كتب مايز عبيد في “الجمهورية”:
تولّت العاصفة «نورما» في عكّار إحداث انتفاضة من نوع آخر، هي انتفاضة المجاري والأقنية التي فاضت على الطرقات العامة، لاسيما في العبدة باتجاه حلبا وطريق البحر باتجاه الحدود السورية بما يشبه الفيضانات.
وغمرت المياه السيارات، كما دخلت إلى المنازل والعديد من المحال ما أدى إلى إرباك حركة السير من جهة، وتضرر العديد من المنازل والمحال أيضاً.
كما أدّت العاصفة إلى انهيارات وتصدعات لاسيما في الطرق التي تربط بلدات عدة بحلبا عبر بلدة مجدلا حيث انهارت الأتربة والصخور مسببة إعاقة لحركة السير، وقد عاين رئيس البلدية محمد الأسمر المكان وطالبَ «مجلس الإنماء والإعمار، الذي كلّف شركة تيم لإعداد دراسات حول هذا الطريق الذي يحتاج إلى جدران دعم وأقنية، أن يُسرع هذا المجلس بعمله أو ترك الأمر للهيئة العليا للإغاثة».
كما سجّلت انهيارات على الطريق الذي يربط بلدات: الجويش – بقرزلا – حرار، وأدّت إلى منع حركة السير على الطريق الذي عاينه رئيس بلدية الحويش علي الأكومي وكلّف فرق البلدية إزالة الأتربة والصخور مطالباً «الهيئة العليا للإغاثة بالتدخل لكشف الأضرار وإصلاح وضع الطريق».
كما أدت العاصفة إلى انهيار العديد من جدران الدعم وتصدّع للعديد من المنازل، لاسيما في بلدات مجدلا وعكار العتيقة وجديدة القيطع وغيرها من البلدات.
أمّا القرى المحاذية لسوريا فلم يكن وضعها أفضل. فقد أغرقتها مياه النهر الكبير الجنوبي الذي اجتاح المنازل والمزروعات، لاسيما بلدات: الكنيسة، العريضة، السماقية، حكر الضاهري، المسعودية، تلبيرة… وكان للنازحين السوريين حصتهم بعد أن اقتحمت السيول المخيمات مهددة حياتهم.
مختار السماقية عبدالله درويش توجّه إلى المعنيين في الدولة برسالة عبر «الجمهورية» قال فيها: «20 سنة ونحن نطالب الدولة بإقامة ساتر ترابي للنهر الكبير من الجانب اللبناني، وحتى اليوم لا حياة لمَن تنادي. لماذا نتعرّض كل سنة لهذه النكبة؟ لماذا تتحول نعمة المطر إلى نقمة بفعل إهمال المسؤولين؟».
وشدد درويش «على أنّ الكارثة في القرى الحدودية كبيرة، ونطالب المسؤولين بالتحرك الميداني والكشف على الأضرار التي لحقت بالأهالي وممتلكاتهم والعمل على إقامة الساتر وقنوات الري لإنهاء المشكلة المزمنة».
إنقطاع التيار الكهربائي
وفي القرى الجبلية العالية، أدّى تساقط الثلوج إلى قطع العديد من الطرق عَملت جرافات تابعة لوزارة الأشغال والاتحادات البلدية على فتحها، كما ترافقت العاصفة مع انقطاع متواصل في التيار الكهربائي عن العديد من القرى والبلدات العكّارية، وإلى أعطال عديدة على الشبكة عملت فرق الصيانة على إصلاح ما أمكن منها.
التواصل الاجتماعي
وللمواطن اللبناني نهفته في مثل هذه الأوقات، فقد اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما «الفايسبوك»، موجة تعليقات، بعضها سخر من نواب المنطقة وتغريداتهم التي لا تجدي نفعاً، والبعض الآخر انتقد تقصير البلديات في التعامل مع هذه الأزمات والكوارث التي تحصل. وقد كتب أحد الناشطين قائلاً: الحمد لله على نعمة العواصف لأنها تكشف كمية الغش والفساد لدى المسؤولين»، وأرفقَ التعليق بصورة لطريق متصدّع.