Site icon IMLebanon

ضوء أخضر أميركي – روسي لإسرائيل في سوريا… هل يطال لبنان؟

خلال الهجمات الاسرائيلية السابقة على سوريا، كانت المواقف الاسرائيلية الرسمية تنكر في كل مرة ضلوعها في العملية، ويقتصر الامر على تلميحات أو تسريبات صحافية، إلا أن الغارة الاخيرة التي استهدفت ليل الجمعة – السبت مواقع عسكرية تابعة لإيران و”حزب الله” قرب مطار دمشق ومحلة الكسوة لم تبقَ يتيمة كسابقاتها، وفي موقف نادر، أقر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن “سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ في اليومين الماضيين سلسلة غارات استهدفت مخازن أسلحة إيرانية في العاصمة السورية دمشق”، متوعّدا بأن “اسرائيل ستكثّف الهجمات إن اقتضى الأمر ذلك”، في مؤشر الى أن عملية إسقاط الطائرة الروسية لن تثني تل أبيب عن مواصلة عملياتها في سوريا ضد الوجود الايراني، إذ تبيّن أن هذه الغارات تدحض المواقف الروسية التي حملت اسرائيل مسؤولية سقوط الطائرة وحذّرتها من استخدام الاجواء السورية وحتى اللبنانية وفق ما اشارت مصادر دبلوماسية عبر “المركزية”، وليست المرة الاولى منذ حادثة الطائرة التي تشن فيها اسرائيل هجوما صاروخيا على مواقع ايرانية واخرى تابعة لـ”حزب الله”.

وفي ظل الحراك الاميركي المستجد في المنطقة، والذي بدأت تتكشّف ملامحه من خلال تصريحات رأس الدبلوماسية الاميركية مايك بومبيو، تشير المصادر الى أن “الولايات المتحدة الاميركية تعمل على نسج محور عربي مناهض لإيران ليتولى المهمة الاميركية بعد خروج واشنطن من سوريا، على أن تكون روسيا ضابط الايقاع على الارض بحيث تضمن مصالح جميع الاطراف وتحديدا اسرائيل، من خلال غض الطرف عن الهجمات الاسرائيلية على سوريا”.

وتضيف أن “روسيا أبدت تجاوبا واضحا في هذا الخصوص تجلى منذ زيارة وفد عسكري اسرائيلي رفيع المستوى الى موسكو بعد سقوط الطائرة، والذي الى جانب الاعتذار الذي قدمه أكد أن تل ابيب لن تتراجع عن استهداف الساحة السورية وبأنها لن تقبل بوجود نفوذ ايراني على حدودها وبالتالي ستستأنف الضربات ضد مواقع ايران و”حزب الله” من دون ان تتعرض لمواقع النظام (استهداف الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد في قاسيون كان استثناء بسبب وجود فريق امني إيراني رفيع في الموقع). وبالفعل تجاوبت روسيا مع مطالب اسرائيل، فعلى رغم إعلانها نيتها تسليم النظام السوري صواريخ أس-300 وأس- 400، إلا أنه تبين ان هذه الصواريخ هي في عهدتها ولا يمكن لسوريا استخدامها إلا بقرار منها”.

وعلى رغم “المسايرة” الروسية لتل ابيب، إلا أن المصادر تشير الى أن “موقف روسيا المتمايز عن محور المقاومة والذي تنطلق منه الدول الغربية في محاولة احداث شرخ بين رعاة آستانا لم يكن كفيلا بلجم توسع الجمهورية الاسلامية التي تواصل التمدد في المنطقة. من هنا يتوقف احد الخبراء العسكريين امام تصريح لمسؤول روسي منذ بضعة اسابيع، ففي سياق الحديث عن اتفاق اميركي-روسي حول سوريا يقضي بأن تتعهد روسيا بإخراج ايران ونفوذها وميليشياتها من سوريا، أعلن المسؤول الروسي أن “روسيا لا تريد اخراج ايران من سوريا وهي غير قادرة على ذلك”. تصريح عزز موقف اسرائيل بمواصلة غاراتها ضد الاهداف الايرانية، وصولا الى استهداف مصانع السلاح الايراني الموجودة في لبنان في عهدة “حزب الله””.

وتضيف المراكز أن “ما حصل يؤكد ان اسرائيل لا تزال تملك الضوء الاخضر لاستهداف مواقع ايران و”حزب الله” في سوريا ولاحقا في لبنان، وقد يكون الكشف عن الأنفاق في الجنوب وتسليط الاضواء عليها الآن بالتزامن مع الحضور الاميركي الكثيف في المنطقة من ضمن خطة معدة لاستهداف “حزب الله” وإضعاف موقعه عبر توسيع شعبية خصومه وخلق تيار سياسي مناهض له”.