Site icon IMLebanon

وراء العقدة الليبية… تصفية حسابات عون – بري؟

لم تفلح الالتقاءات الموضعية بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل” على تشريع الضرورة وسواه من المحطات، التي طبعت العام المنصرم، في لملمة ذيول فيديو محمرش الشهير الذي انتهى إلى أزمة سياسية شعبية بين الفريق الرئاسي وعين التينة، علما أن توتر العلاقات بين الطرفين يعود إلى مرحلة إبرام التسوية التي أدت إلى انتخاب الرئيس ميشال عون، حيث لم يخف بعض الدائرين في فلك رئيس مجلس النواب نبيه بري ما يمكن تسميته امتعاضا من قفز عون والرئيس المكلف سعد الحريري فوق الرئاسة الثانية لفتح ثغرة في الجدار الرئاسي.

على أي حال، فإن الفصل الجديد من السجال الخطير بين بعبدا وعين التينة يبدو أنه آخذ في التفاقم اندلع بعد أقل من عام على الاشتباك العنيف بين الطرفين على خلفية الفيديو الشهير، ما يدفع مصادر سياسية، عبر “المركزية”، إلى الاعتقاد أن ما يجري اليوم يُعدّ من تداعيات المواجهة التي اندلعت قبل نحو عام.

وفي هذا الإطار، تذكّر المصادر بأن “غداة سقوط مبادرة اللواء عباس إبراهيم لاستيلاد الحكومة، اعتبر موعد القمة الاقتصادية مهلة نهائية لتأليفها. غير أن الجدال حول العقدة السنية، كما حول القمة العربية الاقتصادية واحتمالات المشاركة السورية فيها نقلا الحكومة وتأليفها إلى مربع التأجيل الطويل الأمد والانتظار”، لافتةً إلى أن “في ذلك تأكيدا أن بعض المناوئين للفريق المحسوب على رئيس الجمهورية ماضون في مواجهة رأس حربته، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ومن ورائه بعبدا، على المستويين السياسي والحكومي”.

وفي السياق، تدعو المصادر إلى “التنبه إلى التصاريح والمواقف التي سجّلها شريط الأحداث اليومية اللبنانية منذ إطلاق بري دعوته إلى تأجيل القمة، علما أن هذا الموقف أتى فيما كان عون يعلن أمام زواره أن القمة في موعدها، وإن كانت الحكومة اللبنانية في مرحلة تصريف أعمال، في انتظار بلوغ قطار التشكيل محطته الأخيرة، ما يعني أن الهدف الأساس من تصريح رئيس المجلس يكمن في الرد المبطّن على رئيس الجمهورية، في موازاة الدفع الظاهري في اتجاه تسريع مسار التأليف”.

أما في ما يخص العقدتين “السورية” والليبية”، فتنّبه المصادر إلى “أنهما تأتيان في وقت لا يزال الحكم يتحاشى الغرق في سجال احتمالات التطبيع مع النظام السوري، ويحرص على قذف كرة دعوة دمشق إلى القمة إلى ملعب الجامعة العربية، بوصفها الجهة المنظمة لهذا الحدث، بينما يدأب بري على المشاركة في اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي، فيما ليبيا أحد أعضائه”.

يجري كل هذا في وقت لا يزال “حزب الله” معتصما بالصمت إزاء السجال المستجد، وهو حليف طرفيه. وتضيف المصادر إلى هذه الصورة، تزامن رفع السقوف من جانب بري مع الاشتباك العنيف بين حركة “أمل” ووزير العدل سليم جريصاتي، على خلفية ملف هنبيعل القذافي الموقوف في لبنان في إطار قضية الإمام موسى الصدر.

وإذ أشارت إلى أن “السجال اشتعل أيضا في وقت يبذل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جهودا للحض على تسريع التأليف”، حذّرت من أن “يأخذ السجال بعدا طائفيا لا تحمد عقباه، وقد ينتقل إلى الشارع كما حصل العام الفائت، بدليل دخول المجلس الشيعي على الخط مساندا بري، ومحذّرا من “ردات الفعل الشعبية” إزاء المس بقضية الإمام الصدر”.

وختمت المصادر معتبرةً أن الاشتباك الجديد يُعدّ “امتحانا جديدا لحكم وُسم باكرا بالقوة، وقدرته على فض كبريات السجالات السياسية، وتجنيب الشارع بذور الفتنة واستعراضات القوة”.