قالت مصادر مطلعة على موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لـ«الجمهورية»: «أمام الأزمة الوطنية الكبرى التي يمر بها لبنان، وتعثّر ولادة الحكومة ليس سوى أحد تجلياتها، برز اتجاه لدى البطريرك الماروني إلى التشاور مع القادة الموارنة في بكركي نظراً للمسؤولية التاريخية للصرح في إنشاء الكيان اللبناني».
وأضافت هذه المصادر «انّ غبطته يرى التآكل يعتري الجسم اللبناني بنحو يثير القلق، ويلاحظ خوف الشعب على مصير البلاد كدولة وسلطة ومؤسسات دستورية؛ فيما اللامبالاة سيّدة الموقف لدى عدد كبير من المسؤولين والسياسيين».
وفي هذا الإطار قال الوزير السابق سجعان قزي، بعد زيارته الراعي أمس «انّ قلق البطريرك هو على الوجود اللبناني الخاص في هذا الشرق وعلى هويته ونظامه ووجهه الحضاري. لذا لا بد من وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، خصوصاً في هذه المرحلة التي يتقرر فيها مصير المنطقة».
وعلمت «الجمهورية» انّ المحادثات التي ينوي الراعي إجراءها مع القادة الموارنة لم يتحدّد شكلها بعد، أهي مشاورات إفرادية ام جماعية؟ وهي تأتي عشيّة سفره الى الولايات المتحدة الاميركية حيث سيلتقي الجالية اللبنانية وبعض المسؤولين الاميركيين الكبار، وإلى دول أخرى في وقت لاحق.
وأشارت المعلومات الى «أنّ الكرسي البطريركي، وإن كان يمثّل الضمير المسيحي خصوصاً والوطني عموماً، فإنّ البطريرك يفضّل إشراك القيادات المارونية، وربما غير المارونية أيضاً في التفكير حول المصير اللبناني والوقوف على آراء حيال مواجهة الاخطار التي تهدّد لبنان، بعدما رأى أنّ لبنان يكاد يضيع من بين أيدينا ولا يوجد مشروع انقاذي، لا بل انّ كثيراً من السياسيين يتلهّون بالمصالح والحصص».