ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة مقررة لرئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي ورحلة وفد بلاده للمشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي مع تعمق أزمة واشنطن جراء الإغلاق الجزئي لإدارات الحكومة الفدرالية.
وازدادت الفوضى التي تعصف بدوائر صنع القرار في العاصمة الأميركية على وقع سجال بين الكونغرس والبيت الأبيض بشأن كيفية الخروج من المأزق الذي دخل أسبوعه الرابع وتسبب بحرمان آلاف الموظفين الفدراليين من رواتبهم لكن المسألة ارتدت طابعا شخصيا بشكل متزايد بين طرفي النزاع الرئيسيين.
وفي رسالة احتوت على نوع من السخرية، قال ترامب لرئيسة مجلس النواب المعارضة له بيلوسي “آسف لإبلاغك بأن جولتك إلى بروكسل ومصر وأفغانستان تأجلت. سنحدد تاريخا جديدا لجولتك هذه التي تستمر سبعة أيام عند انتهاء الإغلاق الحكومي”. وأضاف “أنا متأكد من أنك ستتفقين على أن تأجيل مناسبة العلاقات العامة هذه هو قرار مناسب”.
وفي خطوة بدا أنها تهدف لتجنب الانتقادات الديموقراطية المرتبطة بسفرات الإدارة غير الضرورية خلال الإغلاق، أعلن البيت الأبيض إلغاء رحلة وزير الخزانة ستيفن منوتشين وغيره من المسؤولين للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس “لمراعاة 800 ألف موظف أميركي رائع لا يستلمون رواتبهم”.
وخططت بيلوسي ووفدها للقيام بزيارة إلى أفغانستان وكان من المفترض أن يسافروا على متن طائرة “إير فورس وان” الرئاسية. وأفاد مكتبها بأن مصر لم تكن على جدول الرحلة.
وأفاد مساعد لها في الكونغرس أن عدة نواب كانوا في الحافلات في طريقهم لمغادرة مبنى الكابيتول عندما وصلهم قرار ترامب. وفي محاولة لإحراجها، قال ترامب إنه لا يزال بإمكان بيلوسي حجز رحلاتها الخاصة.
وكتب في رسالته “طبعا، في حال رغبتِ بالقيام بجولتك عبر السفر على الطيران التجاري، فبالتأكيد لديك الحق في ذلك”.
وأعقب قرار الإلغاء اقتراح بيلوسي بأن يؤجل ترامب كلمته السنوية عن حال الاتحاد الموجهة إلى الكونغرس والمقررة في 29 كانون الثاني أو أن يلقيها من البيت الأبيض.
ورغم أنها أرجعت ذلك إلى تأثير الإغلاق الحكومي على الاجراءات الأمنية، لكنها على ما يبدو ترغب بحرمان الرئيس من أهم لحظاته السنوية تحت الأضواء.
وبينما نفى البيت الأبيض أن يكون إلغاء سفرتها هو للرد عليها، إلا أن ذلك لم يقنع الكثيرين.
وأثار قرار ترامب حفيظة الديموقراطيين في مجلس النواب الذين كان من المفترض أن ينضموا إلى بيلوسي، بينهم العضو الجديدة في الكونغرس إليان لوريا، الجندية السابقة في البحرية التي أشارت إلى أن هدف الزيارة كان الإعراب عن التقدير للجنود الأميركيين والحصول على معلومات استخباراتية مهمة. وقالت لوريا في بيان إن “الإشراف مهمة الكونغرس ومن غير المناسب أن يتدخل الرئيس في مهامنا الدستورية”.
بدوره، اتهم السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي لعب دور الحكم بين ترامب وبيلوسي على مدى أسابيع، الأخيرة بـ”اللعب سياسيا بخطاب حال الاتحاد”.
لكنه انتقد ترامب كذلك مشيرا إلى أن “منع رئيسة مجلس النواب بيلوسي من السفر على طائرة عسكرية لزيارة جنودنا في أفغانستان وحلفائنا في مصر وحلف شمال الأطلسي هو أمر غير مناسب كذلك”. وقال إن “تصرفا واحدا غير ناضج لا يستحق ردا آخر عليه”.
ويعود سبب الإغلاق الجزئي لإدارات الحكومة الفدرالية إلى رفض ترامب التوقيع على ميزانية عدد من الوزارات ردا على رفض مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديموقراطيون الموافقة على مشروعه لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
وتزداد تداعيات الإغلاق على البلاد حيث طُلب من موظفي مكتب التحقيقات الفدرالي وموظفي المتاحف وخفر السواحل وغيرهم من المسؤولين إما البقاء في منازلهم أو العمل دون رواتب. وبينما سيحصل الموظفون العاديون على رواتب في نهاية المطاف، إلا أنه لن يتم الدفع للمتعاقدين.
ويتبادل الديموقراطيون والبيت الأبيض المسؤولية بشأن الأزمة في وقت لا يظهر أي من الطرفين مؤشرات بشأن إمكانية التراجع.
وسارع معارضو ترامب إلى الإشارة إلى أنه زار جنود بلاده في العراق خلال أزمة الإغلاق الحكومي.