اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن “ضرب منطقتنا زلزال الحروب المتنقلة والخسائر فادحة اقتصاديا وأمنيًا، كما الحروب الداخلية وتفشّي ظاهرة الإرهاب والتطرّف ونشوء موجات النزوح واللجوء أثّرت سلباً على مسيرة التنمية التي تشق طريقها بصعوبة في المنطقة”.
وأضاف، في افتتاح القمة الاقتصادية: “إن معالجة جذور الأزمات والسعي إلى القضاء على الفقر الذي يولد عدم المساواة والحروب والإرهاب يجب أن يكونا أولوية كذلك محاربة الفساد والقيام بالإصلاحات الضرورية على كل الصعد”.
وتابع: ” لبنان دفع الثمن الغالي جراء الحروب والإرهاب ويتحمل العبء الأكبر إقليميا ودوليا لنزوح السوريين مضافا إلى لجوء الأخوة الفلسطينيين المستمر منذ 70 عاما”، داعيا “المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود الممكنة وتوفير الشروط الملائمة لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم ولا سيما إلى المناطق المستقرة أو تلك المنخفضة التوتر من دون أن يتم ربط ذلك بالحل السياسي”.
وتقدم عون بمبادرة ترمي إلى اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية،داعياً إلى وضع آليات فعالة وفي مقدمها تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولّى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضرّرة على تجاوز محنها ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام”، داعياً جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية للاجتماع في بيروت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لمناقشة وبلورة آليات فعالة تتماشى مع هذه التحديات التي تواجهنا ومتطلبات إعادة الإعمار”.
وأسف لـ “عدم حضور الإخوة الملوك والرؤساء ولهم ما لهم من عذرٍ لغيابهم. كما تمنى لو كانت هذه القمة مناسبة لجمع كل العرب فلا تكون هناك مقاعد شاغرة وقد بذلنا كل جهد من أجل إزالة الأسباب التي أدت الى هذا الشغور إلا أن العراقيل كانت للأسف أقوى”.
وأشار إلى أن “لقد عملنا على اقتراح مشروع بيان ختامي يصدر عن القمّة حول أزمة النازحين واللاجئين نظراً لانعكاسات هذه الأزمة الخطيرة على اقتصاد دولنا”.
وأمل أن “تلحظ القمّة التنموية مشاريع عصرية مفيدة للعالم العربي، وتساهم في تفعيل النشاط بالمشاريع العالقة والعمل على إكمالها وإنجازها لما في ذلك من مصلحة أكيدة لكل شعوبنا إذ يجب أن يرتكز عملنا المشترك على بناء الإنسان العربي وحفظ حقوق المرأة وحماية الطفولة وتثقيف الشباب والتشجيع على معرفة الآخر”. وأعلن أنه “اخترنا للقمة التنموية العربية عنوان: الازدهار من عوامل السلام”.
وقال: “لتصبح أمتنا أمة منتجة “تنسج وتزرع وتعصر” وتحقق أمنها الغذائي أمامها الكثير من التحديات وأول تحدٍ يواجهنا ا هو أن نجعل من كل الأحداث المؤلمة التي أصابتنا حافزاً للعمل سوياً على الخروج من الدوامة المفرغة لسلسلة الحروب”.
وسأل: “أين دولنا من مسيرة تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة،من القضاء على الفقر إلى محاربة عدم المساواة والظلم في وقت تُهدم البيوت على رؤوس أصحابها وتنتهك حقوق الشعوب وينتشر الدمار ويغادر الملايين أوطانهم نحو دول هي أصلا تنوء تحت أحمالها وتضيق بسكانها؟”.
عون رأى “الاحتلال الإسرائيلي يضرب الهوية الفلسطينية ويحاول الإطاحة بالقرار 194 وحق العودة أضف إلى ذلك تهديداته وضغوطه المتواصلة على لبنان والخروقات الدائمة للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، كما أنه متربص بنا ولا ينفك يتمادى منذ سبعة عقود في عدوانه واحتلاله للأراضي الفلسطينية والعربية وعدم احترامه القرارات الدولية”.