رأت صحيفة “الراية” القطرية ان قطر لم تخيب أبداً آمال لبنان والشعوب العربية التي تتطلع لإنجاح القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية بمدينة بيروت، معتبرة في مقال لرئيس تحريرها صالح الكواري أن امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بادر لكسر ما قال انها “العزلة المفروضة على لبنان عربياً وخليجياً”.
ولفت المقال الى ان “مشاركة صاحب السمو في قمة بيروت شكلت علامة فارقة في تاريخ القمم العربية، وفي مسيرة لبنان الطامح لغد أفضل بخطى سريعة، بينما تصر قيادات عربية وخليجية على إصابة لبنان بالشلل الاقتصادي والسياسي ومنعه من السير إلا على كرسي متحرك فقط لأنه يرفض الدخول في مغامرات قادة طائشين يلعبون بمقدرات الشعوب ويمارسون «التحفيص السياسي» دون أدنى مسؤولية بحقوق شعوب المنطقة في الرخاء والاستقرار والتنمية” حسب ما ذكرت.
ورأى الكاتب “إن حضور صاحب السمو للقمة العربية الاقتصادية يمثل رمزية كبيرة لمنح الزخم والدفعة والأضواء للقمة، ويعكس اهتماماً قطرياً واسعاً ببحث أوضاع الدول العربية الاقتصادية، الصعبة في أغلبها، ورسالة قوية أيضاً بتأكيد دور قطر العربي المحوري، بعد أن خيم الإحباط نتيجة توالي اعتذارات القادة العرب عن عدم الحضور، وهي الاعتذارات التي تعد إشارة بإخلاء لبنان أمام القوى الإقليمية بالمنطقة، فيما مثل حضور صاحب السمو إعادة العرب إلى لبنان عبر مشاريع اقتصادية واعدة تضخ استثمارات لرئة لبنان المنهك من التجاذبات السياسية”.
وذكر “إن مشاركة سمو الأمير المفدى شخصياً في قمّة بيروت التنموية الاقتصادية صفعة دبلوماسية وسياسية قوية لمن حاولوا إفشالها.. وأحبطت محاولة خليجية وتحديداً سعودية – إماراتية لعزل لبنان ورئيسه العماد ميشال عون، كما وجهت رسالة شديدة إلى دول الحصار الجائر بأن قطر أقوى من الحصار، وأن الدوحة لن تتخلى أبداً عن دورها الفاعل في إقامة سياسات خاصّة بها تجاه الدول العربية ومنها لبنان، تنتصر من خلالها لمقدرات الشعوب المتطلعة للرخاء والاستقرار، والرافضة للتبعية والتدخلات والإملاءات الخارجية”.
وذكّر الكاتب بأن “إن تاريخ العلاقات القطرية اللبنانية حافل بالمواقف المشرفة والمبادرات النبيلة التي قدمتها قطر دعماً للبنان سياسياً ومادياً وإغاثياً… وكان آخرها قرار السماح للبنانيين بالدخول إلى قطر من دون تأشيرة مسبقة وهو ما كان له الأثر الطيب والعميق في نفوس اللبنانيين خاصة، بما يعكس حرص قطر الدائم على تقديم الدعم للبنان وشعبه في جميع الظروف والأحوال… وقد تعاملت قطر دوماً مع جميع الأطراف ومكونات المجتمع اللبناني من دون استثناء ووقفت على مسافة واحدة منهم ولم تتأخر عن تقديم الدعم للبنان كدولة وشعب ومؤسسات، وهذا يحسب لقطر على أنها تعاملت بمستوى راق .. كما تحتضن قرابة 25 ألف لبناني يعملون بجد ويساهمون في نهضة الدولة على كافة المستويات ولا سيما في قطاع الهندسة والبناء والطب والإعلام والتعليم والتجارة والفنادق وغيرها من المجالات الحيوية في الدولة”.
اما الكاتب في الصحيفة ذاتها إبراهيم البدوي فكتب أن مشاركة أمير قطر “بعثت بالعديد من الرسائل المهمة داخلياً وخارجياً، بتأكيد انتصار قطر لقضايا أمتها العربية التي تعتصرها الأزمات والتحديات وأيضا ترسيخ مكانة قطر كدولة ذات سيادة لا تنتظر الإملاءات وحسابات الربح والخسارة في مواقفها السياسية المبدئية تجاه قضايا شعوبنا العربية”.
ولفت إلى انه “على مستوى الحضور كانت مشاركة صاحب السمو طوق نجاة لأعمال القمة بعد تمثيل خجول من قبل بعض الدول. وعلى مستوى الفاعلية، لم تكتف قطر بالحضور والتمثيل السامي، بل دعمت مبادرات ومخرجات القمة لإقامة مشاريع اقتصادية وتنموية تعود بالفائدة على شعوب المنطقة”.
وواصل: “أكدت الدوحة استقلالية مواقفها وقراراتها الوطنية في دعم لبنان كدولة عربية شقيقة تربطها بها علاقات وثيقة. وأن دعم قطر لقمة تبحث هموم المواطن العربي الذي يتطلع للتنمية والرخاء والاستقرار، لا يخضع لأجندات سياسية ومكايدات حزبية داخل البلد المضيف. ولا يستجيب لأي إملاءات خارجية تحددها حسابات الربح والخسارة مع أطراف إقليمية ودولية”.