أبرزت الكثير من التقارير السياسية والصحافية الفلسطينية الصادرة أخيرا القرار الروسي بإرجاء زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى موسكو، وهو القرار الذي أعلنته دوائر سياسية في العاصمة الروسية وسط تأكيدات بعض من هذه الدوائر حولها، وسط أنباء تشير إلى إلغائها بالكامل الان.
اللافت أن الأنباء التي تحدثت عن إلغاء هذه الزيارة تزامنت مع تغريدة للقيادي في حركة حماس موسى ابو مرزوق، ذكر فيها انه “في اتصال هاتفي مع السيد ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس بوتن للسلام ونائب وزير الخارجية، تم الحديث حول تطورات القضية الفلسطينية، والتأكيد على موقف روسيا الثابت من قضيتنا الوطنية، وتأجيل زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة لوقت أخر لانشغال وزير الخارجية مع حرصهم على اتمامها”.
ويبدو من هذه التغريدة إصرار أبو مرزوق على التأكيد على عدم وجود أي شرط أو مشكلة بين حركة حماس من جهة وروسيا من جهة أخرى لإتمام هذه الزيارة. ويبدو هذا جليا مع تأكيد أبو مرزوق أن وزير الخارجية الروسي مشغول للغاية، ومن هنا جاء القرار بتأجيل الزيارة.
ويشير عدد من التقارير إلى أن روسيا ارتأت ضرورة تأجيل أو إلغاء هذه الزيارة خاصة وأن القيام بها سيحمل موسكو توجها سياسيا قاطعا بأنها تدعم حركة حماس وتستقبل قياداتها في هذا الوقت الحساس من عمق الخلافات الفلسطينية، ما دفع بموسكو إلى إلغاء هذه الزيارة الان.
وعلى الجانب الآخر مثل قرار موسكو بتأجيل الزيارة فشلا خارجية لحركة حماس، وهو الفشل الذي جعل مصادر في الحركة توجه باللائمة على عضو المكتب السياسي محمد كاظم صوالحة القيادي المعروف بالحركة والذي يدير الشؤون الخارجية للحركة وتحديدا في أوروبا.
وكان صوالحة من مهندسى زيارة هنية إلى موسكو، إلا أن هذه الزيارة فشلت ، ما دفع مصادر في حماس للتأكيد إن صوالحة غير قادرة على تمثيل المنظمة بنجاح كما كان الوضع مع عدد من القيادات التابعة لحركة حماس في السابق.
اللافت أن هناك جهات في حركة حماس تشير صراحة إلى أن السبب في قرار الإلغاء يعود إلى الجهود الدبلوماسية التي قامت بها الحكومة الفلسطينية في هذا المجال، حيث رفضت السلطة تماما استقبال روسيا لهنية، وأبلغت مصادر في السلطة روسيا بأن الإقدام على هذه الخطوة سيمثل تحيزا روسيا لصالح حركة حماس، وهو التحيز الذي لن يصب في صالح القضية الفلسطينية بالنهاية، ما دفع بالروس إلى تأجيل هذه الزيارة الان.
ويعزز ذلك التفسير أن السفير الفلسطيني في موسكو كان أول من أشار إلى القرار الروسي بتأجيل الزيارة، الأمر الذي يزيد من دقة هذه التوجهات بأن الحكومة الفلسطينية وراء هذه الخطوة الروسية.
عموما فإن فشل إتمام هذه الزيارة يعكس حجم الخلافات وعدم التنسيق والأهم التباعد بين قيادات حماس، ما أدى إلى فشل هذه الزيارة التي كانت حركة حماس تأمل في القيام بها.