رسالة شديدة اللهجة إلى “حزب الله” والدولة اللبنانية حرص على إيصالها وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل من على منبر بيت الوسط: الولايات المتحدة، وفي عهد الرئيس دونالد ترامب، ماضية بلا هوادة في مواجهة إيران وحلفائها في المنطقة، إلى حين تقليص نفوذها الإقليمي ووضع حد له لمرة نهائية.
وفي وقت اعتد كثير من المسؤولين طويلا بأن المجتمع الدولي يتفهم التركيبة السياسية اللبنانية، بما يفسر إبعاده حتى اللحظة عن المواجهات الدولية، فإن هيل ذهب بعيدا في توصيفه “حزب الله” ووضعه في لبنان، إلى حد نعته بالميليشيا، معتبرا أن وجودها خارج إطار الدولة اللبنانية وعدم خضوعها للمحاسبة أمر غير مقبول.
وإذا كان الموقف الأميركي من “حزب الله” ليس جديدا، فإنه يكتسب أهميته في توقيته حيث إنه يعتبر تصعيدا دوليا لافتا في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو الحليف التاريخي للحزب الذي لم تتوان الضاحية عن تعطيل البلاد والاستحقاق الرئاسي على مدى أكثر من عامين لإيصاله إلى الموقع الأهم في الهرمية اللبنانية، دافعةً بالرئيس سعد الحريري إلى ابرام التسوية الرئاسية الشهيرة، التي يتكئ عليها العهد “العوني”، ما يدفع بعض المراقبين إلى اعتبار أن هيل، الذي تجنب التصريح من بعبدا، حشر العهد في مواجهة حليفة الأهم، عشية الذكرى الـ13 لتفاهم مار مخايل. غير أن “التيار الوطني الحر” يقارب الأمور من منظار مختلف، رافعا لواء سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، بعدما رفع صوت الاحتجاج عليها طويلا في مراحل سابقة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر تكتل “لبنان القوي”، لـ”المركزية”، “أننا لسنا محشورين في علاقتنا مع “حزب الله” لأننا لا نبني إلا التفاهمات المبنية على اقتناعاتنا ومبادئنا ومصلحة لبنان أولا”.
وشددت المصادر على أن مصلحة لبنان اليوم تكمن أولا في الركون إلى سياسة النأي بالنفس عن صراعات المحاور الاقليمية لأن الأولوية يجب أن تكون للانكباب على مشكلات الداخل”، معتبرةً أن “حزب الله” “ليس القوة الوحيدة المشاركة في الحرب السورية بدليل أن عددا كبيرا من دول العالم هناك أيضا، والولايات المتحدة تستطيع رسم المواجهات التي تريد لكننا لا نرى مصلحة لنا في الغوص في هذه الوحول”.
وإلى جانب إطلاق نفير المواجهة المفتوحة غير الواضحة المعالم مع إيران، بدت لافتة دعوة هيل إلى إعادة ضخ الحياة في عروق حكومة تصريف الأعمال، ما يعد مؤشرا إلى أن التشكيلة الموعودة لن تخرج إلى الضوء قريبا. وفي هذا الإطار، دعت المصادر “الجميع إلى تقديم التنازلات المطلوبة لشق طريق التشكيل”، متجنبةً توجيه الملامة إلى الضاحية بشكل صريح، ومكتفيةً بالإشارة إلى أن “لـ”اللقاء التشاوري” السني حيثية نيابية وشعبية يجب أن يستوعبها الرئيس المكلف”.