أشار عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش إلى أن “أزمة تأليف الحكومة ليست قضية صلاحيات رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة الواضحة وفقا لاتفاق الطائف، لكن الوجود السوري كان قد كرّس مفهوم “الترويكا”، بمعنى أن لا مجال لتأليف الحكومة أو للحكم إلا بالتفاهم مع الآخرين (أي اتفاق الرؤساء الممثلين للطوائف الثلاثة الأساسية) مع العلم أن القوى السياسية الثانوية التابعة للقوى الكبرى هي أيضا تشكل العوائق وبالتالي مسألة الحكم والصلاحيات أصحبت الآن كجدل بيزنطي”.
ولفت، في حديث إلى وكالة “أخبار اليوم”، إلى أن “الموضوع ليس فقط فرض التوقيع الشيعي إلى جانب التوقيعين السنّي والماروني في تأليف الحكومة، بل إنه عمليا وفي ظل موازين القوى والأعداد التي تغيرت منذ سنوات فمن غير المنطقي أن تبقى الطائفة الشيعية من دون حصة في السلطة التنفيذية واضحة وموثّقة بالقانون والدستور”، معتبرا أنه “حتى اللحظة حزب الله هو الضامن للتوازن”.
وتابع: “في ظل الوضع غير المستقر، وقبل الوصول إلى حل نهائي طويل الأمد يسعى حزب الله إلى فرض شروط جديدة وهي التي كان قد تكلم عنها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الثلثاء من بكركي حين تحدث عن أعراف”.
وأضاف: “لكن حزب الله لا يريد أعرافا بل يريد قوننة وبالتالي استمرار الأزمة بهذا الشكل سيؤدي إلى انهيار أمني أو اقتصادي أو سياسي أو الثلاثة معا، بما سيدفع إلى عقد سياسي جديد بين اللبنانيين”.
وأردف: “صمت الرئيس المكلف سعد الحريري يؤكد أن امكانية الحل في هذه الفترة غير واردة”، محذرا من أن “الأمور قد تفرض “حالها بحالها”، فقد اعتدنا أن لا شيء يُحَل على البارد بل على وقع حدث كبير يسبقه”.
وقال: “العهد يحصد ثمار ما فعله منذ اتفاق مار مخايل حتى الآن، حيث هناك ديون لم تسدد لا لـ “حزب الله” ولا لـ “القوات اللبنانية” على مدى السنوات الماضية وبالتالي من الصعب الاتجاه نحو اقناع الناس بما هو خلاف ذلك”.
وشدد على أن “عون يستطيع التخلي عن وزير أو أن يقنع الوزير جبران باسيل التخلي عن الثلث المعطل والمطالبة بالوزارات الدسمة، وعندها يمكن تأليف حكومة تكسر حلقة التعطيل التي قد تؤدي إلى تغيير المنظومة القائمة”. واستدرك قائلا: “لكن التاريخ يؤكد أن عناد الطامحين إلى رئاسة الجمهورية يؤدي دائما للوصول إلى نقطة اللاعودة في معظم الأحيان”.
وختم: “حزب الله يفرض التعطيل وليس الإيجابية”.