تحقيق رولان خاطر
“فليكن الله بعون وصبر من يقصد بيروت أو الشمال هذه الأيام”، لأن طريق شكا تحولت الى طريق كسارات بكل معنى الكلمة. معلوم أنّ انهيارات ضخمة حصلت بعد نفق شكا وخصوصاً على الجهة الغربية من الأوتوستراد. وما كان يسمى بـ”حيطان الدعم” سقطت، والتربة انزلقت. بغض النظر عن الأسباب، إلا أن من يقصد المنطقة منذ فترة يلاحظ وجود معدات لأشغال، لكنّ شيئاً لم يتغيّر طوال فترة “الصحو”، العمل بطيء، ما أوحى للمواطنين بغياب أي خطط لاصلاح جدي، زحمة السير خانقة هناك، الناس كفرت بالدولة ومؤسساتها ولعنت حتى أحوال الطقس.
وفيما كثر الحديث “على الطريقة اللبنانية” عن اسباب الانهيارات، وازدحمت التحليلات وتحميل المسؤوليات لوزارة الأشغال، أكد مدير عام الطرق والمباني في وزارة الاشغال طانيوس بولس، لـIMLebanon، أن الوزارة تقوم بكل العمل اللازم، لاصلاح الجبل، لكن أولويتنا الآن تأمين سلامة المواطنين، لأن الجبل مهدد بالسقوط وتربته لم تعد تحتمل، من هنا، ما نقوم به اننا نحاول تجنب أي مأساة ونركز على سلامة المواطنين بالدرجة الأولى، ريثما يتم فتح المسراب الاخر للأوتوستراد الذي قد يكون في غضون يومين أو ثلاثة.
بولس الذي كشف ان وزارة الأشغال تعمل على وضع خطط ودراسات للجبل، واستقدمت عددا من الخبراء الأميركيين والأوروربيين، وتم وضع censors لمراقبة تحركات الجبل والانشقاقات داخله، اشار الى انه تم وضع حل شامل لصيانته بكلفة ضئيلة، من دون ان يكشف عن مضمون الحل.
ونفى الحديث عن تلزيمات غب الطلب لوزارة الأشغال، فالمسألة ليست مزحة، وهناك خطر وخوف من سقوط باقي “حيطان الدعم”، لأن الارض رطبة، والمياه كثيرة، ولا يمكن الاقتراب من الجبل حالياً، وبالتالي، وزارة الأشغال تقوم بكل ما يطلب منها واكثر، ونحن مسؤولون عن العمل الذي نقوم به” كما قال.
وفيما علم ان وزارة الدفاع أرسلت فريقاً من المهندسين لتقييم الوضع في مطار حامات، والذي اكد تقرير المهندسين ان لا مشكلة موجودة هناك، شرح المهندس المدني والاختصاصي في علوم التربة مارسيل منصور لـIMLebanon أسباب الانهيارات في شكا، فأوضح أن التربة هناك جيولوجياً، غير مستقرة وغير صلبة، على عكس ما يظهر للعيان. واشار الى أن من يراقب الجبل جيدا يلاحظ وجود انهيارات قديمة، وبالتالي، المشاكل عمرها ملايين السنين.
من يسلك طريق الشمال نزولا وصعودا، يلاحظ ان السير نحو بيروت يوجه غالبا نحو الطريق البحرية وطريق حامات، لكن هذا ليس بآمن كما يرى منصور، فالأمر نفسه ينسحب على الطريق البحرية التي لا تقل خطورة، طريق النفق القديم بخطر أكبر، بسبب الانهيارات الصخرية.
الحاصل على الاوتوستراد، كما يروي منصور أن المنطقة شربت مياه كثيرة تفوق طاقتها على التحمّل، جراء غزارة مياه الشتاء الأخيرة التي لم يشهدها لبنان منذ 15 او 20 عاماً، و”حيطان الدعم” الموجودة ليست مبنية أساساً بطريقة ذكية، وغياب المزروعات والأشجار وعدم وجود مصرف للمياه، أدى الى هذه الانهيارات الضخمة. كما لفت الى المياه البيضاء التي أتت من الجبل على نفق شكا، والتي تعني أنه بسبب عدم صلابة الأرض هناك، فقد أذابت المياه “الوحل الجامد” وجرفت التربة البيضاء من الجبل الى الاوتوستراد. هذا اضافة الى وجود مصدر مياه جديد ينبع من الجبل من دون معرفة أسبابه وهذا خطر زائد.
وبهذه الصور أدناه يمكن فهم باختصار ما يحصل في المنطقة جيولوجياً، والحل بحسب منصور:
ففي الصورة الأولى، تجسد ما يحصل فعليا في الارض، حيث يظهر ان المنطقة التي شربت الكثير من المياه تنزلق على أختها او على الصخر.
الصورة الثانية، تمثل “حيطان الدعم” التي انزلقت ايضاً بسبب تأثرها بغزارة المياه.
الصورة الثالثة، تمثل وقوع “حيط الدعم” وهو باللون الرمادي.
الصورة الرابعة تختصر الحل، والذي يكون بحسب منصور عبر “تجليل الارض”، أي تحويلها الى “جلال” زراعية، وزرع الارض والاشجار والـpelouse، ووجود مصرف للمياه، حل قد لا يكلف اكثر من 200 الف دولار.