رغم التطورات التي تشهدها الساحة السياسية المحلية، من موضوع تشكيل الحكومة الى الاحداث الساخنة التي رافقت القمة العربية الاقتصادية، تغيب “القوات اللبنانية” بشكل لافت عن مُعترك القضايا الراهنة خصوصاً بظل وجود رئيس الحزب سمير جعجع خارج البلاد.
كيف يُفسّر عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب وهبي قاطيشا هذا الغياب؟ هل من “ارتياب” لدى “القوات” من لقاء بكركي الذي دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي؟ وما موقف الحزب من التطورات في موضوع القمة العربية الاقتصادية؟
يؤكد قاطيشه في حديث عبر موقع IMLebanon، ان “القوات” دائما ما تستظلّ مواقف غبطة البطريرك وبكركي لانها تشكل السقف الأعلى للوطنية لعملها الاستراتيجي، مشيرا الى ان “بكركي ستلفت النظر للأخطار التي تُهدد البلد بحال استمرينا على هذا النحو من الممارسة السياسية، وطبعاً نحن سنؤيدها في موقفها، وسنرى ان كان بالإمكان توحيد موقف المجتمعين حتى يتشكل مسار أساسي للعمل السياسي انطلاقا من بيان بكركي”.
وعن ارتياب “القوات” من لقاء بكركي حسب ما ذكرت بعض المعلومات الصحافية، يقول قاطيشه: “نحن نؤيد كل لقاء يجمع الناس، ونحن مع الحوار في كل المجالات، ومن يقول إننا مرتابون يحاول ان يزرع السموم، ويبدو انهم مرتابون من هذا اللقاء ومن المواقف التي ستتخذها بكركي، مشددا على ان “القوات دائما مستهدفة من قبل أفرقاء لا يؤمنون بالوطن السيد الحر المستقل، لذلك يلقون الكثير من التهم والمسؤوليات عليها وهي بريئة منها”، مجددا التأكيد “أننا سعيدون جدا لان الراعي سيعقد لقاء الأربعاء”.
الى ذلك، يشدد قاطيشه على “أننا لن نغطي أحدا في لقاء بكركي، ولا يستطيع احد ان يدّعي انه يحمل كلمة الحق وكل العالم يجب ان تدور حوله، كان من كان ومهما كان منصبه”، لافتاً الى انه “في مجتمعنا تتفاعل الآراء وتتواصل بغية الوصول الى الموقف الأحق الذي يخدم الوطن”.
ويتابع “منذ 40 عاما لم نغطّ أحدا، كنا نغطي مصلحة لبنان واستشهدنا من اجلها، ودخل النظام السوري وجلس في بعبدا واتهمناه بالاعتداء علينا، ولا نستطيع بعد كل النضالات التي قمنا بها ان نغطي أحدا لديه اهداف خاصة او مصالح شخصية”، مضيفاً “نحن لسنا “بتوع مصالح” ولسنا تجار هويات ولا “نلعب عالحبل شمال ويمين”، وموقفنا الاستراتيجي معروف منذ 40 عاما حتى اليوم وهو الدفاع عن الكيان وهو ثابت ولن نغيره لا بوجود أي وزير خارجية او رئيس جمهورية او رئيس حكومة او رئيس مجلس نواب… وهذا ما يفسر التأييد الواسع الذي نلناه من قبل الناس”.
وعن غياب “القوات” عن المواقف على الساحة السياسية، يوضح قاطيشه أن “القوات” ليست فاعلة في التفاصيل السياسية الحالية لأن والفرقاء اليوم يختلفون على ربع وزير ونص وزير وعلى هوية التمثيل وغيرها، وهذا الامر نحن قد ارتحنا منه بمجرد الاتفاق مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على حصتنا في هذه الحكومة”، سائلاً “لم نريد ان نحشر أنفسنا في خلافات الآخرين؟ ”
وعن موقف “القوات” من الاحداث التي رافقت القمة العربية الاقتصادية، يقول قاطيشه: “موقفنا مع الدولة والحكومة واضح، وقد أثبتنا ذلك بعكس غيرنا من الافرقاء”.
ويختم قاطيشه حديثه قائلاً: “هناك الكثير من القضايا بحال صمت الانسان عنها يكون موقفه فعالا أكثر من الكلام، وأحيانا الصمت هو أصدق أنباء من القول، لذلك نترك للافرقاء معالجة هذه القضايا بهدوء بدلاً من التدخل فيها لئلا يقولوا إننا نفشّل أو نُعرقل او ننجّح”.
حاورته ستيفاني جعجع