تتحضر الدول العربية الى اجتماعين مهمين يعقدان بداية العام المقبل، القمة الاقتصادية العربية التي تستضيفها بيروت في 19 و20 كانون الثاني المقبل والتي أكد المتحدث الرسمي باسم الامين العام لجامعة الدول العربية محمود عفيفي أنها ستركز على عدد من القضايا التي تمس المواطن العربي، وأبرزها القضايا المتعلقة برفع مستوى المعيشة وموضوع الفقر والأمن الغذائي وشؤون البيئة والتجارة والاقتصاد وحقوق الإنسان، وعشرات الموضوعات التي ترتبط بالحياة اليومية للمواطن العربي .
أما الثاني فالقمة العربية – الاوروبية التي تعقد في العاصمة المصرية يومي 24 و25 شباط 2019، والتي اعتبرها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي “قمة تاريخية، حيث تعقد لأول مرة” للبحث في سبل التعاون العربي- الأوروبي والتحديات المشتركة، أبرزها مكافحة الإرهاب، والاتجار بالبشر والسلاح، والنزاعات الإقليمية، والهجرة غير النظامية، مشيرا الى أن اجتماعا وزاريا عربيا أوروبيا سيعقد في 4 شباط في بروكسيل للإعداد لها، نظراً لأهميتها.
فهل سيصار الى دعوة سوريا لحضور هذه الاجتماعات؟ وهي أحد الأعضاء المؤسسين للجامعة، وقد تم استبعادها بناء على طلب من الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما بحجة أنها دكتاتورية تقمع شعبها.
لم يتم تقديم أي اقتراح لإعادة سوريا إلى الجامعة حتى الآن، لكن مصادر مطلعة أكدت لـ”المركزية” أن بعض المؤشرات إلى أن جامعة الدول العربية في القاهرة تستعد لإعادة سوريا الى كنفها بعد ان استبعدتها عام 2011، منها أن الموظفين المصريين يقومون بإعادة رفع أعلام سوريا في مقر الجامعة، وجاءت هذه الخطوة بعيد زيارة رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي المملوك الى القاهرة.
كذلك زيارة الرئيس السوداني عمر البشير الى دمشق في 16 الجاري ولقاؤه نظيره السوري بشار الأسد يطرح الكثير من التساؤلات، خصوصاً أن البشير، كما أشارت المصادر عينها، كان يمثل كلاً من الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية وقطر. وفي نهاية زيارته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انسحاب القوات الأميركية من سوريا”.
ومن المتوقع أيضاً، أضافت المصادر، أن تقوم المملكة العربية السعودية بتمويل جزء من 400 مليار دولار، لإعادة اعمار سوريا، كما اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وأمس، أعادت الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في دمشق، وأعلن بعدها وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش “أن الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي”. واليوم، أعلنت مملكة البحرين فتح سفارتها في العاصمة دمشق، وذكرت وكالة “أنباء البحرين” أن وزارة الخارجية أعلنت “أن البحرين تحرص على استمرار العلاقات مع سوريا، وعلى أهمية تعزيز الدور العربي وتفعيله من أجل الحفاظ على تستقلال سوريا وسيادتها، ووحدة أراضيها ومنع مخاطر التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية”. كذلك، بدأت شركة “أجنحة الشام” للطيران الخاصة في سوريا تسيير رحلاتها إلى تونس للمرة الأولى.
بعد سبع سنوات من الحرب، لم يُرَحَّل بفعلها الرئيس بشّار الأسد، هل تعود سوريا الى كنف الجامعة العربية وتستعيد مقعدها الذي راهن البعض على أنه سيبقى شاغراً الى حين انتخاب خلف للأسد؟