رغم الأضرار المادية الكبيرة التي خلّفتها العاصفة “نورما” وخصوصاً التي لحقت بالمزروعات، الا ان عددا كبيراً من أهالي الجبال استبشروا بها خيراً، وستودعنا “الضيفة” الأربعاء بعد ثلاثة أيام تقريباً من مبيتها في لبنان وبعد ليل عاصف ومثلج شهدته معظم المناطق.
ففي انطلياس غرقت الشوراع بالمياه بعدما فاضت مياه نهر فوار – انطلياس.
أما في النبطية، فوصلت الثلوج ليلا على ارتفاع 600 متر، ولف الضباب الكثيف تلال ومرتفعات اقليم التفاح وحجب الرؤية على الطرقات فأعاق حركة مرور السيارات.
وشهدت أعالي إقليم التفاح تفجرا للينابيع لا سيما نبع القبي في جباع ونبع الطاسة، كما شهد مجرى نهر الزهراني فيضانا لا مثيل له، نتيجة تدفق الامطار في مجراه من نبع الطاسة حتى حبوش ونزولا الى البحر عند الزهراني، حيث تدفقت مياهه على جانبي الاراضي الزراعية المجاورة له. كذلك فاضت مياه نهر الليطاني عند الخردلي وقرب الزرارية نتيجة للامطار الغزيرة، وفاضت البرك الزراعية في يحمر وارنون وكفرتبنيت والنبطية الفوقا نحو الحقول الزراعية المجاورة حيث غمرت المياه المزروعات.
كما غطّت الثلوج بلدات قضاء بشري كافة ووصلت على ارتفاع 600 متر، حيث بلغت سماكتها في الارز نحو الـ3 أمتار، اما في بشري فوصلت الى المتر.
أما في عكار، فقد عاش أبناء القرى والبلدات السهلية الساحلية ليلة مأساوية، لا سيما سكان القرى والبلدات الواقعة على ضفاف الانهر وخصوصاً نهري الكبير والاسطوان، اللذان فاضا بكميات كبيرة جدا من المياه الجارفة التي غمرت كل الاراضي والممتلكات وخربت المحاصيل الزراعية واقتحمت المنازل في قرى حكر الضاهري والسماقية والعريضة وتلبيرة والكنيسة ونلبيبة والمسعودية، حيث بلغ علو المياه داخل المنازل في حكر الضاهري حدود المتر تقريبا.
وتساقطت الثلوج بشكل متقطع على ارتفاع 500 متر في منطقة الجومة في عكار، وبقيت الطرق سالكة حتى ارتفاع 800 متر، وباتت طريق ممنع، تاشع وفنيدق مقطوعة.
كما حطمت الامواج العاتية جزءا من السنسول الغربي لـمرفأ العبدة، ودفعت بكميات كبيرة من الرمول الى حوضه ما تسبب بتحطيم زوارق صيد بداخله وتعطلت بالتالي امكانية خروج أو دخول مراكب الصيد الى حوض المرفأ.
وتعاني بعلبك لليوم الثاني على التوالي من انقطاع التيار جراء العاصفة، كما أعاق الجليد الذي تشكل جراء تدني درجات الحرارة حركة المرور وألحق أضرارا بالمزروعات.