كتب عمر عنجر في جريدة “الأنباء” الكويتية:
بشكل مفاجئ تم الاعلان امس من قبل الرئاسة اللبنانية ووكالة الأنباء القطرية عن عزم سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ترؤس وفد بلاده الى قمة التنمية الاقتصادية العربية في بيروت اليوم إلى جانب الرئيس الموريتاني محمد بن عبدالعزيز ورؤساء حكومات وممثلي الزعماء والقادة.
ويصل الشيخ تميم الى بيروت صباح اليوم وينتقل من مطار رفيق الحريري الدولي الى مقر المؤتمر في واجهة بيروت البحرية مباشرة، حيث يجري استقباله هناك ليجلس مع الرئيس عون والرئيس الموريتاني، وممثلي الدول الاخرى.
وكان الرئيس عون انتقل الى المطار، حيث استقبل ممثل السلطان قابوس، نائب رئيس وزراء عُمان أسعد بن طارق آل سعيد، كما استقبل لاحقا الرئيس الموريتاني الذي قدم بطائرة تجارية، في حين تولى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري استقبال رؤساء الحكومات او ممثلي الرؤساء وقام الوزراء في حكومة تصريف الأعمال باستقبال نظرائهم، وقد استقبل الحريري ظهرا رئيس حكومة فلسطين رامي الحمدالله، وكان الوفد السعودي آخر الواصلين.
الأمين العام للجامعة العربية احمد ابوالغيط لفت الى أهمية توقيت القمة في ضوء التحديات الهائلة التي تواجه المنطقة العربية، ما يفرض علينا بلورة رؤى جديدة مبتكرة لا تكتفي بمخاطبة الحاضر وشواغله، انما تنصب ايضا على المستقبل وتطوراته المتسارعة.
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي شدد على الدور العربي المنتظر في اتخاذ القرارات، لافتا الى ما تتعرض له مدينة القدس من مخطط استعماري يستهدف إلغاء هويتها العربية والإسلامية والمسيحية، من استيطان وقتل وتهجير واعتقال، ومن دعوة لهدم أجزاء من أسوار المدينة المقدسة.
اما وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي فقد توقف في كلمته في جلسة مجلس الوزراء العرب عند محاذير غياب التوافق السياسي وتأثيره على الاقتصاد، معتبرا ان الاحتلال الاسرائيلي يبقى الخطر الأكبر على الأمن الإقليمي وحال التوتر واللااستقرار اللذين يعيقان النهضة التنموية الشاملة، ودعا الى حل الدولتين في فلسطين.
وزير الصناعة والتجارة اليمني محمد الميتمي دعا الى تقديم التسهيلات لاعادة اعمار بلاده، التي تعاني من جراء انقلاب ميليشيا الحوثي الدموية واختطافها مؤسسات الدولة انطلاقا من اجندة تستهدف ليس اليمن فقط بل كل البلدان العربية، ودعا الجامعة الى مساندة اليمن في نهوض الإنسان اليمني وتحقيق تطلعاته.
ولفت الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي الى أن جدول أعمال القمة يشمل 27 بندا ليس من بينها إعادة إعمار سورية، وأوضح ان البند موجود لكن ليست هناك رؤى موحدة.
وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري قال إن لبنان طلب العودة الكريمة للنازحين السوريين الى المناطق السورية الآمنة، بينما انقسم ممثلو الدول الاخرى في الجلسة بين من تحدث عن عودة طوعية وبين من أراد إلغاء الفكرة كليا، بداعي أن الموضوع سياسي وليس اقتصاديا، حيث انتهى النقاش الى تمسك الوزراء العرب بأن ملف النزوح سياسي ويجب ان يكون مرتبطا بالحل السياسي في سورية.
وتواصلت المشاورات حول هذا الموضوع امس بهدف تقديم موقف موحد للقمة اليوم، لأن جدول الأعمال يجب أن يصل الى القمة منجزا بالكامل، وفي حال تعذر الموقف الموحد سيقدم لبنان بيانا سياسيا يعبر عن وجهة نظره من دون ان يكون استفزازيا لاحد.
وتقول مصادر بعبدا إن كلمة الرئيس ميشال عون في افتتاح القمة ستركز على الشؤون العربية والإقليمية، وسيتناول ما كان المطلوب من الجامعة العربية في قمم عربية سابقة، وسيطلق مبادرة جديدة تحت عناوين تنموية واقتصادية، تستند الى القرارات العربية التي يجب ان تبقى لشعوبها، ويخصص قسما من خطابه الى معالجة النازحين السوريين ومطالبة العرب والمجتمع الدولي بموقف من هذه القضية ومساعدة لبنان على تجاوز الكلفة الباهظة التي يتكبدها، مع تأكيد حق النازحين بالعودة الآمنة الى بلادهم.
أما في الجانب الداخلي فسيركز على الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، وتجاوز الأزمة الحكومية والتفرغ لمواجهة الاستحقاقات الإدارية ومواجهة الصعوبات الاقتصادية.
في غضون ذلك، جال وزير الخارجية المصري سامح شكري على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وامس زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بمنزله في بيروت، حيث اكد لهم موقف مصر الداعم لاستقرار لبنان في مواجهة كل التحديات، كما قال بعد لقائه الرئيس عون.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل تجاوز الانقسام اللبناني الذاتي والعربي حول الموضوع السوري بإطلاق الدعوة لإعادة سورية الى أحضان الجامعة العربية من منبر الاجتماعات التحضيرية للقمة الاقتصادية والتنموية.
وانتقدت أطراف لبنانية خطوة باسيل التي اعتبرت بمنزلة التفاف على رفض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رسالة اعدها باسيل ليرسلها الى الأمين العام للجامعة العربية يدعو فيها الى عقد جلسة استثنائية لمجلس وزراء الخارجية العرب على وجه السرعة، من اجل إعادة سورية الى الجامعة، في حين أشادت قناة «او.تي.في» الناطقة بلسان التيار الوطني الحر الذي هو رئيسه بصراحته وجرأته بـ «وجه المزايدات والعنتريات التي أسهمت في خفض مستوى التمثيل في القمة»، ونقلت قوله في الاجتماع التحضيري «يجب ان تعود سورية الى حضننا كعرب، بدل ان نرميها في حضن الإرهاب، ونسجل على انفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها».
الرئيس المكلف سعد الحريري تحدث تلفزيونيا عن مستوى الحضور في القمة، وقال: المهم ان القمة حصلت، وانعقادها في لبنان امر جيد جدا. رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غرد على تويتر ناشرا صورة رأس ثور وعبارة «لبنان بعد القمة، الاسكندر ذو القرنين».