Site icon IMLebanon

غياب القادة العرب عن قمة بيروت ضربة موجعة لعون وعهده

كتب عمر البردان في صحيفة “السياسة” الكويتية:

في سابقة تعكس انعدام الثقة العربية بالحكم ومؤسساته، وتعتبر ضربة موجعة للعهد وسيده رئيس الجمهورية ميشال عون، تستضيف بيروت، اليوم، اجتماع مؤتمر القمة الاقتصادية التنموية العربية الرابعة التي سيتسلم الرئيس اللبناني رئاستها من رئيس وفد السعودية، على وقع الصدمة التي لا تزال ترخي بثقلها على جميع المسؤولين، والمتمثّلة بغياب القادة والزعماء العرب باستثناء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد عن أعمال القمة التي سبق وأعلنوا عزمهم المشاركة بها، “في موقف واضح الدلالات ولا يحتاج إلى عناء تفسير”، على ما أكدته لـ”السياسة”، أوساط سياسية رفيعة، من خلال إشارتها إلى أن “المسؤولين اللبنانيين يتحملون وحدهم مسؤولية الفشل الذريع الذي لحق بالقمة قبل أن تعقد، إذا كيف للقادة العرب أن يشاركوا في هكذا قمة، في ظل الانقسام العمودي في مواقف القيادات الرسمية وغياب أدني تنسيق فيما بينهم، ما أظهر لبنان في أدنى درجات التفكك والتشرذم، ناهيك عن غياب الأسباب الموضوعية التي توفر للمشاركين من القادة العرب الضمانات الأمنية المطلوبة، بعد إقدام مناصري حركة “أمل” التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري على حرق العلم الليبي، والقيام بعراضات ميليشياوية أساءت كثيراً إلى سمعة لبنان، وأثارت الكثير من المخاوف على أمن وحياة المشاركين في القمة”.

وكشفت الأوساط أن هذه “الرسالة العربية الحازمة التي تلقاها لبنان، تحمل في طياتها الكثير من الاستياء العربي من مواقف البلد المرتمي في الحضن الإيراني والذي يسلم قراره السياسي والأمني لما يسمى ب”قوى الممانعة” التي تعمل على قطع صلات لبنان بمحيطه العربي، لجعله أسير الأجندة الإيرانية التي يحاول “حزب الله” فرضها عليه”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن “طهران ستحاول الإبقاء أكثر فأكثر على احتجاز الحكومة اللبنانية، لأنها ما كانت مسرورة أبداً باستضافة لبنان لقمة عربية، باعتبار أنها تعمل جاهدة على سلخه عن أشقائه العرب وإبقائه تحت سيطرتها”.

وأشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” من مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت، أن “ضعف التمثيل العربي في القمة كان متوقعاً، سيما وأن بيروت تجاهلت على مدى نحو سنتين الدعوات العربية للكف عن السير بركب المشروع الإيراني المعادي للعرب”.

وفيما روجت أوساط الرئاسة اللبنانية الأولى معلومات عن إمكانية حضور بعض الزعماء العرب في آخر لحظة، لرفع مستوى المشاركة، أعلن الناطق الرسمي باسم القمة العربية الاقتصادية والتنموية رفيق شلالا ان الرئاسة اللبنانية تبلغت ان امير قطر الشيخ تميم بن حمد سيصل الى لبنان اليوم للمشاركة في القمة.

وقد ردّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على أسباب ضعف التمثيل العربي في القمة، فرأى ان “المهم أن القمة حصلت وأي وفد حاضر يمثل دولته”، وتوقّع أن “تحقق القمة نتائج إيجابية وانعقادها في لبنان أمر جيد جداً”.

إلى ذلك، لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الى أن “سعينا إلى تفعيل دور المرأة العربية يأتي في إطار الوعي بالتحديات المتنوعة التي تواجهها نتيجة لعدّة أسباب منها النزاعات المسلحة التي شهدتها المنطقة”.

وبالتزامن مع انعقاد القمة وتسجيل عدد من الاعتذارات، نشر رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، عبر “تويتر” صورة عبارة عن رأس ثور معلقاً على دراجة، أرفقها بعبارة “لبنان بعد القمة الاسكندر ذو القرنين”، في وقت يتوقع تنظيم تظاهرات في بيروت وعدد من المناطق، رفضاً للانهيار الحاصل على مختلف المستويات .

من جهته، رأى نائب رئيس المجلس النواب النائب ايلي الفرزلي، “ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم يقاطع القمة، بل اعترض على حضور الوفد الليبي للمشاركة وقال رأيه بأن مستوى التمثيل سيكون منخفضا بسبب عدم وجود حكومة فيما الوضع العربي مشرذم من تونس الى ليبيا الى سورية الى اليمن، ويحتاج الى قمة لمعالجة مشاكل العرب بين بعضهم ما أثر على مستوى التمثيل في القمة بشكل اساسي”.

في المقابل، وفي موقف يعكس استياء فريق رئيس الجمهورية، كتب النائب سيمون ابي رميا على “تويتر، قائلا: “الأمور واضحة مثل “عين الشمس”: “مع العرب ما في نوى”… وهل فهم اللبنانيون انو “ما في نوى الا سوا”؟

وغرد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب زياد أسود فكتب “طار العهد، حل العهر”، واعتبر رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض، ان “هناك من يستفحل بتقديم أوراق اعتماده أمام النظام السوري معتمدًا أسلوب التملّق إرضاء لنظام رئيسه بشار الأسد، ذاك الذي أنزل بلبنان الويلات والدمار والاحتلال والمجازر والنهب، وهذا أسلوب شاهدناه وشهدنا عليه بزمن حافظ الاسد أيضا ومن موارنة تذممّوا بدورهم من أجل كرسي وهذه فئة لا تمثلنا”.