Site icon IMLebanon

“التفهم الروسي” غطاء لخطة إسرائيل بتفكيك نفوذ إيران وحزب الله في سوريا

اعتبرت مصادر سياسية عربية تتابع الوضع السوري عن كثب أنّ إسرائيل أرادت عبر الغارات الأخيرة التي شنتها في محيط دمشق والجنوب السوري توجيه رسائل عدّة في إطار حرب صغيرة تدور في المنطقة.

وذكرت أنّ في مقدّم هذه الرسائل الإسرائيلية أن إيران لن تكون قادرة على الاستفادة من قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب العسكري الأميركي من سوريا.

وأوضحت هذه المصادر أن إسرائيل واضحة في إعلانها عبر الغارات الجديدة على مواقع سورية وإيرانية أنّها معنيّة مباشرة بالجنوب السوري وبعدم تمكين إيران من إقامة قواعد في تلك المنطقة.

وكشفت المصادر ذاتها أن الغارات الإسرائيلية الجديدة جاءت بعد اجتماعات عقدت بين ضباط روس وإسرائيليين من أجل وضع قواعد اشتباك جديدة في الأجواء السورية وذلك بعد إعلان موسكو عن نشر شبكة صواريخ “أس-300″ في سوريا.

وتشير الغارات الجديدة إلى وجود قواعد الاشتباك الجديدة، التي تعكس تفاهما روسيا-إسرائيليا بشأن سوريا عموما من جهة والدور الإيراني في هذا البلد من جهة أخرى.

وباتت إسرائيل تعتبر أن القرار الأميركي بالانسحاب عسكريا من سوريا لن يؤثر بأي شكل على الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وعلى رأسها عدم وجود قواعد إيرانية في الجنوب السوري.

وعلى العكس من ذلك ترى إسرائيل أنّ الإدارة الأميركية أطلقت يدها في سوريا بعدما وعدت بدعم أي موقف يمكن أن تتخذه، بما في ذلك شنّ حرب صغيرة تستهدف تدمير أي قواعد إيرانية ومنع وجود صواريخ في منطقة قريبة من هضبة الجولان.

ويثير تنفيذ إسرائيل عمليات قصف روتينية في سوريا تساؤلات بشأن الموقف الروسي، وخاصة مع تأخر استعمال دمشق للصواريخ الروسية أس-300 للردّ على الغارات الإسرائيلية. وفيما تحاول موسكو إظهار معارضتها للقصف الإسرائيلي والتقليل من فاعليته في تحقيق أهدافه، فإن تل أبيب تحرص على تأكيد أن عملياتها في سوريا لا تتم دون تنسيق مباشر مع روسيا.

وأعلنت إسرائيل، الاثنين، أنها استخدمت خط الاتصال مع العسكريين الروس خلال الغارات التي شنتها داخل الأراضي السورية.

وذكر المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكس أن الجيش استخدم خط الاتصال مع الزملاء من العسكريين الروس خلال القصف الليلي لسوريا، بحسب وكالة سبوتنيك.

وقال “آلية منع الصدامات تعمل ويستخدمها الجانبان، وقد عملت بشكل روتيني الليلة قبل الماضية”.

وتعمل إسرائيل على تثبيت حالة التنسيق مع روسيا مع إبقاء هامش يتيح لها تنفيذ عمليات قصف في الأراضي السورية.

وضربت إسرائيل أهدافا في سوريا، فجر الاثنين، في أحدث قصف في عمليات تستهدف الوجود الإيراني هناك وتزداد علانية يوما بعد يوم، وهزت الانفجارات المدوية أرجاء دمشق على مدى ساعة في عملية عسكرية لليلة الثانية على التوالي.

ولم تعلن دمشق عن حجم الضرر أو عدد الضحايا الذين سقطوا في الضربات، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن 11 شخصا لقوا حتفهم، وقالت روسيا إن أربعة جنود سوريين قتلوا وأصيب ستة آخرون.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الغارة الجوية استهدفت أساسا قوات إيرانية، واستهدفت أيضا سوريين يساعدونها. وأضاف “سنضرب كل من يحاول الإضرار بنا”.

وخطر اندلاع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران يعتمل منذ فترة طويلة في سوريا حيث أرسى الجيش الإيراني وجودا منذ بدايات الحرب دعما للرئيس بشار الأسد.

وتكررت هجمات إسرائيل، التي تعتبر إيران الخطر الأكبر، على أهداف في سوريا تخص إيران وقوات متحالفة معها من بينها حزب الله اللبناني.

لكن مع اقتراب موعد إجراء انتخابات، بدأت الحكومة الإسرائيلية تتحدث عن هجماتها بقدر أكبر من العلانية، كما اتخذت موقفا أكثر حزما إزاء حزب الله على الحدود مع لبنان. وقالت إن هجوما صاروخيا وقع، الأحد، كان من تنفيذ إيران.

ويأتي التحوّل الإسرائيلي بعد شهر من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ عن خطة لسحب القوات الأميركية المؤلفة من ألفي جندي من سوريا، في خطوة سعى إليها الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون طويلا.

وصدم قرار ترامب حلفاء للولايات المتحدة في المنطقة وعارضه مسؤولون أميركيون كبار بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي قدم استقالته.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته هاجمت أهدافا لفيلق القدس الإيراني، فجر الاثنين، منها مخازن ذخيرة وموقع بمطار دمشق الدولي وآخر للمخابرات ومعسكر للتدريب العسكري.

وأضاف أن طائراته استهدفت بعد ذلك بطاريات دفاع سورية بعد تعرضها للنيران.

جاء هذا في أعقاب ليلة شهدت إطلاق نار عبر الحدود بدأ حسبما قالت إسرائيل بإطلاق قوات إيرانية صاروخ أرض/أرض إيراني الصنع من منطقة قرب دمشق على منتجع للتزلج في مرتفعات الجولان المحتلة.