Site icon IMLebanon

ماذا ينتظر مستقبل سوريا؟ (رولان خاطر)

تحقيق رولان خاطر

عادت سوريا محور الحركة العربية والدولية. من عودة التمثيل الديبلوماسي للامارات العربية المتحدة، إلى نيّة البحرين إعادة تمثيلها الديبلوماسي، وقبلها زيارة الرئيس السوداني العاصمة دمشق، ناهيك عن تصاريح روسية عن إمكان بقاء الأسد رئيساً لولاية أخرى، وليس آخرا ما كشفته الصحافة العربية واللبنانية عن زيارة قام بها علي المملوك إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأجواء رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط أن المملوك زار أيضاً المملكة العربية السعودية.

خطوة إعادة الحضور العربي الى سوريا التي تزامنت مع خطوة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب قواته من سوريا، ومن ثم إرجاؤها 4 أشهر، تعتبرها بعض الدول العربية ضرورة ملحة لتقليص التدخلات الإيرانية في سوريا، مع كل المستجدات التي ذكرناها أعلاه لا شك أنها مترابطة كا يجمع المحللون السياسيون، لكن ماذا وراء هذه التطورات.

سوريا تعود والأسد باق؟

الباحث في الشؤون العسكرية الجنرال خليل الحلو، شرح لـIMLebanon المشهد العالمي وصولا إلى سوريا، وقال: “في سوريا، نجح النظام السوري بمساعدة روسيا بتحطيم المعارضة السورية، التي كانت تقود الثورة ضده، والتي لا علاقة لها لا بـ”داعش” ولا بـ”النصرة”، وبات هناك تسليم أوروبي وأميركي وعربي بضرورة بقاء بشار الأسد على رأس السلطة لأن البديل عنه سيكون الفوضى، وأهمُ أبطالها “داعش” و”النصرة” والايرانيون، وهذا ما أنتج “تلاقي مصالح” حول حتمية بقاء الاسد، من دون الاعتراف في الوقت نفسه برفع العقوبات عن سوريا.

هذه المعطيات الموجودة اليوم، لا تعني أن الاستقرار في سوريا سيكون مضموناً على المدى الطويل، فبحسب الحلو، هناك مسائل عدة قد تفجر الساحة السورية، بحرب مباشرة هذه المرة، بين تركيا وايران مثلا، في وقت تتراجع العلاقة التركية الروسية، اضافة الى ايران وتعزيز وجودها العسكري في سوريا وصولا الى القضية الكردية.

الكاتب والصحافي أمين قمورية اعتبر في حديث لـIMLebanon أنه من المبكر الحديث عن عودة الدور الاقليمي والسياسي لسوريا، فهناك مراحل عدة يجب أن تمرّ، فثلث الأراضي السورية ليست تحت سيطرة النظام، وهناك مصير شرق الفرات وإدلب والتنف ما زالت عالقا. وأكد أن الأسد باق في السلطة حتماً.

 إلى احضان الجامعة العربية؟

تقول روسيا على لسان ممثل وزارة الخارجية الروسية إيغور تساريكوف “إن عودة سوريا إلى الجامعة العربية يُعد أمرًا هامًا لحل الأزمة السياسية في دمشق”. ويقول أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية: “إن قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية يحتاج توافقا عربياً”.

الجنرال خليل الحلو يعتبر أنّ هناك محاولة من قبل الدول العربية لتحقيق التوازن مع إيران عبر الاعتراف العربي بالأسد وعودته الى الجامعة العربية، إلا أن هذه المحاولة قد تكون فاشلة لأنّ الأسد وقع اتفاقيات تعاون اقتصادي مع ايران منذ فترة قصيرة، ما يدل على انه لن يبتعد عن ايران بالسهولة التي يفكّر بها العرب.

أما الكاتب قمورية، فيرى أن سوريا ستعود حتما الى الجامعة العربية، مشيرا في الوقت نفسه الى أن مسألة خروج ايران من سوريا هو أيضاً أمر من المبكر الحديث عنه، لكن الأكيد أن الدور الايراني والدور الروسي كان فعالا في سوريا نتيجة غياب الحضور والدور العربي، من هنا، يعود العرب الى سوريا.

من سيدفع الثمن؟

يعتبر قمورية أن لبنان قد لا يدفع أثماناً كبيرة على المستوى السياسي، فهو دفع كثيراً جراء مسألة اللاجئين السوريين ولا زال، أما في ما خص إعادة الاعمار فأيضاً قد يكون هناك حصة للبنانيين لكن لن يكون لهم حيز كبير.

أما الحلو فيقول: “إن ازدياد قوة النظام السوري بفضل روسيا، بموازاة تراجع النفوذ الايراني، حيث نرى اعادة توازن بين “حزب الله” والنظام السوري داخل سوريا، يزيد نفوذ النظام السوري في لبنان، من اهم مؤشراته مثلا، بروز ما يسمى بـ”اللقاء التشاوري” الذي يتكون من حلفاء سوريا، كذلك مواقف حلفاء سوريا كوئام وهاب وجميل السيد وغيرهم الذين كانوا ضعفاء في فترة معينة  وعادوا اليوم للبروز. فهذا الأمر لن يسهل الحلول في لبنان.