تفاوتت نسبة الالتزام بالاضراب الذي دعا إليه الجمعة كل من حزب “سبعة” ومجموعات ناشطة، والمجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام واتحادي المصالح المستقلة والمؤسسات العامة والخاصة تحت شعار “تأليف الحكومة”، مع التزام الهيئات الاقتصادية قرار عدم المشاركة. وتوقفت الحركة في مطار بيروت الدولي مدة ساعة من التاسعة والنصف إلى العاشرة والنصف.
كما توقف العمل في اغلب الادارات التابعة للمصالح العامة والمؤسسات الخاصة، منها مرفأ بيروت توقف تام، مؤسسة الكهرباء توقف وفقا لقرار النقابة، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مقفل، والمياه ايضا.
وتوقّف العمّال ومستخدمو شركة طيران الشرق الأوسط والشركات التابعة عن العمل لمدة ساعة، في خطوة رمزية تضامنا مع الدعوة إلى الإضراب”.
كما توقف اتحاد النقل الجوي ونقابة مستخدمي الشركة اللبنانية لتموين المطار عن العمل لمدة ساعة أيضا. وقال رئيس الاتحاد علي محسن “ان التوقف عن العمل صرخة بوجه الأوضاع التي وصل إليها حال العمال الذين تآكلت رواتبهم، وللمطالبة بتصحيح أوضاعهم والإسراع في تشكيل الحكومة”.
ولفت إلى “أن موظفي الملاحة الجوية وكل الأقسام التي لها علاقة بسلامة الطيران استثنوا من الاضراب حتى لا نتسبب بأي أضرار”.
واشار نائب رئيس اتحاد النقل الجوي الى “اننا متضامنون مع الاتحاد العمالي العام في الاضراب وسيتم تأخير بعض الرحلات لوقت قصير فقط ونتمنى تشكيل الحكومة سريعاً”.
واوضح “ان كل الخدمات التي نؤدّيها للطائرات والركاب ستتوقّف باستثناء الحالات الاستثنائيّة واخترنا هذا التوقيت نظراً لضعف الحركة في هذا الوقت”.
كذلك، التزمت مستشفى رفيق الحريري الحكومي بالاضراب العام في البلاد من خلال وقفة احتجاجية لمدة ساعة.
بدورها، التزمت نقابة عمّال بلدية طرابلس بالاضراب، ونفّذت اعتصاماً أمام المراب في القصر البلدي.
والتزمت المصالح المستقلة في عاليه بالاضراب، وأقفلت مراكز الضمان فيها اضافةً الى الشويفات والمتن الاعلى في حمانا، ولازم الموظفون منازلهم.
في المقابل، لم يلتزم موظفو الادارة العامة في سراي طرابلس وفي قصر العدل، بالاضراب الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام، فجميع الدوائر فتحت ابوابها، واستقبلت المراجعين.
وفي عاليه، لم يلتزم موظفو المؤسسات والادارات العامة في سراي عاليه بالاضراب، وكان يوم العمل عاديا في قائمقامية عاليه، كذلك في مكتب مأمور نفوس عاليه والمحكمة، كذلك في البلديات حيث تواجد الموظفون منذ الصباح واستقبلوا طلبات المواطنين.
وفي جزين، لم تلتزم الادارات الرسمية في السراي الحكومي بالاضراب، فيما توقف العمل في مصلحة مياه لبنان الجنوبي وشركة كهرباء لبنان في جزين.
الى ذلك، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، في مؤتمر صحافي عقده في مقر النقابة تناول فيه الاضراب، انه “في هذا اليوم التاريخي المميز في حياة العمال والاتحاد العمالي العام أرفع أصدق التحيات باسم الاتحاد العمالي العام وكل من شارك في الدعوة الى هذا الإضراب السلمي وكل عامل وعاملة وموظف وموظفة استجاب الى دعوتنا في الامتناع عن الخروج الى العمل، والتزم منزله تلبية للقرار تحت شعار “من أجل تشكيل حكومة أكفاء ونظيفي الكف بأقصى سرعة”.
وحيا الاسمر “جميع الاتحادات النقابية الأعضاء في الاتحاد ونقاباتهم”، كما توجه “بتحية خاصة إلى كل القوى السياسية والمجتمع الأهلي التي أعلنت تأييدها لإضرابنا السلمي سواء بحضورها إلى مقر الاتحاد أو عبر الإعلان في وسائل الإعلام. ونتوجه كذلك بتحية وشكر لجميع وسائل الإعلام التي غطت هذا الحدث العمالي والوطني ودعمته وأعطته بعده الاجتماعي والاقتصادي بعيدا من المزايدات السياسية وزواريبها الضيقة”.
واعتبر الاسمر “ان الإضراب هو صرخة متجددة في وجه الظلم وأوله الظلم الاقتصادي والاجتماعي الذي طال أمده، وتفاقم مع تدهور الأوضاع بسبب عجز السلطة السياسية من تشكيل حكومة بعد حوالي ثمانية أشهر على تكليف رئيسها. ونكرر ما نقوله كل يوم أن تحركنا اليوم ليس سياسيا ولا مع هذا الطرف السياسي أو ذاك ولا ضد هذا الطرف السياسي أو سواه، إنما هو ضد كل من عرقل ويعرقل تشكيل الحكومة لأي سبب كان. إن هذا التحرك هو دعم للدولة بجميع مؤسساتها الرسمية ورموزها. إنها دعوة لوقف شلل المؤسسات وتدهور الاقتصاد الوطني”.