أشارت مصادر ديبلوماسية اميركية لصحيفة “الراي” الكويتية، الى ان واشنطن توافقت مع حلفائها العرب على عدم توفير التوافق المطلوب لاعادة نظام الرئيس السوري الى عضوية الجامعة العربية. ولا تتوقع المصادر عودة بشار الأسد الى المنظمات الدولية الاخرى، مثل منظمة العالم الاسلامي، بل انها ترى العزلة الدولية التي يعاني منها مستمرة.
وقالت المصادر ان الأسد وحلفاءه عمدوا في الآونة الاخيرة إلى اشاعة اجواء مفادها بان عواصم العرب والعالم تتسابق للانفتاح عليه وانهاء العزلة المفروضة على دمشق منذ اعوام. لكنها «اشاعات من باب التمنيات، وهي اشاعات غير صحيحة جملة وتفصيلاً»، حسب المصادر.
ومثلما تطلّب تعليق عضوية حكومة الأسد اجماعاً داخل الجامعة، تتطلب استعادته العضوية اجماعاً مشابهاً، وهو «اجماع لن يتوفر»، حسب ما سمع المسؤولون الاميركيون من نظراء عرب لهم، ووافقوهم الرأي في ذلك.
ويلفت المسؤولون الى ان الاجماع تعذر كذلك يوم حاول بعض العواصم العربية منح كرسي سورية في الجامعة الى المعارضة، ما يعني ان موضوع العضوية لا يرتبط بسياسة البلد العربي الذي يترأس الدورة السنوية للجامعة ويستضيف انعقاد قمتها، بل هو مرتبط باجماع كامل اعضائها، وخروج عضو واحد عن الاجماع، يعطله.
وتابعت المصادر ان الموقف الغربي والعربي تجاه سورية لم يتغير، وان الأسد قد يكون تغلب عسكريا على معارضيه واستعاد السيطرة على جزء كبير من الاراضي السورية، لكن القوى العربية المؤثرة، ومعها اميركا واوروبا، تتمسك بالديبلوماسية التي تجبر الأسد على القبول بتسوية حقيقية مع معارضيه، ثمنا لخروج سورية من عزلتها الدولية.
وتعتبر ان قيام بعض الحكومات العربية باعادة علاقاتها الديبلوماسية مع الأسد، بسبب اعتقادها بان الاجماع العربي متعذر، وان انتظارها رفع الجامعة عقوباتها عن نظام الأسد قد لا يتحقق في المستقبل المنظور، وهو ما يعني ان التحرك الاحادي، من وجهة نظر هذه الدول، كان افضل لها من انتظار الاجماع العربي.
وتختم المصادر الأميركية ان عددا من العواصم العربية، ومنها صديقة وحليفة لواشنطن، سعت لاقناع ادارة الرئيس دونالد ترامب بالتواسط لدى العرب الآخرين، ولدى الاوروبيين كذلك، لرفع العزلة المفروضة على الأسد. «قد نكون منقسمين حول موضوع تواجد قواتنا في سورية» في مناطق شرق الفرات، تقول المصادر، «ولكننا في واشنطن متوافقون تماما، والرئيس ترامب معنا، ان المصلحة الأميركية تقضي بابقاء الضغط الديبلوماسي على الأسد الى اقصى حدود، الى ان يتراجع ويدخل في التسوية التي يطلبها كل المجتمع الدولي، والتي أعلن تأييدها حتى أقرب حلفاء الأسد، مثل روسيا».