Site icon IMLebanon

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 18/1/2019

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

انطلقت القمة العربية التنموية وزاريا، في ظل تتبع سياسي للواصلين غدا على مستوى رؤساء حكومات أو ممثلين للزعماء العرب.

ولقد اعتبر الإجتماع التحضيري للقمة على مستوى وزراء الخارجية ناجحا في الشكل، وفي الورق أيضا لجهة إعداد بنود جدول أعمال القمة، إلا أن بند النازحين سيستمر موضوع درس اليوم وغدا، قبل إنعقاد القمة الأحد.

ويمكن القول إن القمة ستنجح في إقرار البنود الإقتصادية والإجتماعية، غير أن ذلك لن ينسحب على البيان السياسي الختامي، وسط كلام صريح للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن التوافق غائب في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة.

كذلك كان أبو الغيط ومعه الوزير جبران باسيل واضحين في أن القمة لا تتعلق بدعم لبنان إقتصاديا ولا إجتماعيا، إلا في سياق المقررات على مستوى الوطني العربي.

ويبقى السؤال ما هو الجدوى من إنعقاد القمة في بيروت؟.

أوساط لبنانية مشاركة في القمة قالت إن هناك نتيجتين، الأولى تتصل بإنعقاد القمة بحد ذاتها في بيروت ونجاح الإلتزام اللبناني بالتحضير لها وإدارتها. والثانية تتعلق بإستعادة قمة بيروت الحالية لقرار يؤكد على قمة بيروت التي عقدت في العام 2002 والتي أطلقت المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية.

 

النتائج المحققة في الإجتماع الوزاري العربي، تحدث عنها الوزير باسيل وأبو الغيط في مؤتمر صحافي، أداره رئيس المكتب الإعلامي الرئاسي رفيق شلالا.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

صحيح أن قمة طموح اللبنانيين الدائمة هي الريادة وتسجيل الإنجازات والدخول إلى موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية. ولكن مهلا، عذرا لبنان، وشكرا أيها العرب، ليس هذه المرة.

كل محاولات الترقيع لن تردم الهوة التي أصابت القمة الاقتصادية العربية. وكل الكلام المنمق لن يلغي حقيقة الحضور الأكثر من هزيل الذي سجل سابقة في مثل هذا النوع من القمم منذ تأسيس جامعة الدول العربية، بعدما اعتذر جميع القادة العرب باستثناء اثنين: الموريتاني والصومالي، حتى أن رئيس الوزراء العراقي اعتذر هو أيضا عن الحضور، وأوفد وزيرا ليمثل العراق، وفق معلومات الـNBN.

حبذا لو تم الاستماع إلى نصيحة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالطلب من الجامعة العربية تأجيل القمة لفترة معينة، ودعوة سوريا، لكي لا نشهد على هذا الحضور الهزيل. ولربما كان الاستثمار على هذا الوقت المستقطع تأجيلا لعودة الإستقرار إلى العلاقات العربية- العربية يرفع من أسهم المشاركة الرئاسية في القمة.

وقبل كل ذلك وبعده، تبقى دمشق هي حجر زاوية بناء أي قمة ونجاحها، غيابها مدوٍ وفراغها ثقيل، كيف إذا كانت هذه القمة لا هم لديها سوى ملفات سورية، والدليل أن كل الإجتماعات والخطابات والمؤتمرات والتصريحات والمداولات تكاد لا تخلو من سوريا.

نزح العرب إلى دمشق، والكل يترقب إعادة إعمار العلاقات بينها وبين الدول العربية. إعمار أساسه ومفتاحه الذي لا مفر منه العودة إلى جامعة ارتكبت خطيئة تجميد العضوية.

رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يشارك، وترك حرية الخيار لأعضاء كتلة “التنمية والتحرير”. فيما قاطعت الـNBN تغطية النقل المباشر لوقائع الاجتماعات التحضيرية للقمة، بسبب غياب سوريا عنها، وانسجاما مع القرار الذي أعلنته منذ مدة.

في عين التينة، زيارة لوزير الخارجية المصري سامح شكري الذي نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس بري، معلنا التطلع لاستمرار التواصل في ما بينهما.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”

كان غريبا ومفاجئا وغير مفهوم ومبرر، فرح البعض بفشل لبنان في تنظيم قمة عربية اقتصادية تليق بمكانته وسمعته. فانخفاض التمثيل إلى المستوى الوزاري وما دونه، بعدما كان متوقعا على مستوى الرؤساء والملوك، يدل على نجاح المخططين في إظهار لبنان ضعيفا من دون رضى نظام بشار الاسد وتابعا للمنظومة الإيرانية.

وبعيدا عن السجال المتعلق بمستوى التمثيل، وبعيدا عن الشامتين، وبعيدا عن الانقسامات وتحميل المسؤوليات، فإن قمة بيروت العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية انطلقت فعالياتها تمهيدا لانعقادها بعد غد الأحد.

وتبقى أهمية انعقاد القمة أنها تؤشر بوضوح إلى أن لبنان كان وسيظل جزءا أساسيا من المنظومة العربية. وأهمية الانعقاد أيضا هو تجديد الثقة العربية بمستقبل هذا البلد وبشعبه. والأهمية الأكبر أنها انعقدت رغم كل محاولات التشويش لمنعها.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

ما جمعتهم القدس، ولم تجمعهم بيروت، فقرار جمع القادة العرب ليس في جامعتهم، بل حيث نعرف ويعرفون.

قوى ظلامية عطلت القمة في بيروت، بحسب تغريدة لرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط. فمن هي؟.

من المؤكد أن سوريا لم تبدل موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالطلب منه مخالفة وعده بحضور القمة، وأن ايران لم تمل على السعودية وباقي الدول الخليجية منع رفع مستوى تمثيلهم في القمة؟.

كفى تمثيلا زمن الحقائق الواضحة، فكل العرب يعرفون خلافاتنا ووعدوا بالحضور، وهم يعرفون ألا حكومة في لبنان الذي يعيش تصريف أعمال، وتعهدوا باعلى تمثيل كما زعموا. لكن جولة لوزير الخارجية الأميركية إلى الدول العربية، ومعها زيارة لمساعده إلى بيروت، قالت للعرب كن، فكانوا كما أراد الأميركيون.

فهل يجوز أن نقبل أن دولة تختار من منا يسمح له بالازدهار، ومن لا ينصاع تفرض عليه العقوبات لينهار؟، سأل الوزير جبران باسيل خلال ترؤسه اللقاءات التمهيدية لعقد القمة الاقتصادية. وهل علينا انتظار إذن للسماح لسوريا بالعودة إلى الجامعة العربية، فنسجل على أنفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمر خارجي وباعادتها بإذن خارجي؟.

والجواب في قلب سؤال ممن هذا الأمر إن لم يكن أميركيا، والمصلحة اسرائيلية؟.

غيبوا سوريا ولم يحضروا، فكان غيابها أقوى من حضورهم، وهم المجتمعون في قمة بعنوان اقتصادي، وأقوى عناوين الاقتصاد في أمتنا اليوم: إعادة إعمار سوريا.

هو الإعمار القادم لا محالة، أما الاعمار شبه المستحيل فهو للجامعة العربية المجمعة على ألا تكون، ويكفيها فخرا بيروت أنها خارج ذلك السرب، وأنها عاصمة الوطن الذي هزم حليف بعضهم القديم، وحليف بعضهم الجديد، أي الاسرائيلي. وهي بيروت عاصمة الوطن الذي هزم الارهاب التكفيري، صنيعة بعضهم لضرب الأمة وتطويع من لا يسير ضمن القطيع الذي يمشوه. وكفى فخرا لرئيس الجمهورية اللبنانية أنه حاول جمع من هم لا يعرفون الجمع ولا يفقهونه. إنها بيروت التي تستعير من الشاعر قولا: أريد حياته ويريد موتي، شتان بين مراده ومرادي.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

بين قمة وقمة، دائما يشككون، وأحيانا يخونون. أما عند المحك، فعلى الإشادة بمواقفه يتسابقون. هي حال بعض اللبنانيين مع وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، الذي لقيت كلمته أمام نظرائه العرب في بيروت اليوم، صدى بالغ الإيجابية، لدى منتقديه قبل المؤيدين، نظرا لما تميزت به من صراحة وجرأة، ولاسيما في الملف السوري.

ففي مقابل نهج المزايدات والعنتريات الذي أسهم في ضرب مستوى التمثيل في القمة، منطق سياسي واضح، ينطلق من الثوابت، ويعطفها على الظروف، ليخلص إلى ما يحقق المصلحتين الوطنية والعربية في آن معا.

فوزير الخارجية اللبنانية قال: “سوريا يجب ان تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب، من دون ان ننتظر إذنا أو سماحا بعودتها، كي لا نسجل على أنفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمر خارجي وبإعادتها باذن خارجي، وكي لا نضطر لاحقا إلى الإذن لمحاربة إرهاب أو لمواجهة عدو أو للحفاظ على استقلال”.

أما في الموضوع اللبناني، فقال: “إحتضنوا لبنان ولا تتركوه، فهو لم يطعن يوما أحدا منكم، ولم يكن في موقع المعتدي على أي مواطن عربي، بل كان الملجأ والحامي والحافظ لشعوبكم والمعمر لبلدانكم، والمستوعب لتنوعكم… لا تخسروه كي لا تخسروا عروبتكم وجامعتكم”.

وقبل أن يعود مداحو اليوم إلى هجائهم المعتاد الإثنين، الأنظار إلى الأحد، حيث ترتقب كلمة رئيس الجمهورية، وما ستتضمنه من مبادرة على علاقة بإعادة إعمار البلدان العربية التي دمرتها الحروب.

وفي الانتظار، وفيما حلت اليوم الذكرى الثالثة ل”تفاهم معراب”، التي استذكرها كل من رئيسي “التيار” و”القوات” بتغريدتين، لا يزال سليمان فرنجية وحيدا على المستوى المسيحي، بعدما نجحت مداخلاته النافرة في لقاء بكركي الأخيرة، في دفع خصوم “التيار الوطني الحر” المسيحيين إلى اعتماد النأي بالنفس.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

إنها قمة بلا قادة، إنها قمة بمن حضر، والذين حضروا وسيحضرون غدا وسيشاركون في القمة الاقتصادية العربية بعد غد، هم أدنى رتبة مما كان متوقعا، فالرؤساء مع الرئيس عون لن يتجاوز عددهم الثلاثة في أفضل الأحوال. ما يعني أن الذين سعوا لإضعاف القمة نجحوا في مسعاهم.

واللافت أن استهداف القمة لا يزال مستمرا، وآخر مظاهره إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لن يشارك فيها، وهو موقف غير مبرر وغير مفهوم، فالوفد الليبي لن يأتي والقرار بعدم إشراك سوريا فيها هو قرار عربي وليس لبنانيا، وبالتالي ما من سبب يوجب على الرئيس بري عدم المشاركة، إلا إذا كان القصد إسقاط مقولة الرئيس القوي، فالرئيس عون يترأس القمة في ظل حكومة تصريف أعمال وفي ظل غياب رئيس المجلس، أفلا يعني هذا الأمر للعرب المشاركين أن الحكم في لبنان ضعيف؟.

لكن فات الرئيس بري ومن يسيرون معه في هذا المنحى، أن صفة الضعف لن تقتصر على الرئاسة الأولى، بل سيبدو لبنان كله أمام العرب ضعيفا، وغير جدير بإستقبال القادة العرب لأن القيادة فيه متناحرة، متنافرة وغير متماسكة.

على أي حال الاثنين يوم آخر، فالواضح مما قاله النائب زياد أسود للـ mtv، أن العلاقة بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل”، وبين الرئاستين الأولى والثانية هي في أسوأ أحوالها، وأن التصعيد سيكون سيد الموقف حالما يحزم الضيوف العرب أمتعتهم ويعودون إلى بلدانهم. وهو أمر سينعكس بالتأكيد على المساعي المتوقفة أصلا لتشكيل الحكومة. فالتعثر سيستمر والعقد ستزداد تعقيدا، وبالتالي فإن الأزمة الحكومية ستطول، في ظل مناكفات محلية وصراعات عربية وتجاذبات إقليمية. مع الإشارة إلى أن رئيس الحكومة المكلف المعتكف أساسا عن القيام بأي نشاط على صعيد التأليف، سيشارك في اجتماعات منتدى “دافوس” الأسبوع المقبل، فهل يكون قدر عهد الرئيس ميشال عون أن حكومته الأولى، كما يسميها، لن تبصر النور إلا بعد أن يكون اللبنانيون شبعوا قرفا ويأسا، وبعد أن يكون إنقاذ ما تبقى أضحى مستحيلا؟.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

إنه شعور مزدوج بين التشفي والأسى حيال القمة العربية. فخفض مستوى التمثيل ليقتصر على رئيسين بالإضافة إلى الرئيس اللبناني، أطلق العنان والسباق بين من يتشفون وبين من يعبرون عن الأسى: الأسى مرده أن الجميع تألبوا على لبنان: مختلفون إلتقوا موضوعيا على معاقبته، وكل منهم من خلفية معينة:

يجري الحديث عن قوى في الداخل أججت اضطرابات بعدما لم تدع سوريا إلى القمة، على رغم من ان لا يد للبنان في توجيه الدعوات، فهو المضيف وليس موجه الدعوات. ويجري الحديث عن أن لواشنطن يدا في الضغط على دول عربية وازنة، لعدم المشاركة على مستوى الملوك والأمراء والرؤساء. ويجري الحديث عن ان دولا عربية من تلقاء نفسها، لا تريد المشاركة بتمثيل رفيع، لتوجيه رسائل عتب وأكثر من عتب إلى لبنان.

في المقابل، كانت لافتة اليوم الكلمة السياسية الوجدانية التي ألقاها وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية والاقتصاد العرب. باسيل تطرق إلى العقدة السورية، فاعتبر أن “سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا، قبل أن نوقفها عنها. سوريا يجب أن تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب، دون أن ننتظر إذنا أو سماحا بعودتها، كي لا نسجل على أنفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمر خارجي وباعادتها بإذن خارجي”.

في المحصلة، وأيا تكن الأهداف والخلفيات والدوافع، فإن لبنان أصيب، والإصابة لم تأت في مكان واحد بل في لبنان كدولة. فيوم الإثنين، وبعد ارفضاض القمة، لن يقال إن هذه الجهة أو تلك فشلت في توفير أعلى مستوى تمثيل، بل سيقال إنه في تاريخ القمم العربية، العادية منها والطارئة والإقتصادية، لم تمر قمة بحجم هزالة التمثيل التي مرت بها قمة بيروت: هو فشل للجامعة العربية، وانعكاس للخلافات العربية، وثمن لتعليق عضوية سوريا، وتداعيات للكباش السعودي- الإيراني في الملف اللبناني، وكلفة النظرة الأميركية إلى خارطة المنطقة، ومنها لبنان.

وبهذا المعنى، لا التشفي يفيد ولا الأسى ينفع، فالحقيقة التي لا لبس فيها أن هذا الوطن يجلد من الخارج، ويجلده بعض سياسييه من الداخل، أما أبناؤه فبين القرف واللامبالاة وتكرار الأخطاء بإعادة إنتاج الطبقة السياسية ذاتها، علما أن صناديق الإقتراع أتاحت الفرصة للتغيير منذ تسعة أشهر، لكن هذه الفرصة طارت، وما على الممتعضين سوى انتظار الفرصة الثانية في ربيع 2022، هذا إذا أتيحت.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

بمن حضر اليوم وبمن سيغيب الأحد، بدأت فعاليات القمة الاقتصادية العربية في بيروت. وعلى كتف لبنان البلد المضيف، “شقعت” حمولات زائدة من وزر التغيب والمسؤولية عنه، وإعطاء العرب ذريعة للهروب.

قمة الدولتين تقف عند آخر الانسحابات، إذ إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، نكب بوفاة “حماته” وانتقل إلى السعودية ومنها إلى الامارات لتقبل التعازي هناك، لكنه لم يرسل إلى الآن اعتذارا عن عدم المشاركة. أما إذا امتدت فترة حزنه فإننا سنكون أمام قمة الصومال في بيروت، حيث أن رئيسها سيكون الشخصية الأولى الحاضرة بين الوفود، إلى جانب رئيس لبنان العماد ميشال عون، وربما تكون هذه الفرصة الوحيدة ليسمع العرب صوت الجوع، صوتا صوماليا منسيا، صوت الدولة العربية الوحيدة التي تعاقدت مع المجاعة المزمنة والجفاف، والتي مزقتها الحروب ولم يكن ينقصها سوى إرهاب “الشباب”، بعدما كانت في الماضي نموذجا لمجتمع متجانس عقيدة وثقافة وهوية.

وبجفاف صوته، أطلق وزير مال الصومال عبد الرحمن بيلي من بيروت، نداء استغاثة للعرب، ودعاهم إلى دعم أخوي لتحقيق أولويات خطة تنموية تواجه التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في بلاده، التي وقعت تحت عجز بلغ مئة وخمسة وأربعين مليون دولار.

لكن مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية، لم يكن بصدد سماع أصوات الجوع، ولا هو مستعد تاليا لتلبية نداءات عربية بعودة سوريا إلى حضن جامعة الدول. غابت دمشق عن الحضور، لكنها استحضرت بموقف عروبي رفع كآذان مسجد وأجراس كنيسة، في كلمة وزير الخارجية جبران باسيل. فعلى مسامع العرب، كان باسيل رئيس الكلمة والموقف الحر، حتى كادت تسمعه الشام على مرمى عاصمة، لاسيما عندما قال إن سوريا هي الفجوة الكبرى اليوم في مؤتمرنا، ونشعر بثقل فراغها بدلا من أن نشعر بخفة وجودها، سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا، قبل أن نوقفها عنها. يجب أن تكون في حضننا بدلا من أن نرميها في أحضان الإرهاب، من دون أن ننتظر إذنا أو سماحا بعودتها، كي لا نسجل على أنفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمر خارجي وباعادتها بإذن خارجي، وكي لا نضطر لاحقا إلى طلب الإذن لمحاربة إرهاب أو لمواجهة عدو أو للحفاظ على استقلال، وكي لا نسأل ماذا يبقى من عروبتنا إن هكذا كنا.

عوض باسيل إخفاق لبنان مع سوريا، وحاول ترميم الإساءة التي تسبب بها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ليبيا. وطلب وزير الخارجية إلى العرب أن يبقى لبنان مهما أخفق أم أخطأ، سائلا الدول بالقول: احتضنوه ولا تتركوه، فهو لم يطعن يوما أحدا منكم ولم يعتد يوما على أي مواطن عربي، بل كان ملجأ وحاميا وحافظا لشعوبكم ومعمرا لبلدانكم، لبنان لا تخسروه لكي لا تخسروا عروبتكم وجامعتكم.

ولما أقدم وزير الخارجية على الاعتراف بالشر الذي بيتناه لأنفسنا قبل غيرنا، فإن المهمة الأصعب والأجرأ ستكون يوم الأحد مع الافتتاح الرسمي للقمة، فلماذا لا يلتقط الفرصة لبنان الرسمي عبر الرئيس ميشال عون والوزير باسيل، لطرح قضية الإمام المغيب موسى الصدر على مستوى القمة، فالامام الصدر هو رمز وطني عربي، هو إمام جميع الأديان، عرفه اللبنانيون والعرب في الحرب الأهلية سيدا عابرا للطوائف، ومرجعية وحدوية طافت إلى عدد من الدول للجمع وإعلاء صوت الحق. من عينيه الخضراوين أشرقت شمس التعايش، إلى أن أصبح كتابا يقرأ بجميع اللغات. وهذه الصفات تستحق أن تتأهل للمطالبة بفضائلها على مستوى الدولة، وبفضاء عربي واسع، وعلى طاولة الجامعة العربية.

وقد تشكل قمة بيروت إحدى أهم الطاولات المؤهلة للنقاش وطرح ملف الإمام موسى الصدر، بسمؤولية عربية مشتركة وجامعة. وليبحث العرب أيضا معنا عن مصير سيد الغياب، حتى لا تبقى القضية حكرا على مرجعية واحدة أو طائفة بعينها. فثروات لن نحصد من القمة الاقتصادية، والمشاريع أفشلناها بالتهديد، والحضور الرئاسي خفضناه إلى وزراء خارجية ومندوبين، ونتمثل غدا بجوع الصومال والإمعاء الخاوية. لماذا لا نستعيض عن هذا الفشل بطرح ملف بلغ من العمر عتيا، وعندئذ نحصد ثروة من نوع مصير السادة.