في ظل الصورة الحالكة سياسياً وحكومياً، لم يعد السؤال متى ستتشكّل الحكومة، بل صار السؤال: هل ستتشكّل الحكومة؟ أو بالأحرى هل يريدون تشكيل حكومة؟
الجواب، سبق وقدّمته السلطة الحاكمة عبر فشلها في إنجاز حكومة دخل تعطيلها شهره الثامن، وبأسبابها العلنية – وربما المخفية – التي تمنع لبنان من بناء سلطته التنفيذية وابقائه مشلول القدرة والقرار، ومع ذلك، ومع اقتراب السنة الجديدة، عادت الاسطوانة ذاتها للدوران من جديد، وبدأ الكلام يتسرّب من زوايا السلطة الحاكمة، عن عيديّة ما بعد عيد رأس السنة، وأنّ الحكومة ستكون ثمرة حركة اتصالات سريعة ستجري بعد عطلة العيد.
وتبعا لذلك، بحسب الكلام المسرّب، فإن دور اللواء عباس إبراهيم في صياغة التفاهم الحكومي، سيعاد إحياؤه وحقنه بالمقويات والمنشطات. علما انه استأنف حراكه منذ الاثنين الماضي وكثف اجتماعاته خلال الساعات الماضية على خط بعبدا – بيت الوسط – وحزب الله، والوزير جبران باسيل مستندا على المبادرة الرئاسية مع تطوير في الافكار بعدما استمع الى كل الاطراف محاولا الخروج بتسوية جديدة للعقدة السنية.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، ان هذا الحراك سيخرج الى الضوء مطلع السنة الجديدة، وان الفرصة الآن متاحة بشكل كبير وان الكل ابدى في الجولة الاخيرة نوايا حسنة واستعدادا للحل مع تسهيل.
ومن الطبيعي في هذه الأجواء ان ينتظر اللواء ابراهيم تلقيه الإشارة الرئاسية للانطلاق من جديد، لصياغة التوافق الحكومي، علما انه التقى في الساعات الماضية رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في منزل الاخير في اللقلوق.
ويعوّل أصحاب هذا الكلام على نتائج سريعة لحركة الاتصالات المرتقبة. ذلك انّ ابواب الحلول والمخارج ليست مقفلة، وخصوصاً من قِبل رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري. إذ انّ «المبادرة الرئاسية» لم تمت، بعد سقوط ورقة جواد عدرا، وانّ رئيس الجمهورية، وعلى رغم التعطيل الذي ضرب مبادرته لا يرى أنّ الأفق الحكومي مقفل، بل هو ما زال يأمل في تشكيل الحكومة في وقت قريب، ومن غير المُستبعد ان يصدر عنه موقف علني قريب حيال هذا الامر.