قبل إحالته على التقاعد بعد أشهر قليلة، وفي خضم التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا في أعقاب قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، حطّ قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل في بيروت وجال على كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، فوضعهم في أجواء التطورات في المنطقة واطّلع منهم على الأوضاع في لبنان.
وفيما لقي في بعبدا تنويهًا من رئيس الجمهورية ميشال عون بالدور الذي لعبه في تعزيز التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والأميركي والذي ساهم في تمكين الجيش اللبناني من دحر الإرهاب في الجرود الشرقية، ونوّه بدوره بالمستوى المتقدّم الذي وصل إليه الجيش اللبناني، لاسيما بعد تعزيز قدراته، مؤكدًا الحرص على استمرار هذا التعاون ليتمكّن الجيش من أداء دوره بفعالية ونجاح، بحث في اليرزة مع قائد الجيش العماد جوزيف عون في العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين، وحاجات الجيش اللبناني المختلفة في إطار برنامج المساعدات الأميركية المقررة له.
وأفادت “المركزية”، نقلًا عن مصادر مطّلعة على أجواء لقاء اليرزة، بأن المسؤول الأميركي قدّم عرضًا مفصّلًا عن الأوضاع الإقليمية، وتحديدًا في سوريا حيث يجدول الأميركيون انسحابهم بحسب جدولهم الزمني بعد إنجاز نقاط تكتيكية عدة.
أما داخليًا فأشارت المصادر إلى أن فوتيل استمع من قائد الجيش إلى شرح مفصّل عن الوضع الأمني. في حين كان تأكيد أميركي لمتانة العلاقة بين الجيشين وتميّز التعاون مع الجيش اللبناني، وهذا ما سيعيد فوتيل، الذي يحال على التقاعد بعد أشهر قليلة، تأكيده أمام الكونغرس. وبالتالي فإن هذه العلاقة ثابتة ومستمرة ولن تتأثر بتغيير القيادة الوسطى.
وبدا، بحسب المصادر، أن الأميركيين يعملون على إبقاء الوضع هادئًا جنوبًا، ما يمكن أن يفسّر باستمرار الوساطة الأميركية في موضوع البلوكات البحرية مع العدو الإسرائيلي وإبعاده عن أي مواضيع خلافية أخرى طارئة.