كان لافتاً أمس أن تَجدّد مسلسل الإعتذارات العربية عن المشاركة في القمة على مستوى الرؤساء والأمراء العرب، فبعد القرار الذي اتخذه امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امس الأول، فاجأ امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح المراجع المعنية باعتذاره امس في رسالة نقلت عبر سفارة بلاده في بيروت.
لكنها ابلغت الى الجانب اللبناني حجم الوفد الكويتي الكبير الذي سيصل غداً، ويضمّ الى رئيس الحكومة الكويتية، نائب رئيسها وزير الخارجية صباح الصباح، وزير المال نايف الحجرف ومدير الصندوق الوطني للتنمية الكويتية عبد الوهاب البدر.
وكان لافتاً أمس الموقف الذي عبّر عنه السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، الذي تلقى دعوة من وزير الخارجية جبران باسيل للمشاركة في القمة، عندما قال في تصريح له: «اعتذرتُ عن حضور قمة بيروت كون الجامعة العربية هي المنظمة، وحتى الآن الجامعة في وضع غير صحيح تجاه سوريا».
أسباب الاعتذارات
وعلمت «الجمهورية» انّ اسباب تدحرج سلسلة الاعتذارات عن حضور القمة هي التالية:
1 ـ الدول العربية، ولاسيما منها الخليجية، تعتبر لبنان في المحور السوري ـ الايراني
2 ـ المخاوف من التهديدات الامنية التي صدرت الاسبوع الماضي عن عدد من المسؤولين اللبنانيين.
3 ـ الحوادث التي حصلت حيال الدولة الليبية وإنزال عَلمها.
وذكرت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انه غداة هذه الحادثة حصلت مشاورات بين عدد من الرؤساء والملوك العرب، وتقرّر في ضوئها عدم حضور القمة.
ويُضاف الى هذه الاسباب، معلومات وردت الى الدول العربية الفاعلة ومفادها أنّ لبنان يسعى الى إقناع الجامعة العربية بإعادة سوريا اليها لكي تدعو الدولة اللبنانية النظام السوري الى حضور القمة.
وأمام مجموع هذه الاسباب السياسية والديبلوماسية التي تدفع الى عقد القمة في لبنان بهذا المستوى الهزيل، من الافضل ان يقدم رئيس الجمهورية على إلغائها، على حدّ قول أحد المراقبين الذي أضاف: «إنّ الحكم اللبناني يحصد اليوم ما زَرعه من تحالفات خارج سياق علاقات لبنان التقليدية مع العالم العربي، إلّا أنّ الأمر الغريب هو أنّ العرب يدّفعون الحكم اللبناني ثَمن دعمه «حزب الله» والدفاع عنه في المحافل العربية، في وقت انّ الحزب وحلفاءه يفشّلون انعقاد القمة في لبنان».