من حصته أي من حصة حزب الله، وعندها يمكن أن يفرج عن الحكومة”.
ورأى أن لبنان في الوقت الحاضر يدور في الفلك الإيراني في غياب المبادرات العربية تجاهه”.