تستعد بكركي لاستقبال النواب الموارنة في لقاء موسّع قبل ظهر الأربعاء المقبل، للتشاور في التطورات الأخيرة على مختلف المستويات السياسية والوطنية، سيشارك فيه رؤساء الاحزاب المسيحية الذين أعربوا عن تلبيتهم الدعوة وهم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل” ورئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوض، فيما يتغيّب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لتواجده خارج البلاد، إضافةً إلى حضور جميع النواب الموارنة الحاليين.
وأفادت مصادر مطلعة، “المركزية”، بأن اجتماع الاربعاء سيحصل بعيدا من الاعلام وستكون المشاورات مغلقة في صالون الصرح البطريركي او في قاعة الاجتماعات، وسيلتقي الراعي الوفود دفعة واحدة وليس تباعا وسيتناول عمق القضايا المصيرية والسيادية التي يمكن أن تؤثر على النظام اللبناني. وسيصار الى إصدار بيان في ختام اللقاء.
وقبل ايام على هذا اللقاء المنتظر، كشفت مصادر سياسية في الشارع المسيحي، لـ”المركزية”، ان “البطريرك الراعي لم يوجه الدعوة الى هذا اللقاء إلا بعد سلسلة مشاورات اجراها مع القيادات المسيحية والوطنية التي غصّ بها الصرح البطريركي قبل عيدي الميلاد ورأس السنة وبعدهما”. وفي وقت سيبحث اللقاء الاوضاع المحلية والتحديات المطروحة كلها، من الحكومة الغائبة الى هم النزوح والوضع الاقتصادي، تقول المصادر إنه سيركز على القضايا الوجودية والمصيرية والسيادية.
وليس بعيدا، تكشف المصادر ان “لقاء باسيل الأخير مع البطريرك، الذي دام قرابة الساعة، تناول مشروع الدولة ورئاسة الجمهورية، وتجنب باسيل الدخول في الاساسيات لكن البطريرك أصرّ على التطرق الى المواضيع السيادية الكبرى، واعتبر ان ما يجري على الارض يسقط مشروع الدولة، ومن هنا دعوته الى هذا الاجتماع”. وشكا باسيل للبطريرك ان “القيادات المسيحية تخلت عن العهد”، فأجابه البطريرك، وبعد الاطلاع على موقف القيادات المسيحية حول الموضوع، ان “القيادات المسيحية تعتبر ان لا قرار سياديا في البلد، في ظل ورقة تفاهم مار مخايل”.
وتضيف المصادر: “على أي حال، استشار البطريرك بعد ذلك نوابا وشخصيات اقتصادية ومصرفية وفعاليات مارونية ودعا الى الاجتماع، والتقى عددا من السياسيين من بينهم وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس الذي أبدى استعداد “المردة” لتخطي كل الخلافات والحساسيات وحضور الاجتماع. كما التقى النائب سامي الجميل، واستقبل الجمعة النائبين شوقي الدكاش وجوزيف اسحق، في اجتماع دام ساعتين، حيث طرحا على البطريرك وجهة نظرهما المتكاملة بشفافية، ابتداء من اتفاق معراب والمصالحة التي حصلت وصولا الى الاداء السياسي الوطني لـ”التيار الوطني الحر”، وصارحا البطريرك ان المواضيع التي تتناول الحياة اليومية للمواطنين كالكهرباء وغيرها ليست هي من عطلت العهد، إنما هو معطل بفعل فقدانه القرار السيادي على كافة المستويات، وعلاقته بـ”حزب الله”، خصوصا بعدما أصبح مشروع “الحزب” السياسي واضحا، وأكبر دليل على ذلك هو الجدل حول الدعوات الى القمة الاقتصادية وتخطي رئيس الجمهورية، والقرار الذي صدر عن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى والذي يمسّ بالقرار السيادي للسياسة الخارجية للبنان وعلاقته بالعالم العربي”.
في غضون ذلك، نقل زوار البطريرك، لـ”المركزية”، مخاوفه مما “آل اليه الوضع في البلاد والمشاكل الوطنية التي لم تعد تحتمل وما بلغته من مآزق على اكثر من مستوى سياسي واقتصادي حيث قال الراعي ان “لا بد من مواجهتها بكل ما اوتينا من قوة وطنية وأن اللقاء المنتظر يجب ان يستكمل بشكل اوسع لتكون ورشة وطنية كبرى لمواجهة اي تدهور اضافي””.
كما نقل الزوار عن البطريرك قوله: “لقد دفعنا كلبنانيين شهداء كثر ولا يمكننا التضحية بدمائهم ولا بعذابات الشهداء الأحياء من اجل ان نتفرج على تغيير وجه لبنان ونظامه وتقديمه الى العالم بصورة مختلفة عن تاريخه المغاير لكل ما يكرس اليوم فيه من اعراف لم يعرفها اللبنانيون من قبل”.