ذكرت أوساط مقرّبة من “حزب الله”، عبر “المركزية”، أن “المفتاح لفك لغم العقدة السنية يكمن في تنازل الرئيس المكلف سعد الحريري من حصته عن مقعد وزاري يشغله ممثل “اللقاء التشاوري” في الحكومة المنتظرة”. وإذا كان من شأن هذا النوع من المواقف أن يظهر حرص الضاحية على إبقاء الرئيس ميشال عون بعيدا من شظايا الاشتباك الحكومي، فإن هذا “الاستثناء” لا ينطبق على رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، حيث تؤكد الأوساط نفسها أن “الوزير الملك” الذي لا يزال البحث عن جاريا لن يكون من حصة تكتل “لبنان القوي”، طبقا لما ينادي به الوزير باسيل.
ولا يخفى على أحد أن في ذلك الموقف محاولة جديدة لقطع الطريق على المساعي “البرتقالية” للحصول على الثلث المعطل. وتستشف مصادر سياسية، عبر “المركزية”، من هذا الفيتو التقاء، وإن كان نادرا، على خط الضاحية – بيت الوسط. ذلك أن الحريري لا يزال يرفع البطاقة الحمراء في وجه بعض الصيغ التي أعاد باسيل ضخ الحياة فيها، بينها حكومة موسّعة من 32 وزيرا (بما قد يؤمّن للثنائي بعبدا – ميرنا الشالوحي الثلث المعطل)، كاشفةً أن الحريري يميل إيجابا إلى طرح الحكومات المصغرة، بوصفها أكثر قابلية للإنتاج، وهو ما يلتقي عليه مع بعض القوى المعارضة كحزب “الكتائب”، كما مع البطريرك الراعي الذي لا ينفك ينادي بما يسميها “حكومة الاختصاصيين”، وهو ما بدأ يلقى الأصداء الإيجابية في أروقة القرار الأميركي، تماما كما سائر المواقف الأخيرة للراعي، الذي رفع الصوت في وجه التعطيل، من دون أن يفوته توجيه إصبع الاتهام، وإن بشكل مبطن إلى “حزب الله”، وهو ما قد يفسر التفاؤل الذي خرج به على اللبنانيين عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي من على منبر بكركي تحديدا، بعد زيارة التهنئة بالأعياد إلى سيد الصرح.
وفي الانتظار، ترجّح أوساط وزارية عليمة، عبر “المركزية”، أن يؤخذ طرح إعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال على محمل الجد في الأيام القليلة المقبلة نظرا إلى التراكم الخطير للملفات الكبيرة وتداعياتها الكارثية على الواقع اللبناني الهش أصلا، ولعل أبرزها اللجوء السوري الكثيف على الأراضي اللبنانية، في ضوء المخاوف الجدية التي عبّر عنها رئيس الجمهورية، شأنه في ذلك شأن أمين سر دولة الفاتيكان الذي أثار الملف خلال لقائه الوفد اللبناني في خلال زيارة البطريرك الراعي للأعتاب الرسولية في تشرين الثاني الفائت، إضافةً إلى التحذيرات الدولية المتتالية إزاء احتمالات خسارة لبنان الأموال التي رصدها له المشاركون في مؤتمر “سيدر”.
يجري كل هذا فيما تنبّه الأوساط الوزارية إلى أن منسوب الخشية من اللعب على وتر هز الاستقرار الأمني في البلاد قد يعود إلى الارتفاع، في وقت تبدو المنطقة مقبلة على تحولات كبيرة يفترض بلبنان أن يكون على أهبة الاستعداد لمواكبتها، كيف لا وهو الذي يحتضن النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين والفلسطينيين.