IMLebanon

الثنائي الشيعي للعرب: بيروت في محور الممانعة!

فيما الكباش على أشده في المنطقة، وقد ازداد لهيبًا منذ اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قراره الانسحاب من سوريا، اذ تبيّن ان خطوته هذه ستترافق مع تزخيم للجهود الاميركية لتطويق النفوذ الايراني في الشرق الاوسط، أراد الثنائي الشيعي توجيه رسالة الى من يعنيهم الامر، يقول فيها ان “لبنان” حسم موقعه في المواجهة الحاصلة، ويقف في صف محور “المقاومة”.

وبحسب مصادر سياسية سيادية، أتت الضجة السياسية والعراضات في الشارع، اللتان رافقتا التحضير للقمة الاقتصادية التنموية العربية، في الاسابيع الاخيرة، لـ”تمهر” هذه الرسالة، وتُثبت في شكل قاطع ونهائي، لمن يهمّه الامر، في الداخل والاقليم والعالم، ان الصوت الاعلى في بيروت هو لحزب الله وفريقه السياسي، وإن كانت الضاحية لم تنخرط مباشرة، في حركة الاحتجاجات التي قادتها هذه المرة، حركة أمل.

فأُحرقت أعلام ليبيا على يد مناصري “أمل” (نظرا الى ضلوعها في عملية اختفاء الامام موسى الصدر)، وتم التهديد بمنع وفدها من الخروج من مطار بيروت في حال قرر الحضور اليها.. وبالتزامن، كان “حزب الله” خصوصا، وقوى 8 آذار عموما، يرفعون الصوت، مطالبين بإشراك سوريا في القمة، معتبرين ان غياب دمشق عنها، يجعلها غير ذات قيمة.

ومع ان موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان واضحا لجهة ان الجامعة العربية هي المخوّلة تحديد الدول التي تُدعى او لا، الى القمة، فإن اي كلام صريح وواضح، شاجب للفلتان الذي ساد الشارع، او اي تصرّف “عمليّ” لردع المخلّين بالامن ومحاسبتهم، لم يُسجّل. كل ذلك، على وقع معطيات صحافية تحدّثت عن مطالبة الخارجية اللبنانية، “الجامعة”، باعادة النظر في دعوة سوريا…

وبعد رؤية هذه المعطيات كلّها، تبيّن للعرب ان بيروت، فعلا، واقعة في قبضة المحور الآخر. فردّوا على الرسالة التي فهموها جيّدا، بأخرى، تمثّلت في إحجامهم عن الحضور الى لبنان للمشاركة في القمة. وفي غيابهم، احتجاجٌ قوي على إمساك طهران باللعبة السياسية اللبنانية من جهة، وعلى “استسلام” لبنان الرسمي، للأمر الواقع هذا، دائما بحسب ما تقول المصادر لـ”المركزية”.

وليكتمل المشهد، عرّت التطورات الاخيرة، مجددا، هشاشة العلاقات الرئاسية، وأظهرت حجم التباين بين أهل الحكم، في مقاربة قضايا كبرى، كسياسة لبنان الخارجية. فهي وتّرت الاجواء بين بعبدا وعين التينة وتجلّى ذلك في صراع البيانات بين الجانبين، وإن عبر المكاتب الاعلامية، وفي اعلان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من عين التينة امس ردا على سؤال عن تأشيرات الليبيين ان “اولويته الاستقرار الداخلي”، بالاضافة الى نفض يده نهائيا من المبادرة الحكومية التي كان يضطلع بها بإيعاز من الرئيس عون في المرحلة الماضية، في حين تبين اليوم ان الرئيس بري ومعظم نواب “التنمية والتحرير” سيقاطعون القمة. اما مناخات عين التينة- بيت الوسط فلم تسلم بدورها من التشنّج، حيث لم يتردد بري في انتقاد “أسف” الرئيس سعد الحريري على غياب الوفد الليبي عن القمة.

وامام هذه الفوضى كلّها، تختم المصادر، هل من المستغرب ان يفضّل الزعماء والقادة العرب عدم الحضور الى بيروت؟