الاحتقان المتعدّد الوجوه، من اليمن الى غزة مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، لا بد من أن يؤدي الى واقع جديد: إمّا من خلال مفاوضات سياسية، أو من خلال عمليات عسكرية.
وتشير المعطيات الحالية الى أنّ المنطقة، بما فيها لبنان، لا تزال بعيدة من التسويات، بدليل ارتفاع منسوب المواجهة الاميركية ـ الايرانية. فللمرة الاولى، تُبدي الولايات المتحدة استعدادها لكل انواع المواجهات مع النظام الايراني، وليس فقط الاكتفاء بالعقوبات الاقتصادية.
وفي هذا السياق، علمت «الجمهورية» من بعض الذين التقوا مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دايفيد هيل في لبنان، انّ التركيز على الملف الايراني كان الأساسي في المحادثات، وذكر الديبلوماسي الاميركي أنّ بلاده لن تكتفي بتصريحات هذه المرة، «لأنّ الخطر الايراني ـ حسبما قال ـ تعدّى الخطوط الحمر في المنطقة وبات يشكّل خطراً، ليس على واقع المنطقة إنما على الاتفاقات الدولية، من سايكس ـ بيكو الى اليوم».
وأكدت هذه المصادر التي التقت هيل أنّ الادارة الاميركية ابلغت الى الجانب اللبناني «استعدادها لضمان استقرار لبنان في حال أقدمَ حلفاء ايران على خطوات تغيّر المعادلة اللبنانية والنظام اللبناني القائم».
وأضافت «انّ الجانب اللبناني كان مشككاً بهذه الوعود، إذ ليست المرة الاولى التي تعد فيها واشنطن بهذه الامور من دون الالتزام الفعلي. لكنّ الموفد الاميركي كان صريحاً إذ قال «انّ على اللبنانيين أن يثقوا بالتزام واشنطن حيال لبنان، شرط أن تأخذ الدولة اللنانية المبادرة ايضاً وتلاقي الضمانات الاميركية في منتصف الطريق».