اعتبر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أن “بيان “القمة” انتصار للبنان والدول المضيفة واعتراف من الدول العربية بتضحياتها”، حيث شكر “الأشقاء العرب للعاطفة تجاه لبنان الأخ الصغير”، داعيًا “كل أشقائنا العرب لزيارة لبنان”.
وأشار باسيل، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إلى أن “هذا البيان تضمن للمرة الأولى تحفيزًا لعودة النازحين وهذا جديد على مستوى التخاطب وحتمية الأمر أن النازحين السوريين سيعودون إلى بلدهم”.
وفي خصوص سوريا، أكد باسيل أن “لا تواصل مع الدولة السورية لعودتها إلى الجامعة العربية على مستوى لبنان ولا نعرف موقفها من هذا الموضوع لكننا نعبّر عن موقفنا كلبنان ونعتبر أن عودة سوريا إلى الحضن العربي مصلحة للبنان والدول العربية قبل أن تكون لمصلحة سوريا”.
أما في ما يخص ليبيا، فعبّر باسيل عن أسفه لغياب الوفد الليبي عن القمة، إلا أنه قال إن “على القيادة الليبية مسؤولية حتى لو لم تكن نفسها عند اختفاء الإمام الصدر لكشف كل ملابسات القضية وكل اللبنانيين لم يتخلوا عن كشف مصيره مهما حدث”.
كما أسف لـ”وجود قسم من اللبنانيين يريد فشل القمة وكأن الفشل لن يصيب كل اللبنانيين”، معتبرًا أن “هذه القمة ستكون بداية عودة كل البلدان العربية الـ21 إلى لبنان”.
وعن المحاولات لتخويف النازحين السوريين من العودة إلى سوريا، قال باسيل: “أعديت كتابًا لمجموعة من الدولة للتنبيه من محاولات التحريض ضد عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ولذلك لا نكتفي بأن تكون الـUNHCR في موقع المتفرج أو المشجع”.
ومن جهته، لفت أبو الغيط إلى أن “القمة الاقتصادية كان المقدر لها أن تعقد كل عامين إلا أن سنتين غير كافيتين لإحداث تطورات كافية لذا تقرر عقدها كل 4 سنوات”، مشددًا على أن “ليس هدف القمة مساعدة دولة محددة”.
وعن انخفاض التمثيل، قال أبو الغيط: “لا أعلم بوجود ضغوط على دولة عربية للحضور أو عدم الحضور، كما لم يصلني أي كلام عن رغبة أميركية لعدم حضور القادة العرب القمة”.
وعن عودة سوريا، ذكر أبو الغيط أن “من هنا حتى القمة العربية في تونس في آذار سنرى من يطرح مبادرات بخصوص سوريا وإذا تم تناولها ولقي التوافق فبالتأكيد سوف تصدر عن القمة قرارات”.
الى ذلك، خصصت القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، جزءا مهما لأزمة النازحين واللاجئين، استنادا إلى ما يشكله النزوح واللجوء من مخاطر حقيقية على النسيج الاجتماعي القائم في دول المنطقة، لتعزيز ظروف عودتهم بما ينسجم مع الشرعية الدولية ويكفل احترام سيادة الدول المضيفة.
وتلا البيان المنفصل عن «اعلان بيروت» وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وجاء فيه:
«نحن قادة الدول العربية المجتمعين في مؤتمر القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية بمدينة بيروت بالجمهورية اللبنانية يوم 20 كانون الثاني/يناير 2019، وبعد استعراضنا لواقع ازمة النازحين واللاجئين الحالية بدول العالم العربي التي تعتبر أسوأ كارثة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث تتحمل المنطقة العربية العبء الأكبر منها، سواء من خلال استضافة العدد الأكبر من النازحين واللاجئين أو المساهمة في تقديم تمويل المساعدات الإنسانية اللازمة لهم من خلال مؤتمرات المانحين المختلفة، ونظرا لانعكاسات هذه الأزمة الخطيرة على اقتصاد الدول المضيفة وانخفاض معدلات النمو فيها، وتأثيرها على المالية العامة عبر الخسارة التراكمية في الإيرادات الحكومية وزيادة النفقات العامة وازدياد العجز، وتداعياتها على مسار التنمية الإنسانية والاجتماعية من خلال ارتفاع معدلات الفقر وتصاعد حجم البطالة، خاصة في أوساط الشباب، وازدياد العبء على النظامين الصحي والتعليمي، والاستنزاف الناتج عنها للبنى التحتية من شبكات مياه وصرف صحي، وكهرباء، ونقل، ومعالجة نفايات كما ورد في تقارير واحصاءات المؤسسات والهيئات الدولية.
واستنادا إلى ما يشكله النزوح واللجوء من مخاطر حقيقية على النسيج الاجتماعي القائم في دول المنطقة، وفي ضوء الحاجة إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية الكبرى، والحد من مخاطرها على التوقعات الاقتصادية للمنطقة، والتخفيف من تداعياتها الانسانية والاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر بلا شك على مسيرة التنمية في الوطن العربي، وتهدد الاستقرار العالمي.
وإزاء استفحال أزمة النزوح واللجوء السوري علاوة على استمرار وتفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين المزمنة، والمحاولات المستمرة لاسقاط حقهم المشروع بالعودة، والتضييق المالي الذي تتعرض له وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى «الأونروا».
ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء، ووضع كل الإمكانيات المتاحة لايجاد الحلول الجذرية والناجعة، ومضاعفة الجهود الدولية الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين واللاجئين إلى اوطانهم، بما ينسجم مع الشرعية الدولية ذات الصلة، ويكفل احترام سيادة الدول المضيفة وقوانينها النافذة.
نناشد الدول المانحة الاضطلاع بدورها في تحمل أعباء أزمة النزوح واللجوء والتحديات الإنمائية من خلال تنفيذ تعهداتها المالية، والعمل على تقديم التمويل المنشود للدول المضيفة لتلبية حاجات النازحين واللاجئين ودعم البنى التحتية، وكذلك تقديم المساعدات للنازحين واللاجئين في اوطانهم تحفيزا لهم على العودة.
نؤكد على كافة قرارات القمم العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والمجالس الوزارية الخاصة بالأعباء الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على استضافة النازحين السوريين وأثرها على الدول العربية المستضيفة.
وندعو المجتمع الدولي لدعم الدول العربية المستضيفة للنازحين واللاجئين السوريين، وإقامة المشاريع التنموية لديها للمساهمة في الحد من الاثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذه الاستضافة، ونكلف الأمانة العامة بالدعوة لعقد اجتماع يضم الجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية بمشاركة الدول العربية المستضيفة للنازحين واللاجئين السوريين للاتفاق على آلية واضحة ومحددة لتمويل هذه المشاريع.
ونؤكد على التفويض الأممي الممنوح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وفق قرار انشائها الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، وعدم المساس بولايتها أو مسؤولياتها وعدم تغيير أو نقل مسؤولياتها إلى جهة أخرى، والعمل على ان تبقى وكالة الأونروا ومرجعيتها القانونية الأمم المتحدة، كما ونؤكد على ضرورة الاستمرار بتأمين الموارد والمساهمات المالية اللازمة لموازنتها وكافة أنشطتها على نحو كاف مستدام يمكنها من مواصلة القيام بدورها في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات وخارجها في كافة مناطق عملياتها، بما فيها القدس المحتلة، إلى أن يتم حل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا وشاملا وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، ومبادرة السلام العربية لعام 2002».