أكد النائب نديم الجميّل أن “المطلوب تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، وإذا تعثر ذلك، أنا أدعو سعد الحريري لإعادة تفعيل الحكومة القائمة، حكومة تصريف الأعمال. الحكومة الحالية قائمة وباستطاعتها اتخاذ المقررات اللازمة، خصوصا في ظل الأوضاع الإقتصادية المتدهورة. هناك مسؤوليات أمام الرئيس المكلف وأيضا أمام رئيس حكومة تصريف الأعمال”، مضيفا: “لا أتوقع تشكيلا قريبا للحكومة العتيدة، خصوصا في ظل ما يفرضه حزب الله على البلد”.
وأضاف، خلال زيارته نقابة محرري الصحافة اللبنانية، وردا على سؤال عن القمة الاقتصادية وعن دعوة سوريا لحضورها في لبنان، قال: “بمعزل عن النظام في سوريا، نحن بحاجة إلى انفتاح على كل العالم بمن فيهم سوريا. العالم العربي بدأ عودته إلى سوريا. طبعا علينا ألا ننسى ماذا صنع النظام السوري في لبنان وأن نضع هذه التحفظات أمام هذه القمة المرتقبة. وعلينا عدم التلهي بالقشور والتخلي عن المضمون الأساسي للقمة الاقتصادية وماذا نريد منها للبنان. أين هي ملفات هذه القمة وبرنامجها؟ علينا أن نعرف ماذا نريد من هذه القمة لإنقاذ اقتصادنا ونموه”.
وتابع: “أنا في صراع قديم مع النظام السوري، ولكن أنا واقعي جدا وأقول أن ليس باستطاعة لبنان النهوض اقتصاديا من دون أن يقيم علاقة جيدة وجدية مع سوريا والشعب السوري. سوريا هي المتنفس الأساسي للاقتصاد اللبناني”.
وعن “حزب الله” وسلاحه قال: “حزب الله يحاول فرض هوية جديدة للبنان، بنظام شبه توليتاري ونظام ثقافي يفرض هو معاييره. وهذا يدفع ثمنه السنة والدروز والمسيحيون والشيعة الأحرار. أنا لا أرضى بسلاح في لبنان غير سلاح الدولة. نعم هناك هواجس لدى كل الأفرقاء وهذا يتطلب أن نجلس معا ونتحاور من أجل إزالة الهواجس من قلوب جميع اللبنانيين”.
وأضاف: “لعدم العودة إلى الحرب، نطالب حزب الله بتسليم سلاحه إلى الدولة. أنا مع اتفاق الطائف الذي لم يطبق بعد. هناك نقاط في اتفاق الطائف يجب تطبيقها. نزع كل السلاح غير الشرعي وإنشاء مجلس شيوخ والدولة المدنية. ويجب محاربة الفساد المتفشي في الدولة. معالجة هذه المواضيع، تجعلنا نتفاءل بلبنان الذي نحلم به”.
وعن أوضاع حزب الكتائب وما يحصل فيه وخلافه مع رئيس الحزب سامي الجميل، أوكد أن “لا خلاف مع سامي الجميل ولا يحاول البعض التستر وراء مشكلة حزبية للتحدث عن مشكلة بين سامي ونديم. بلى هناك خلل ما في الحزب وهذا الخلل ليس جديدا على أحد. هناك انكفاء للكتائب على مستوى الحضور السياسي. ونحن نضع كل طاقاتنا لعودة الحزب إلى الموقع الذي يجب أن يكون فيه”.
وشدد على أن “هذا الوضع بحاجة إلى إنقاذ وإصلاح حقيقي. حزب الكتائب هو حزب وجداني مسيحي والكثير من اللبنانيين، حتى ولو لم يكونوا منتمين إليه، يعتبرون حزب الكتائب نبضا ونمطا للحياة السياسية اللبنانية، ولا أحد يرضى أن يرى هذا الحزب كما هو عليه اليوم. أزمة حزب الكتائب هي أزمة داخلية، ومعالجتها تكون داخل الحزب”.
وعمن يتفق أكثر مع سمير جعجع أو النائب سامي الجميل، قال: “أنا كتائبي والخلاف ليس خلافا شخصيا، لا مع سامي الجميل ولا مع سمير جعجع. أنا لست في “القوات اللبنانية” ومصلحة الكتائب هي الانفتاح على كل الأطراف وعلى سمير جعجع أولا، لأننا ننتمي إلى الخط نفسه والبيئة نفسها. وأنا مع أفضل العلاقات مع “القوات اللبنانية” وسمير جعجع. سياستي وسياسة حزب الكتائب مختلفة كليا”.
أضاف: “لن أتحدث عن بشير الجميل، لأنه والدي، بل سأتحدث عنه لأنه رمز لكثير من اللبنانيين. فهل يجوز أن يتحدث البعض عن بشير الجميل الخائن والبعض الآخر عن رفيق الحريري الخائن؟ كذلك أنا أرفض أن يشتم أحد حسن نصرالله أو أي زعيم شيعي آخر. هذا لا أتقبله ولا أريده. أنا أقول هذا الكلام بكل تجرد، ولم أترب على الحقد والضغينة والكره لأني ابن شهيد. أنا متجرد من هذه الصفات ولا أؤمن بها وأرفضها. ولكي نتخطى كل خلافاتنا ولنلجأ كلنا إلى دولتنا – وطننا، فنشعر بالتساوي بالحقوق والواجبات”.
وقال ردا على سؤال عن الدولة المدنية: “أنا أكثر من ينادون بالدولة المدنية المبنية على الكفاءة وعلى المساواة بين اللبنانيين وعلى عدالة اجتماعية واقتصادية وسياسية حقيقية. وأعتقد أن الآوان حان لنفكر بدولة اتحادية للبنان، كي لا أقول فيديرالية، لأن هذا التعبير لا يعجب البعض. الدولة الاتحادية تجمع كل اللبنانيين لبناء وطن مبني على اتحاده وقوته لا على ضعفه وعلى انقساماته”.
وعن علاقته بالمجتمع المدني، قال: “لا أومن بأن في لبنان مجتمعا مدنيا كما يجب أن يكون. المجتمع المدني في لبنان منقسم ومتصارع بعضه ببعض أكثر من السياسيين، ولم يستطيعوا الاتفاق مع بعضهم البعض، وخياراتهم خيارات سياسية. حزب الكتائب أخطأ بالتحالف مع المجتمع المدني في الانتخابات النيابية. المجتمع المدني فقد مصداقيته والتظاهرات التي حدثت منذ أيام لم تكن تظاهرات مجتمع مدني، ونعرف من أين أتت وإلى أين تذهب”.
وختم: “أدعو الدولة لدعم الصحافة الورقية لتؤمن استمراريتها، لأني ولو كنت مع التطور التكنولوجي، لا أرى لبنان من دون صحافة ورقية”.