“إنقاذ الوطن” شعار يحمله الأربعاء لقاء بكركي الذي دعا إليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ليجمع تحت عباءته كل القيادات ورؤساء الاحزاب والكتل النيابية المارونية، في جمعة وجدانية وطنية، وستكون، كما أكد زوار بكركي، فرصة لكشف كل الاوراق بشفافية تمهيدا لدرسها وتمحيصها، بغية إيجاد الحلول التي من شأنها أن تخرج البلاد من دوامة الأزمات العالقة في عنق الزجاجة وأهمها تشكيل الحكومة.
ولن يطرح “اللقاء الماروني” الإنقاذي خططا للمشاكل الحياتية اليومية، انطلاقا من مبدأ أن هذه الامور تصبح سهلة وبسيطة بعد معالجة القضايا المصيرية والسيادية والوجودية التي تهدد الكيان اللبناني والنظام الديمقراطي وتنسف العيش المشترك. ومن جملة الافكار المطروحة، وفق معلومات “المركزية”: وضع الاسس الصحيحة لبناء المؤسسات، وممارسة الدولة مهامها عبر المؤسسات وليس عبر “فائض القوة” او من خارج السلطة، واحترام التنوع، وألا تختزل الدولة من قبل أي مكوّن، وضرورة وضع ميثاق شرف لتعاطي الموارنة مع بعضهم البعض من جهة ومع الدولة من جهة أخرى.
المشاركة ستكون كثيفة، كما اكدت مصادر بكركي لـ”المركزية”، حيث أكد الجميع الحضور، باستثناء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع لوجودهما خارج البلاد. ولا جدول اعمال محددا، إنما لقاء مفتوح و”كرسي اعتراف”، يسمح لكل فريق بأن “يفضفض” عن هواجسه ومخاوفه من دون أقنعة. ويتوجه البعض الى اللقاء حاملا معه “طروحات واضحة” كحزب “القوات اللبنانية” حيث أعلن عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد في تصريح “أننا ذاهبون إلى لقاء بكركي بأفكار وطروحات واضحة لكافة المشاكل على مستوى الوطن”. وعلمت “المركزية” “ان الوفد القواتي سيُجدد تمسّكه بالثوابت الوطنية التي ترعاها بكركي انطلاقا من دورها التاريخي، منها دعم الدولة ومؤسساتها الدستورية والمحافظة على صيغة العيش المشترك والالتزام باتّفاق الطائف نصا وروحا”.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ”المركزية” ان الاستعدادات الجارية للقاء بكركي تضمنت تحضيرا لورقة عمل بالصيغة الاولية يمكن ان تتحول الى بيان مشترك سيصدر عن اللقاء. وقالت المصادر ان مجمل الافكار التي اعتمدت تقتصر على مواقف مشتركة يلتقي حولها جميع المدعوين الى اللقاء وهي تحظى بمباركة الصرح البطريركي في بكركي، لما لها من ثوابت وطنية تتعدى الاطار المسيحي او الماروني للقاء.
وعلم ان البطريرك سيحدد في بداية الاجتماع آلية للمناقشات فلا “يستولي” البعض على معظم الوقت المخصص للاجتماع وبهدف تنظيمه توخيا للوصول الى قواسم مشتركة يجمع عليها مختلف الاطياف المشاركة في اللقاء ولا تشكل استفزازا لأحد، خصوصا ان اللقاء يجمع أقطابا مارونية متناقضة، ما يفرقها أكثر مما يجمعها، والقاسم المشترك الوحيد بينها هو الطموح الرئاسي، من منطلق ان كل ماروني هو مشروع “رئيس جمهورية” أما ما يفرقها فهو التموضعات الاقليمية والعلاقة مع “حزب الله” والنظام السوري.
ويثير اللقاء مخاوف البعض من تحويله الى لقاء لدعم العهد، فقد أعلنت “القوات اللبنانية” أنها “لن تحضر لقاء بكركي “لتغطية أحد”، فالعالم لا يدور حول الوزير جبران باسيل، والهدف من الاجتماع الخروج بحد ادنى من التفاهم”. وأعرب البعض الآخر، حسب المصادر، عن خشيته من عدم تمكن اللقاء من الخروج بموقف مسيحي موحد من الازمات التي تعصف بالبلاد، خصوصا في ظل “ورقة تفاهم مار مخايل مع حزب الله”، مشيرا الى ان طالما العمل بهذه الورقة قائم، فلا أمل بالخروج بموقف مسيحي موحد، وأبدت المصادر تخوفها من تحوّل اللقاء الى مجرد اجتماع لتداول وجهات النظر ليس الا.
ومن المتوقع أن يتوّج اللقاء بـ”نداء بكركي” الذي سيتضمن دعوة صريحة “لإنقاذ الدولة” وأهمها حثّ المسؤولين على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة والشروع فورا في معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والحياتية العالقة.