قبل تسعة أيام فقط على موعد انعقاد القمة الاقتصادية التنموية في بيروت في 19 و20 الجاري، أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن “وجوب تأجيل القمة الاقتصادية العربية، في غياب حكومة، ولأن لبنان يجب أن يكون علامة جمع وليس علامة طرح ولكي لا تكون هزيلة”، مشدداً مجدداً على “مشاركة سوريا في مثل هذه القمة”. ما هو موقف الكتل النيابية من هذا الطرح؟
أوضح عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله لـ”المركزية” “أن القرار يعود للرئيسين ميشال عون والحريري”. في المقابل، أعرب عن موقفه المتماشي مع موقف الرئيس بري وتأجيل القمة “حفاظا على المناخ الايجابي والجو الداخلي لأن الموضوع اتخذ منحى يفوق طاقة لبنان على تحمله في الوقت الحاضر، أولاً من حيث ربطها بملف تشكيل الحكومة وثانياً الخلاف حول مسألة دعوة سوريا لحضور القمة”.
واعتبر أن “ليس لبنان من يتخذ قرار إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية”، مضيفاً: “لا تنقصنا المصائب، بغض النظر عن خلفية الطرح، خاصة كلام النائب عبد الرحيم مراد الذي طالب بعدم عقد القمة في غياب سوريا. فالهدف معروف هناك من يعتقد أن بإمكان لبنان الضغط لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية”.
أما عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار فقال: “نحن مع انعقاد القمة وتوفير كل الظروف الملائمة لها، ومع الرئيس بشكل كامل”، مشددا على “انعكاس القمة إيجابا على لبنان وعلى مجمل الوطن العربي في حال توفرت لها ظروف النجاح من ناحية تعزيز فرص الاقتصاد البَيني والتجارة البَينية بين الدول العربية إضافة إلى التكامل العربي على المستويات كافة”.
وأشار إلى “عدم موافقة الرئيس بري في موضوع دعوة سوريا لأن هذا الأمر يتوقف على الجامعة العربية ولبنان ليس أكثر من دولة مضيفة تنقل الدعوات التي يقررها مجلس الجامعة العربية، فهو من علّق عضوية سوريا وبالتالي هو لم يدعها إلى حضور القمة، ولبنان لا يستطيع من تلقاء نفسه القيام بهذه الخطوة لأنه بذلك يخل بآلية العمل ضمن القمم التي تنظمها الجامعة العربية على مختلف المستويات”.
من جهة أخرى، أكد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا “أنه مع انعقاد القمة الاقتصادية في موعدها نظرا لأهميتها الاقتصادية على لبنان. فالدول المشاركة آتية لمساعدة لبنان فكيف نؤجلها أو نلغيها”.
وأضاف: “الرئيس بري يضع شرط دعوة سوريا، إنما لا يمكننا دعوتها إذا لم تبادر الجامعة العربية إلى ذلك، الجامعة هي التي تدعو بواسطة لبنان، فكيف نطلب منها دعوة سوريا وهي لم تتصالح معها بعد”.
وعزا سبب رفضه دعوة سوريا “إلى الأمور العالقة بيننا، من اغتيال القيادات وتفجير الجوامع والمفقودين في السجون السورية”، مشددا على أن “ما فعلته سوريا مع لبنان لم تفعله مع أي دولة عربية أخرى، لذا لا يمكننا أن نسبق العالم العربي ونطلب دعوتها وكأننا ننصاع مجددا لإرادة النظام السوري. وهذا الأمر غير مقبول لأن معظم اللبنانيين يرفضونه”.