اكد عضو “تكتل لبنان القوي” النائب روجيه عازار أن “المبادرة الرئاسية بخصوص تشكيل الحكومة ما تزال قائمة، وأن فخامة الرئيس لم يخفف يوما من هذه المبادرة، وقد قدم تضحيات لجهة التنازل لحل العقدة المسيحية، وحل العقدة الدرزية، وكذلك في مسألة السنة المعارضين، والتي اعتبر الرئيس الحريري أنها ليست عقدة، لكنها ظهرت أنها العقدة الأكبر”.
وأشار عازار في حديث الى “إذاعة لبنان” الى “تحرك الوزير جبران باسيل في مسألة تشكيل الحكومة، والتي تسارعت خطواته منذ مطلع السنة، لأن بالنتيجة نحتاج الى حل”، وقال: “بعد 12 سنة استطعنا إنجاز قانون انتخاب، وعلينا احترام نتائج هذا القانون، فهناك شيء تغير في البلد وهو قانون الانتخاب، من هنا يحصل العذاب في تشكيل الحكومة، وهناك معيار جديد”.
ووصف هذا المعيار بأنه “المنطق الديموقراطي”، وقال: “أن تكتل لبنان القوي خالف هذا المعيار على حسابه، إذ أننا وفقا لهذا المعيار يجب أن يكون لنا 13 وزيرا”.
ولفت الى ان “العقدة الاخيرة في تشكيل الحكومة تكمن في موضوع تمثيل اللقاء التشاوري”، معتبرا انها “كانت في طريق الحل، لكن ضغوطا مورست عليهم، ومن هنا يجب ان يتم توجيه السؤال لهم عن هذه الضغوطات”.
ودعا الى “الذهاب الى تشكيل حكومة منتجة، لأن فخامة الرئيس لديه ملفات كثيرة اقتصادية وانمائية وموضوع النزوح السوري ومكافحة الفساد. ان كل هذه الملفات جاهزة ولكن تنتظر ولادة الحكومة”، مشيراً إلى أن “بناء الدولة يحتاج الى عملية بناء طويلة”.
وعن تحرك الاتحاد العمالي الأخير ودعوته الى الاضراب وموقف “التيار الوطني الحر” من عدم تأييده، قال: “ان التحرك ليس لمصلحة البلد، إذ علينا تطبيب الوجع والتحرك لا يفيد. كلنا نشعر بوجع الناس، خصوصا أننا ذاهبون الى وجود طبقتين غنية وفقيرة واختفاء الطبقة الوسطى. نحن في وضع لا يمكننا أن نكمل به لأن البطالة قاربت ال 35% “.
واضاف: “بماذا يفيد الاضراب ونحن في موسم أعياد، خصوصا أن الاضراب لا يفيد بشيء. نحن نشد لتشكيل الحكومة لأن الوضع الاقتصادي صعب، وأعباء المعيشة باتت مرتفعة، ولكن هل يحلها الاضراب؟. مشددا على أن “المراوغة وشد الحبال والبحث عن حصة كل طرف لم تعد تحتمل لأن البلد على شفير هاوية”، مكررا الحديث عن “تضحيات التيار الوطني الحر أكثر من سواه من أجل مصلحة البلد، وشارعنا يلومننا إذا تنازلنا أكثر”.
وعن مسألة الثلث الضامن كحصة لرئيس الجمهورية قال عازار: “يمكن لفخامة الرئيس التعطيل حتى من دون ثلث ضامن، ولكن مطالبته بالثلث الضامن هو لتسيير عمل الحكومة لكي تكون منتجة”.
وطالب الذين يقولون بانهم داعمون للعهد “أن يمارسوا ذلك ويكونوا فاعلين، ولتتشكل حكومة يلعب فيها الرئيسان دورهما لوضع القطار على السكة”.
وأعرب عن سروره بوجود رئيس جمهورية له حيثية شعبية، داعيا الى “التخلص من مفهوم إمارة لك وإمارة لي”.
واعتبر أن “كلام الرئيس نبيه بري لعقد جلسة برلمانية لإقرار الموازنة إنما هو من باب الحث للاسراع في تشكيل الحكومة”.
وشدد عازار على ان “الاقتصاد اللبناني ما يزال ممسوكا، وسيكون ممسوكا أكثر في حال تشكيل الحكومة” وقال: “لسنا ذاهبين الى انهيار، وتطمينات حاكم مصرف لبنان تأتي في هذا السياق، ولأنه لدينا 234 مليار دولار ودائع في المصارف، ولكن أعود وأقول ان هذا لا يعني أننا مرتاحون، ويجب الاسراع في تشكيل الحكومة”.
وذكر أن “الدول المانحة لنا في “سيدر” إنما ذلك في إطار الاستثمار وهذا سيحرك الدورة الاقتصادية للسنوات الخمس المقبلة، دون أن يعني ذلك أننا لا نحتاج الى خطة اقتصادية”.
ولفت الى ان “العرب يتحركون باتجاه سورية ونحن لا نتحرك”، لافتا الى “مسألة إعادة إعمار سورية واستفادة لبنان من ذلك”.
وقال: “ان جامعة الدول العربية هي المعنية بتوجيه الدعوة لسورية لحضور القمة الاقتصادية التي ستعقد في بيروت وليس لبنان”.
ورأى أن “استفادة لبنان من عقد هذه القمة في ربوعه إنما هو تعبير عن الثقة به، وهذا أمر كبير، كما أنها قد تشكل فرصة للبنان لقطف ثمار اقتصادية، ولكن علينا انتظار هذه القمة”.
وطالب عازار بـ “ضرورة إعادة تفعيل قروض الاسكان، لأنها مسؤولة عن تشغيل 39 قطاعا وهذه القطاعات تحرك عمل مائة شركة”.
وعن اقتراحات الوزير جبران باسيل بشأن توسعة عدد الوزراء قال: “إنه أحد الاقتراحات لإيجاد حل، وكلما صغرت الحكومة كانت منتجة اكثر، ولكننا نحن مع حكومة وحدة وطنية لتفعيل العمل أكثر من داخلها”.
واشار الى ان “ولادة الحكومة باتت قريبة، ولكن أحدا لا يكشف عن ذلك، لأن العمل جار بجدية”.
وختم بالحديث عن المشاريع الانمائية التي بدأ العمل ببعضها في منطقة كسروان – الفتوح بصفته نائبا عنها، وعن تلك التي ستنفذ مثل اوتوستراد جونيه الذي سيبدأ العمل به في اذار المقبل، ويستمر لحوالى سنتين ونصف السنة، وأيضا تطوير مرفأ جونية وما سيحدثه من أثر اقتصادي وسياحي، وغيرها من مشاريع البنى التحتية.