كتبت زينب حاوي في “الاخبار”:
ليست ظاهرة جديدة أن تغزو الدراما اللبنانية وجوه نسائية شاركن في مباريات جمالية، أو حتى توّجن على عرش الجمال في السنوات الخالية. هذه القاعدة صارت ثابتة أخيراً، بفعل اللهاث خلف الصورة، وقوام المرأة ومعاييرها الجمالية، بغض النظر عما إذا كانت فعلاً تجيد التمثيل أو لا.
وجوه كثيرة تعاقبت على أعمال درامية لبنانية، وحتى عربية مشتركة، منها من أثبت فشله وتنحّى الى ميادين أخرى، ومنها من صمد وفعّل أدواته وحضوره كنادين نجيم (ملكة جمال لبنان عام 2004)، التي بات اسمها يتصدر أهم الأعمال الدرامية، ولا سيما الرمضانية منها. لكن ما يحصل هذه الأيام، إبان عرض بعض الأعمال المتنافسة على الشاشات المحلية، يدعو فعلاً إلى التوقف عنده.
فقد أطلقت بعض القنوات اللبنانية، دفعةً جديدةً من مسلسلاتها، التي تتنافس في ما بينها في سهرات المساء: «ما فيي» (كتابة كلوديا مرشليان ــــ إخراج رشا شربتجي)، على mtv، و«مجنون فيكي» (كتابة فراس جبران ــــ إخراج رندلى قديح وإنتاج: بودي معلولي)، مع استمرار مسلسل «العاصي ــــ البيت الأبيض» (إخراج: فانيا عون ــــ كتابة كريستين بطرس) على «الجديد» في جزئه الثاني. الجامع بين هذه الأعمال، أنّها تشهد مشاركة ملكات جمال سابقات: فاليري أبو شقرا (ملكة جمال لبنان عام 2015) تشارك في «ما فيي»، وساندرا رزق (2000) في مسلسل «العاصي»، الى جانب المغنية رولا سعد التي قد لا تجمعها بهما أي مباراة جمالية، لكنها تتقاطع مع رزق في العجز عن الإقناع في التمثيل.
ولعل أحد أسباب ذلك هو كثرة عمليات التجميل، التي تزنر الوجه بالتحديد. تشارك رزق في المسلسل المذكور بدور «سحر» الممرضة التي ترعى «جواد» (جهاد الأطرش)، بعدما أصبح عاجزاً عن المشي. إطلالة حديثة لرزق، تتسم بالبرودة وعدم إقناع المشاهد بالدور الذي تؤديه، إذ تفتقد الأدوات اللازمة، ويحضر بقوة «تصلّب» وجهها بفعل عمليات التجميل التي منعتها حتى من التعبير في مواقف كثيرة. تتقاطع رولا سعد مع حالة رزق. تعود سعد لتتصدر دور البطولة في «مجنون فيكي» الى جانب يوري مرقدي. مسلسل أقرب الى النمط المكسيكي في صياغة القصة التي تدور حول ثنائي تقف والدة الشاب عائقاً أمام علاقتهما، وتحيك كل من الأخيرة والبطلة حيلاً لتحتفظ بالرجل. في الحلقات التي عرضت أخيراً، بدا أداء سعد مبالغاً فيه، حتى إنّنا بتنا نسمع صراخاً منفراً بدل موقف يفترض أن يمثل احتجاجاً ما على موقف حصل، إضافة الى المبالغة في اللباس والأكسسوار.
أما فاليري أبو شقرا، التي تشارك حالياً في «ديو المشاهير»، وانضمت قبلاً الى أسرة «الهيبة ــــ العودة»، فتتصدر دور البطولة في «ما فيّي» الى جانب معتصم النهار. في الحلقات السابقة، بدت فاليري التي تؤدي دور مهندسة الديكور «ياسما»، ضعيفة الأداء، رغم الجمال الفطري الذي تتمتع به، وبساطة لباسها وماكياجها. إلا أنها برهنت في مواقف كثيرة على أنّها عاجزة عن أداء الدور بشكل متقن. نذكر مثلاً مواجهتها لأهالي القرية الغاضبين من فعلة شقيقتها «يمنى» (زينة مكي)، إذ لم تعط فاليري الأداء حقه في الوقوف بوجه هؤلاء ومحاولة تهدئتهم. ولعلّ الامتحان الأكبر كان في وقوفها أمام زينة مكي التي تؤدي دور شقيقتها التي تتعاطى المخدرات. أداء لافت ومحترف لمكي في تجسيد شخصية شابة تعيش صراعات نفسية، وتعاني من وجود المادة المخدرة في جسدها. قوة مكي أظهرت ضعف أبو شقرا. على الأكيد أن الرقة والبساطة لا تكفيان، وتحتاجان في السياق السردي الى قوة أكثر بغية الإقناع.