كشفت صحيفة «الأنباء» الكويتية ان اعتذار رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع شخصيا عن حضور اللقاء التشاوري الماروني بدعوة من البطريرك بشارة الراعي، مردود لعدم التشاور المسبق معه من جانب بكركي، اضافة الى ما يقال ان هذا اللقاء اقترحه الوزير الوزير جبران باسيل وهو ما لم تؤكده مصادر بكركي، بيد ان اجواء القلق خيمت على اللقاء، كما على كلمة الافتتاح التي القاها البطريرك الراعي «القلق على الوحدة الوطنية»، مما يطرح في الساحة السياسية من المؤتمر التأسيسي الى المثالثة الى انتهاك اتفاق الطائف، وبالتالي الدستور الذي انبثق منه لمصلحة اعراف وممارسات مخالفة له، في اشارة ضمنية الى ما حصل في موضوع مشاركة ليبيا في القمة الاقتصادية العربية.
وتوقف بعض المشاركين امام دعوة مقربين من حزب الله عبر قناة «الجديد» الى المؤتمر التأسيسي الذي كانت ايران طرحته في بداية «الربيع العربي» والى «المداورة» في رئاسة الجمهورية وليس المثالثة وحسب.
كما تناول المجتمعون الصراعات الزعاماتية بين القيادات المارونية، لكن البطريرك الراعي الذي ارجأ سفره الى الولايات المتحدة الاحد الماضي الى 6 شباط المقبل، حرص في كلمته على القول ان هذا اللقاء هو من اجل لبنان وكل اللبنانيين «وانه ليس في نيتنا اقصاء احد او التباحث في أمور خاصة لنا دون سوانا، ونرغب ان يكون هذا اللقاء ملتئما بصورة دائمة كي ندرأ الخطر عن الوطن الحبيب ونعمل مع كل مكوناته المسيحية والاسلامية على حمايته، كيانا ومؤسسات وشعبا ليستعيد مكانته العربية والدولية، ويثبت هويته ونظامه وخصوصيته».
رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رد على مداخلة للنائب زياد اسود (التيار الوطني الحر) بقوله: لم نأت الى هنا لدعم الثلث المعطل لرئيس الجمهورية، والحكومة بتمشي اذا تخلى التيار الحر عن اسم واحد، يجب التخلي عن الوزير الحادي عشر، لأن حزب الله صبور ولن يتراجع.
نواب التيار قالوا انهم لم يطالبوا بالثلث المعطل وان هذا ان حصل فهو مكسب لجميع المسيحيين.
وتحدث نواب عن سجال خلال اللقاء، لكن النائب آلان عون نفى السجالات، واشار الى تبادل وجهات النظر.
وقد شكلت لجنة لاعداد البيان الختامي للقاء من النواب: جورج عدوان، ابراهيم كنعان، سامي الجميل، اسطفان الدويهي، فريد الخازن، هادي حبيش وبحضور المطران سمير مظلوم.
ولاحظت أوساط متابعة للقاء عبر صحيفة “اللواء” ان الراعي الذي ارجأ زيارته المقررة إلى الولايات المتحدة في 20 الشهر الحالي لأسباب صحية، ما كان ليدعو إلى هذا الاجتماع لو ان الأزمة السياسية متعلقة حصراً بتأليف الحكومة، إذ عقدت اطارها السياسي لتلامس أزمة نظام بات يخشى معها من اختلال نظام المناصفة الذي كرسه الطائف، وهو ما لفت إليه البطريرك الماروني عندما ألمح إلى المخاوف حيال ما يطرح في السر والعلن عن تغيير في النظام والهوية، ومن مؤتمر تأسيسي وعن مثالثة في الحكم تضرب صيغة العيش المشترك المسيحي- الإسلامي الذي يشبه بنسر ذي جناحين.
وكشف مصدر نيابي، حضر اللقاء الماروني، في حديث لصحيفة “القبس” الكويتية ان النقطة المحورية التي استحوذت على حيز كبير من النقاش تمحورت حول «دعم موقع رئاسة الجمهورية»، وهو الامر الذي طرحه وزير الخارجية جبران باسيل، مشدداً على ضرورة تقوية رئاسة الجمهورية، لأنها مصدر قوة لكل المسيحيين، ومطالبا باعطاء الرئيس الحصة الوزارية على غرار ما كان سائدا مع رؤساء الجمهورية السابقين. وهنا تدخل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مؤكدا انه لا يمانع من تقوية موقع الرئاسة ولكنه يمانع دعم الرئيس فقط «لانه محشور»، مضيفا «اذا كان الرئيس يعتبر نفسه قويا بنا فنحن معه، ولكن يبدو ان الامر ليس كذلك. وإذا تخلّى التيار عن اسم واحد بتمشي الحكومة». وعبّر فرنجية عن رفضه لإعطاء فريق الرئيس الثلث المعطل، لأنه سيستخدم لأجل مصالحه الخاصة، وضد التيارات المسيحية الأخرى.