شدد رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل على أن “علاقتنا مع سوريا هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته”، معتبرًا أن “لا يمكن أن تكون العلاقات مع سوريا موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف ما يريد أن يحسّن علاقته الخاصة بسوريا فيزايد على حساب لبنان”.
وأشار، في كلمة خلال جولة ميدانية في زحلة، إلى أن “عندما كانت سوريا في لبنان واجهناها حتى خروجها وعندما أصبحت سوريا في أرضها أعلنا بالجرأة نفسها عزمنا على إقامة أفضل العلاقات معها”، مؤكدًا “أننا لا نستحي بذلك ولا يغيّر أي شيء من تاريخنا”.
ورأى أن “الحرب في سوريا خنفتنا وأقفلت الأسواق العربية في وجهنا فمن غير المقبول أن نخنق أنفسنا في زمن السلم، نحن طليعة المطالبين بعودة سوريا إلى الجامعة العربية ولن نكون مجرد تابع لغيرنا نلحق به إلى سوريا عندما يقرر هو ذلك”، لافتًا إلى “أننا انتهينا من السياسة الخارجية المستلحقة والتابعة نحن أصحاب سياسة مستقلة تقوم على المعاملة بالمثل لمصلحة لبنان”.
وأضاف: “نحنا اعترضنا من الأساس على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وحافظنا على أفضل العلاقات معها ومن الطبيعي أن نساعد اليوم على عودتها. حريصون على وحدتنا الوطنية ولكننا نرفض أيضًا أن نعرّض مصالحنا الوطنية للأذى ولن ننتظر قرارًا من الخارج”.
وأكد “أننا نريد أن تكون زحلة معرضًا دائمًا للصناعات الغذائية اللبنانية ننطلق منها إلى الأسواق العربية وهذا موقف وطني”، محذّرًا من “أننا لن نقبل أن يضع أحد العوائق أمام تفجير الإبداع لبناني وتجربتنا في النبيذ ناجحة لكنها في بداياتها”. وأردف: “على السفراء و الملحقين الاقتصاديين أن يدركوا أن المنصب ليس للوجاهة بل لتسويق لبنان ومنتجاته”.
وعن كهرباء زحلة، أشار إلى أن “الأربع وعشرين ساعة كهرباء في زحلة كانت باقية سواء بتمديد الامتياز أو بالعقد التشغيلي، ولذلك لم يكن هناك داع للكذب والمزايدات لكن الفرق في القانون الذي طرحناه تحقيق دخل أكبر للخزينة وتوفير على المشتركين”، معتبرًا “أننا قمنا بواجبنا تجاه زحلة والناس والدولة وهذا ما يعلمنا أن بإمكاننا القيام بالكثير ليكون الجميع رابحين”.
وأضاف: “نقاتل منذ عام 2010 بخطة كهرباء عطلوا وخربوا تنفيذها وسطوا عليها لتوقيفها ولا نزال نقاتل لتنفيذها لأننا متمسكون بالخطة المركزية لأن فيها الوفر الاكثر على الدولة والناس. وإذا كنا سنبقى في هذه الحال من التخريب على قطاع الكهرباء لغايات صارت معروفة وإذا لم تقم الحكومة التي ستؤلف من الشهر الأول باتخاذ قرارات بموضوع الكهرباء يكون السؤال هل سيأخذون القرار السياسي بالكهرباء أم لا”؟
وحكوميًا، قال باسيل: “كلنا مشغول بالنا هل تتألف الحكومة وهذا حق لكن هناك استسهال في الاتهام وكأن هناك من يعطل نفسه لكن السؤال يبقى هل المطلوب حكومة تعمل أم حكومة يعطل بعضها بعضًا؟”، مضيفًا: “بالنسبة لنا إذا لم يكن هناك عدالة تمثيل في الحكومة لن يمشي شيء في البلد فإذا نشأت حكومة بمعايير مختلة لن تتمكن من العمل”.
واعتبر أن “اليوم ليس الوقت لتغيير نظام الحكم في لبنان ولو أن من حق الناس القبول بمعادلات سياسية جديدة بفعل قانون الانتخاب الجديد ولا يمكن تجاهل الانتخابات وكأنها لم تحصل ولا تكريس مبادئ خاطئة”، مؤكدًا “أننا شعب قادر أن يقوم باقتصاده وبسرعة والتخويف الذي يدخلوننا فيه يزول إذا نشأت حكومة تحكم بعدل وتعمل بالطريقة المناسبة وهذا ما يجب أن يحصل”.
وأردف: “إذا كان هناك من يرى أن قبل القمة العربية ليس من مصلحته أن يحدث الأمر فيربطون الموضوع بأمور أخرى فمصلحتنا بحكومة اليوم قبل الغد وتأخرنا كثيرًا. ومهما مر من وقت الرهانات لتعديل مواقف مطالبة بالحق هي رهانات ستسقط فهناك أكثريات وأقليات وفي حكومات الوحدة الوطنية الاثنان يتمثلان ولا يمكن حذف أحد”.